5 قواعد تجعل "العودة إلى المدرسة" أكثر استدامةً؟


مروة بدوي
الخميس 19 سبتمبر 2024 | 10:58 مساءً
موسم العودة للمدرسة
موسم العودة للمدرسة

في الوقت الذي تستعد فيه الأسرة لموسم العودة إلى المدرسة، وبدء مرحلة جديدة من حياة أطفالها، عليها إعادة تقييم إجراءاتها التي تتخذها قبل بداية العام الدراسي، لتجعلها أكثر صداقةً للبيئة عبر خطوات موفرة للمصروفات ومفيدة لكوكب الأرض في وقت واحد.

خمس قواعد أولها جرد مدرسي سنوي

في البداية، عليك تذكر القواعد الثلاث الآتية حتى تضمن استعداداً "مستداماً" لاستقبال موسم العودة إلى المدرسة: إعادة الاستخدام، وإعادة التدوير، وتقليل الشراء.

وأول هذه القواعد أن تجري الأسرة جرداً سنوياً دقيقاً، وأن تقوم بفرز الدفاتر التي تحتوي على بعض الصفحات الفارغة، واللوازم المدرسية السليمة؛ لكي يعاد استخدامها وتحقيق أقصى استفادة منها.

والكتب المدرسية أيضًا؛ إن كان في الأسرة أكثر من طفل في سنوات دراسية مختلفة، يمكن أن يستفيد الابن الأصغر من كتب إخوته الأكبر منه. وكذلك علب الغذاء أو حقائب الظهر القديمة، قد تحتاج إلى القليل من التنظيف فقط.

ملخص القاعدة الأولى: أعد تدوير ما تستطيع، وإلا فتبرَّع به، ولا تلقِ أرطالاً من اللوازم المدرسية في مكبات النفايات.

موسم العودة للمدرسةموسم العودة للمدرسة

يعد إعادة استخدام وتدوير المنتجات جزءاً مهماً من اتخاذ خيارات صديقة للبيئة، ولها عدة فوائد؛ منها تقليل البصمة الكربونية للعائلة، وخفض الانبعاثات، والمساعدة في الحد من تغير المناخ.

تخفيف الضغوط المالية وتقليل أعباء الكوكب

وبعد أن تقوم الأسرة بجرد ما لديها، عليها أن تُعِد قائمة محكمة بما ينقصها من اللوازم المدرسية، وأن تشتري ما يحتاجه أبناؤها بالفعل؛ فالمشكلة الكبرى عند التسوق استعداداً للعودة إلى المدارس، تكمن في شراء أدوات زائدة لا حاجة لها ولم يطلبها المعلمون.

تتكدس عربات التسوق بأكوام غير ضرورية من المجلدات والأقلام والدفاتر؛ حيث تجذب الألوان الزاهية والتصميمات الجذابة الأطفال لاختيار مواد لن يستخدموها إلا نادراً طوال العام الدراسي، حتى بات التسوق قبل عودة المدرسة ينشر ثقافة الاستهلاك المفرط، ويُسبب ضغوطاً مالية على الآباء وعبئاً بيئياً على الكوكب.

موسم العودة للمدرسةموسم العودة للمدرسة

أثناء عملية الشراء، يجب الحرص على اختيار اللوازم المدرسية التي تستخدم الحد الأدنى من التغليف، المصنوعة من مواد معاد تدويرها، والمتينة بما يكفي حتى تدوم لسنوات وتوفر شراء منتجات جديدة.

ومن المهم تذكر أن التأثير البيئي للأدوات المدرسية ضار جداً؛ لأنها عادةً ما تكون مصنوعة من البلاستيك السميك والكثيف، الذي يلوث مكبات النفايات، ويتحلل خلال مئات السنين.

أما الدفاتر والكتب فتعتمد على صناعة الورق التي تستهلك أشجار الغابات حول العالم، بجانب أنها تطلق كميات هائلة من الغازات وملوثات الهواء بعد تحللها.

موسم العودة للمدرسةموسم العودة للمدرسة

قاعدة صحية للأسرة وللطبيعة

إذا كنتم تعيشون بالقرب من المدرسة، فابدؤوا التعود على السير على الأقدام مع الأطفال، أو ركوب الدراجة إلى المدرسة. يعتبر هذان الخياران هي الأكثر صحةً للإنسان وللطبيعة، كما أنها تساعد في تخفيف الازدحام.

موسم العودة للمدرسةموسم العودة للمدرسة

وإذا كانت المسافة طويلة، فسوف تكون حافلة المدرسة أو مشاركة السيارة مع الآخرين وسيلة نقل صديقة للبيئة؛ فتقليل عدد المركبات على الطريق يؤدي الى تخفيض استهلاك الوقود والانبعاثات الدفيئة، ونسبة تلوث الهواء، التي تعتبر أكبر تهديد للصحة العامة.

ولا تنسوا إيقاف تشغيل محرك السيارة عند الوقوف وأثناء الانتظار، ولو لفترة قصيرة من الوقت؛ لكي تقل نسبة الوقود المستهلكة والغازات المنبعثة.

موسم العودة للمدرسةموسم العودة للمدرسة

"لانش بوكس" صحي ومستدام وخالٍ من النفايات

من الأمور التي يتداولها أولياء الأمور، تحضير "اللانش بوكس"، ومن النصائح البسيطة التي يمكن اعتمادها، اختيارات غذائية صديقة للمناخ، مثل البقوليات والخضراوات والفاكهة، وكلها ذات بصمة كربونية منخفضة مقارنةً بالمنتجات الحيوانية التي تهدر الموارد الطبيعية.

وجبات الغذاء المنزلية ترتبط بأسلوب حياة صحي يقلل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، التي تساهم بشكل كبير في تغير المناخ.

موسم العودة للمدرسةموسم العودة للمدرسة

كما أن هذه الوجبات تُمكِّن من التحكم في أحجام الحصص الغذائية وكمية الأطعمة المناسبة للطفل؛ ما يقلل هدر الطعام، الذي يعد مساهماً رئيسياً في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. ووفقاً للتقديرات العالمية، فإن هدر الطعام ثالث أكبر مصدر للانبعاثات بالكوكب.

كما يجب تجهيز وجبة غداء خالية من النفايات. والمراد بذلك الابتعاد عن العبوات البلاستيكية وأدوات المائدة التي تستخدم مرة واحدة ثم يتم التخلص منها. هذه الأدوات لا يمكن إعادة تدويرها، ويتم إلقاؤها في القمامة أو تركها تلوث البيئة. وبدلاً من ذلك يمكن الاعتماد على الحاويات والأكياس والأواني القابلة لإعادة الاستخدام.

موسم العودة للمدرسةموسم العودة للمدرسة

تربية "مدافع صغير" عن البيئة

الأب والأم يمثلان قدوةً لأطفالهما، ويشكِّلان لهم نموذجاً يحتذى به في أسلوب الحياة. يمكن اعتبار بداية العام الدراسي فرصة لإخباره بالطبيعة وأهمية الكائنات الحية، وقراءة كتب بسيطة ومزينة بالرسومات عن كوكب الأرض، وتوضيح أسباب ضرورة اتباع "لايف ستايل" صديق للبيئة، فيساعده ذلك على ترسيخ عادات مستدامة منذ الصغر، وربما يتحول إلى "مدافع صغير" عن حقوق البيئة في مدرسته ووسط أصدقائه.