المنطقة العربية بؤرة جديدة لتلوث الهواء.. سكان قطر والعراق ومصر الأكثر معاناة


مروة بدوي
السبت 07 سبتمبر 2024 | 09:42 مساءً
تلوث الهواء
تلوث الهواء

يشكل تلوث الهواء أكبر تهديد خارجي لصحة الإنسان على مستوى العالم؛ ما يؤثر سلباً على حياته ويخفض متوسط عمر الأفراد الذين يعيشون في المناطق الأكثر تلوثاً بمعدل 2.7 سنة. 

ويحذر تقرير مؤشر جودة الهواء السنوي "AIR QUALITY ،LIFE INDEX  2024 من تلوث الهواء بجسيمات PM2.5، وهي جزيئات دقيقة تنبعث من احتراق الوقود الأحفوري والأنشطة الصناعية؛ حيث تؤثر هذه الجسيمات على متوسط العمر المتوقع للإنسان وصحته بشكل يتجاوز أضرار التدخين، وتعاطي الكحول، وحوادث السيارات، وتأثير فيروس نقص المناعة البشرية.

وأظهر التقرير الصادر عن معهد سياسات الطاقة بجامعة شيكاغو "EPIC" انخفاض مستويات التلوث بالعالم، بما يشمل جنوب آسيا، لكنها تظل المنطقة الأكثر تلوثاً على الكوكب.

تلوث الهواءتلوث الهواء

أما فيما يتعلق بالعالم العربي، فتكشف أحدث بيانات مؤشر جودة الهواء عن ارتفاع مستويات التلوث في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو الإقليم الذي يشمل معظم الدول العربية؛ حيث زادت تركيزات التلوث بنسبة 13% بالمنطقة مقارنة بعام 2021.

وأشار التقرير إلى صعوبة تحديد أسباب زيادة تركيزات جسيمات PM2.5 في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لكنها قد تعود الى عوادم المركبات  وحرق النفايات الصلبة والأنشطة الزراعية والعمليات الصناعية.

تلوث الهواءتلوث الهواء

الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: بؤرة جديد للتلوث 

وحسب ما جاء في التقرير، تشمل منطقة الشرق الأوسط 13 دولة منها 11 دولة عربية هي البحرين، والعراق، والأردن، والكويت، ولبنان، وعمان، وقطر، والمملكة العربية السعودية، وسوريا، والإمارات العربية المتحدة، واليمن. أما منطقة شمال إفريقيا فتتضمن 6 دول، كلها عربية: الجزائر، وجيبوتي، ومصر، وليبيا، والمغرب، وتونس. 

يعيش 97% من سكان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مناطق يتجاوز فيها تلوث الهواء النسبَ الموصَى بها من قِبَل منظمة الصحة العالمية، وقد يفقد السكان الذين يقطنون المناطق الأكثر تلوثاً نحو 4 سنوات من متوسط أعمارهم المحتملة.

وتعتبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نقطة ساخنة للتلوث؛ حيث يصل متوسط مستويات الجسيمات الدقيقة PM2.5 في البيئة المحيطة، وفقاً للبيانات التي جُمعت عبر الأقمار الصناعية عام 2022، إلى 18.4 ميكروجرامات/م3 لكل متر مكعب، أي نحو أربعة أضعاف المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية.

تلوث الهواءتلوث الهواء

الدول العربية الأكثر تلوثاً

تعاني الدول العربية التابعة لمنطقة الشرق الأوسط من مستويات تلوث أعلى من دول شمال إفريقيا، حسب مؤشر جودة الهواء "AQLI".

قطر

تعتبر قطر الدولة الأكثر تلوثاً بجسيمات PM2.5 في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما أنها رابع دولة على مستوى العالم.

ويحذر التقرير من انخفاض متوسط الأعمار بنحو ثلاث سنوات ونصف لسكان الدوحة عاصمة البلاد وأكبر مدنها، إذا استمرت مستويات التلوث الحالية. وتعود أسباب تلوث الجسيمات في قطر إلى الانبعاثات الصناعية وأنشطة البناء.

تلوث الهواءتلوث الهواء

العراق

وتأتي العراق في المركز الثاني؛ حيث بلغ متوسط ​​مستويات تلوث الجسيمات عام 2022 نحو 32.4 ميكروجرامات/م3 لكل متر مكعب، وفي بغداد العاصمة وأكثر المحافظات اكتظاظاً بالسكان، من المتوقع أن يفقد السكان ثلاث سنوات ونصف من متوسط أعمارهم المتوقعة.

بينما يزداد الوضع سوءاً في بابل، المحافظة الأكثر تلوثًا في المنطقة، وتعد عوادم المركبات والمولدات الكهربائية والحرائق في مصافي النفط والغاز والصراع العسكري، هي أهم مسببات تلوث الهواء في بلاد الرافدين.

تلوث الهواءتلوث الهواء

مصر

وعلى الرغم من انخفاض متوسط ​​تلوث الجسيمات مقارنة بقطر والعراق، فإن مصر تواجه أعلى عبء صحي في المنطقة بسبب عدد سكانها، وقد وصل مستوى تلوث الجسيمات في مصر عام 2022 إلى 19.2 ميكروجرام/م3 لكل متر مكعب، أي ما يقرب من 4 أضعاف ما توصي به منظمة الصحة العالمية.

وتشهد أجواء محافظة القاهرة، العاصمة وأكبر مدينة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مستويات عالية من جسيمات PM2.5 وتعد الأسوأ على مستوى البلاد.

ويبلغ متوسط ​​العمر المتوقع خسارته للمقيمين ​​في القاهرة نحو عام ونصف، ويعد الازدحام المروري وعوادم المركبات وممارسات الحرق الزراعي ومحطات الطاقة التي تعمل بالفحم من المصادر الرئيسية للتلوث بالجسيمات في مصر.

تلوث الهواءتلوث الهواء

كما يشير التقرير إلى جهود دول المنطقة للحد من تلوث الهواء، عبر اعتماد خطط إدارة جودة الهواء، منها على سبيل المثال خطة المملكة المغربية للحد من الملوثات المناخية، وجهود دولة الإمارات العربية المتحدة لجمع بيانات جودة الهواء ومراقبتها، واستخدام هذه البيانات لتحقيق أهداف برنامجها الوطني للمناخ والهواء النظيف.

وأخيراً، يسلط التقرير الضوء على اهمية استيفاء إرشادات منظمة الصحة العالمية، والالتزام بالتركيز المسموح والأمن، وهو 5 ميكروجرامات/م3، الأمر الذي من شأنه إطالة متوسط العمر المتوقع لسكان العالم بنحو عام وتسعة أشهر.