مشاريع الإنذار المبكر للفيضانات تبحث عن موطيء قدم بالدول العربية والإفريقية


فيروز ياسر
الثلاثاء 16 يناير 2024 | 06:40 مساءً

مشهد الفيضانات المتكرر بالدول الإفريقية ألقى الضوء على أهمية الأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار للإنذار المبكر بالكوارث ومساعدة المزارعين على حماية أراضيهم، وكانت الصورة المُلتقطة للفيضانات المدمرة في ليبيا، شمال إفريقيا مرعبة بالقدر الكافي التي جعلت مارك نورت، متخصص في مجال تطبيقات المعلومات الجغرافية المكانية، التحدث عن مشاريع ممولة من الاتحاد الأوروبي بزامبيا وغانا وزامبيا والكشف عن نتائجها.

بينما كان نورت يراقب تأثير الأمطار الغزيرة في ليبيا وتسببها في انفجار سدين وإغراق مدينة درنة الساحلية وتدمير أحياء بأكملها قال لموقع Phys.org "إن سكانها لما يتلقوا أي تنبيه مناسب قبل وقوع الكارثة فنظام الإنذار المبكر قادر على تحذير الناس وتقليل عدد الضحايا".

مشاريع إفريقية

بلدة ناروك الكينية الواقعة في الجزء الجنوبي الغربي من البلاد بالقرب من العاصمة نيروبي تتعرض لفيضانات متكررة؛ لأنها تقع في حوض معروف باسم الوادي المتصدع العظيم، والفيضان المفاجيء في فبراير عام 2022 تسبب في تدمير واسع ومن حسن الحظ لم يكن عدد الضحايا سوى شخصين.

أنشأ الاتحاد الأوروبي مشروع TWIGA مدته 4 سنوات بين 2018 و2021 لتحويل بيانات الطقس إلى خدمات ومعلومات ذات قيمة باستخدام أجهزة استشعار مبتكرة في الموقع وتطوير خدمات المعلومات ذات الصلة.

بعد انتهاء مشروع TWIGA بدأ واحد آخر في فبراير الماضي بهدف تحسين النظام من خلال مراقبة الأنهار الصغيرة في كينيا تحت مسمى TEMBO Africa.

قال نيك فان دي جيسين، أستاذ الموارد المائية في جامعة دلفت للتكنولوجيا الهولندية، والمسؤول عن المشروع الأول ويرأس الآن المشروع الثاني إن الحصول على تحذيرات قبل وقوع الكارثية من ساعتين لخمس ساعات أمر ذو قيمة، وفي المشاريع الحالية يتم إنتاج معلومات تتحول إلى إدارة للأمور، فالتنبؤ بالفيضانات يسمح للسكان بالانتقال إلى أماكن آمنة إضافة إلى نقل الحيوانات والسيارات.

خلال المشروع الممول من الاتحاد الأوروبي تُصمم شبكات استشعار فعالة، كما يعمل المشروع على رفع مستويات الاستعداد التكنولوجي وتحسين التطبيق العملي لهذه الأساليب، إضافة إلى الربط المباشر بين أجهزة الاستشعار والخدمات الجديدة، وتطوير أنظمة الإنذار المبكر للفيضانات وإدارة الخزانات وخدمات التأمين، وفق ما ذكره موقع CORDIS.

حلول جذرية

زاد التغير المناخي والتوسع الحضري من كمية الأسطح الصلبة التي تمنع امتصاص الأرض لمياه الفيضانات إضافة إلى عيوب الصرف الصحي ووفق رأي مارك نورت فيجب إطلاق خدمات التنبؤ بالفيضانات بجميع أنحاء كينيا ثم البحث عن شركاء في بلدان إفريقية أخرى للقيام بنفس الشيء.

وتناول مشروع TWIGA في غانا وزامبيا مستويات المياه خلف السدود، ورصد التدفقات إلى الخزانات الخاصة بمحطات الطاقة الكهرومائية باستخدام التكنولوجيا؛ وذلك لأن المياه تصل إلى ارتفاعات كبيرة يضطر فيها مشغلو السدود إلى سكبها عبر بوابات السد لتصريف الخزان، ما يسبب الفيضانات في اتجاه المصب، كما يُهدر الطاقة الكهرومائية.

كشفت دراسة أجراها القائمون على المشروع أن أفضل إدارة للخزانات من خلال قياس هطول الأمطار وتدفق الأنهار عند المنبع؛ فمعرفة كمية المياه القادمة تسمح لمشغلي السدود بالتصرف قبل الطواريء.

اقترح جيسين التسريب التدريجي للمياه أو توليد كهرباء إضافية عن طريق السماح للمياه بالمرور عبر التوربينات، ويعمل العلماء مع شركاء محليين في غانا وزامبيا على إنشاء تكنولوجيا سهلة الاستخدام لمنع حدوث فيضانات في القرى الواقعة أسفل السدود المولدة للطاقة الكهرومائية.

طائرات بدون طيار بالسعودية

وبالنسبة للدول العربية ومدى توافر أدوات للتنبؤ بالفيضانات، فإن مكة المكرمة تأثرت بالتغير المناخي خلال العشر سنوات الماضية، ما زاد من الفيضانات، ومنذ عام 2010 ارتفع متوسط هطول الأمطار بنسبة 350%، بحسب Sensors Journal ، وشهدت أمطاراً غزيرة في نهاية عام 2022 ما تسبب في جرف العديد من السيارات.

وبناء على ذلك، كشفت دراسة جديدة عن دور الطائرات بدون طيار في إدارة الفيضانات بالمملكة العربية السعودية من خلال التقاط لقطات أثناء الكارثة ومعرفة حجم الضرر خاصة أن الأقمار الصناعية تكون غير قادرة على التقاط صور جيدة بسبب الغطاء السحابي ويصبح تقييم التضرر صعباً.

وقدمت الدراسة تطبيقاً للطائرات بدون طيار يستخدم تقنية blockchain لإدارة الفيضانات في المناطق النائية بأمان وفي الوقت الفعلي.

وبالتالي هناك حاجة مُلحة إلى وجود المزيد من أجهزة الاستشعار وإدخال تقنيات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالفيضانات بكافة دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمواكبة التغيرات المناخية السريعة.