بجهود ذاتية.. جمعية تحمي وتوثق الحياة البرية في الجزائر


إسراء محمد
الاثنين 01 يناير 2024 | 07:57 مساءً

الاهتمام العربي بقضايا البيئة والمناخ تجلى في الآونة الأخيرة بشكلٍ ملحوظ؛ حيث طرحت دول المنطقة خططاً واستراتيجيات هدفها الحفاظ على البيئة وبناء مجتمع مستدام قادر على استيعاب الأزمة وتداركها، وظهرت مبادرات مجتمعية من مؤسسات غير ربحية بهدف مكافحة أزمة المناخ والحفاظ على الكوكب.

"الجمعية الجزائرية لتوثيق الحياة البرية" واحدة من الجمعيات غير الربحية التي تشكلت من أجل إنقاذ البيئة، وبدأت في دورها التوعوي بالجهود الذاتية منذ سنوات، حتى قبل أن تُمنَح الموافقة الرسمية من وزارة الداخلية لتصبح مؤسسة مُعترفاً بها قانونياً؛ إذ تستهدف نشر الوعي بقضايا البيئة والمناخ باعتبار ذلك السبيل الوحيد لحماية الكوكب من التغيرات المناخية.

 "حرز الله": الجمعية شاركت في عشرات الأعمال التوعوية والعملية من خلال العمل المباشر، أو بالشراكة مع الإدارات المعنية بحماية الحياة البرية

توثيق الحياة البرية

مراد حرز الله المتحدث الإعلامي باسم الجمعية وأحد أعمدة التوثيق في الجزائر، أكد في تصريحات لـ"جرين بالعربي"، أن الجمعية تعمل بالجهود الذاتية من قِبل عشرات المهتمين بالحياة البرية، الذين اجتمعوا تحت رايتها بهدف حمايتها وتوثيق كل مستجداتها، ويعملون معاً عن طريق تشكيل لجان متنوعة، منها العلمية والفنية والإعلامية؛ ما ساعد الجمعية في تكوين علاقات كثيرة خلال وقتٍ قصير مع الإدارات المعنية بحماية وتوثيق الحياة البرية في الجزائر، ومنها محافظة الغابات والجامعات ومديريات الحظائر الوطنية وحتى جمعيات الصيد.

وأضاف "حرز الله" أن الجمعية شاركت في عشرات الأعمال التوعوية والعملية من خلال العمل المباشر، أو بالشراكة مع الإدارات المعنية بحماية الحياة البرية، كما نظمت عدداً من المعارض في جميع أنحاء الجزائر، ووصلت إلى أبعد منطقة، وهي برج باجي مختار، وهي ولاية جزائرية تقع في جنوب البلاد.

اكتشافات جديدة في عالمَي الطيور والحشرات

وأشار المتحدث الإعلامي باسم الجمعية الجزائرية لتوثيق الحياة البرية، إلى نجاح الجمعية في إجراء إحصائيات متعلقة بالطيور المهاجرة في المناطق كلها، بجانب إحصاء الطيور التي بنت أعشاشها في المناطق الرطبة، وقدمت أيضاً منشورات علمية في مجلات عالمية، منها 13 اكتشافاً جديداً في عالم الطيور، وعدد من الاكتشافات المهمة في عالم الحشرات.

توعية الأطفال بدورهم البيئي

وبشأن مشاركة الأطفال في المهام البيئية، أوضح "حرز الله" أن الجمعية تضع الأطفال ضمن قائمة الفئات المستهدفة لنشر الوعي من خلال المعارض، واصطحابهم في رحلات ميدانية توعوية تحت شعار "من أحب الشيء حافظ عليه"؛ من أجل بناء جيل واعٍ وقادر على التغيير.

يُعد توفير الحماية الكاملة للطيور والحيوانات من أهم أهداف الجمعية؛ وذلك من خلال التعامل مع السلطات المكلفة بمكافحة التجارة بالحيوانات البرية والصيد الجائر والصيد غير القانوني وصيد حيوانات المحميات.

حماية الحياة البرية

وفيما يخص الحمام المقنع، فإنه موثق في البلاد منذ عامين فقط، رغم أنه كان مصنفاً ضمن طيور الجزائر؛ لذا أعطت الجمعية هذه النوعية من الطيور اهتماماً كبيراً، من خلال رصدها في أماكن مختلفة لحمايتها من أي خطر؛ حيث تعيش هذه الطيور في المناطق الجنوبية والمعزولة؛ ما يجعلها في مأمنٍ، بحسب المتحدث الإعلامي باسم الجمعية.

ويُعد توفير الحماية الكاملة للطيور والحيوانات من أهم أهداف الجمعية؛ وذلك من خلال التعامل مع السلطات المكلفة بمكافحة التجارة بالحيوانات البرية والصيد الجائر والصيد غير القانوني وصيد حيوانات المحميات.

خطط مستقبلية

وحول الأهداف والمساعي المستقبلية للجمعية، قال "حرز الله" إنها ستجدد أنشطتها من خلال طباعة كتب تتعلق بالحياة البرية، بجانب رصد طيور وثدييات الجزائر وإنشاء قائمة بها، ثم التوجه للعمل على رصد الحشرات والزواحف.

معارض مرتقبة للشباب والأطفال

وأضاف أن الجمعية تستهدف إطلاق معارض في مناطق مختلفة لتوعية الشباب والأطفال، والتركيز على نشر التوعية في المدارس وممارسة أنشطة تتعلق بحماية الحياة البرية، وإنشاء نوادٍ تدعو إلى الحفاظ على الحياة البرية، مؤكداً أنها بدأت في اتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك على أرض الواقع.