صحافة من أجل الأرض.. 8 منح جديدة تدعم الإعلام البيئي والسكان الأصليين


مروة بدوي
الاحد 24 ديسمبر 2023 | 07:00 مساءً

بينما تمثل الشعوب الأصلية نحو 6% فقط من إجمالي سكان العالم، فإنها تحمي ما يُقدَّر بنحو 80% من التنوع البيولوجي على كوكب الأرض؛ حيث تدير هذه المجتمعات نحو ربع مساحة اليابسة في العالم. ورغم ذلك، غالباً ما تكون وجهات نظرهم غائبةً عن المحادثات العالمية حول القضايا البيئية الحرجة، ولا يزال هناك نقص في تمثيلهم بوسائل الإعلام.

ومن أجل إيصال أصوات الشعوب الأصلية في القضايا المتعلقة بالبيئة والمناخ، وزيادة نسبة تمثيلهم في وسائل الإعلام؛ تُقدِّم شبكة صحافة الأرض (EJN)، مِنَح الصحافة البيئية للصحفيين من مجتمعات السكان الأصليين أو الذين ينتمون إلى المجموعات القبلية في جميع أنحاء العالم؛ لدعم إنتاج القصص المتعمقة التي تُسلِّط الضوء على العدالة المناخية والتنوع البيولوجي والنظم المستدامة، وغيرها من القضايا المتعلقة بحقوق وسيادة ورفاهية الشعوب الأصلية ومجتمعاتهم.

شبكة صحافة الأرض (EJN)

تتزايد أهمية التقارير المتعلقة بالبيئة وتغير المناخ بوتيرة متصاعدة موخراً، لكن وسائل الإعلام تواجه تحديات مستمرة في تغطية هذه القضايا؛ لأسباب متعددة؛ منها الموارد المحدودة؛ لذلك تعمل شبكة صحافة الأرض منذ إطلاقها عام 2004 على تمكين الصحفيين من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، من تغطية الملفات البيئية بفاعلية.

وبحسب موقعها الرسمي، تعمل الشبكة على تدريب الصحفيين وتطوير مواقع إخبارية بيئية مبتكرة على الإنترنت، وإنتاج محتوى لوسائل الإعلام المحلية، بجانب إنشاء شبكات من الصحفيين البيئيين، وتقديم برامج الزمالة، ودعم إنتاج القصص الصحفية، التي وصل عددها إلى ما يقرب من 12800 قصة، أنتج العديد منها خلال مئات المنح الصحفية التي قدمتها الشبكة لدعم التقارير الرائدة، ومنها برنامج الصحافة البيئية في المجتمعات الأصلية.

برنامج منح الصحافة البيئية في مجتمعات السكان الأصليين

ومن أجل تحسين نوعية وكمية القصص البيئية والمناخية، التي تتناول قضايا تؤثر على الشعوب الأصلية، أطلقت شبكة "EJN" برنامج منح الصحافة البيئية في مجتمعات السكان الأصليين منذ عام 2021، وقدمت 18 منحة للصحفيين من السكان الأصليين في 16 دولة، نُشرت قصصهم الصحفية جميعها.

ويتزامن هذا الاهتمام بقضايا المجتمعات الأصلية مع اتجاه الأمم المتحدة؛ حيث احتفى مؤتمر المناخ الأخير "COP 28" الذي انعقد في الإمارات، بالسكان الأصليين والمحليين في العالم، وأكد دورهم الرئيسي في قضية المناخ.

ويستمد برنامج الشبكة أهميته من مستويين: المستوى الإعلامي؛ حيث تشير الدراسات العالمية – ومنها تقرير الأمم المتحدة حول المجتمعات الأصلية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ – إلى أن وسائل الإعلام فشلت حتى الآن في تقديم الدعم الكامل للمشاركة الشاملة للشعوب الأصلية في هذا الإقليم، الذي يضم نحو 70% من إجمالي السكان الأصليين بالعالم.

أما في أمريكا اللاتينية، فإن 3% فقط من الذين تُعرَض قضاياهم أو تم التصوير معهم في البرامج الإخبارية، هم من السكان الأصليين أو المجموعات القبلية، رغم أنهم يمثلون نحو 8% من السكان، وفقاً لأحدث إصدار من مشروع مراقبة وسائل الإعلام العالمية. وفي الولايات المتحدة، أقل من 1% من العاملين في غرف الأخبار ينتمون إلى الشعوب الأصلية.

وعلى المستوى البيئي، ما زالت الشعوب الأصلية تزدهر بفضل ثقافاتها النابضة بالحياة، ودفاعها عن أراضي الأجداد، ودخولها معارك بيئية استطاعت الانتصار في بعضها، مثل كفاح السكان الأصليين في الإكوادور للدفاع عن غابات الأمازون ضد عمليات التنقيب عن النفط.

كما تلعب الشعوب الأصلية دوراً رئيسياً في إيجاد حلول لأزمة المناخ؛ فعلى مدى قرون طويلة في مواجهة التحديات البيئية، استطاعت هذه المجتمعات تطوير استراتيجيات طبيعية للصمود في البيئات المتغيرة، والحفاظ على ممارساتهم التقليدية في استخدام الأراضي والموارد، التي تركز غالباً على الاستدامة. كل هذه الوسائل من شأنها أن تساعد العالم على تعزيز جهود التكيف الحالية والمستقبلية.

ورغم أن هذه المجتمعات تقف على الخطوط الأمامية لأزمة المناخ، ما زالت تدفع ثمن إدارة النظم البيئية والحفاظ عليها؛ حيث تتعرض سيادة السكان الأصليين وحقوقهم في الأراضي وسلامتهم للتهديد من قبل الحكومات والشركات التي تسعى إلى استغلال الموارد الطبيعية، كما تتحمل مجتمعات السكان الأصليين وطأة التأثيرات المناخية والتدهور البيئي بدرجة كبيرة، مع قلة فرص الوصول إلى الخدمات أو الموارد المالية أو المنصات التي تنقل تلك التحديات وتسرد قصص السكان الأصليين.

أهداف البرنامج

عام 2021، قدمت "EJN" منحاً إخبارية للصحفيين من السكان الأصليين لتسليط الضوء على التدهور البيئي في هذه المناطق، واستراتيجيات السكان الأصليين للتكيف والصمود، ومساعدة الصحفيين على بناء شبكات للتواصل ونقل أصوات قادة هذه المجتمعات ومنظماتهم إلى العالم.

عام 2022، كانت الأهداف الرئيسية للمرحلة الثانية من المشروع، هي توضيح دور الشعوب الأصلية بصفتهم مدافعين عن التنوع البيولوجي العالمي، وبناء قدرات الصحفيين والإعلاميين من السكان الأصليين لإعداد التقارير حول القضايا البيئية، مثل العدالة المناخية والإدارة المستدامة للنظام البيئي وحقوق الشعوب الأصلية.

منحة الصحافة البيئية وبرنامج تدريب الصحفيين من السكان الأصليين لعام 2024

واستمراراً للمشروع، تطلق "EJN" برنامجاً تدريبياً جديداً هذا العام يقدم 8 أو 9 مِنَح للصحفيين من السكان الأصليين، يتضمن:

1- الحصول على منح للتحقيق في القضايا البيئية وإنتاجها، بمتوسط يبلغ 1400 دولار أمريكي للمنحة الواحدة.

2- تقديم الدعم والإرشاد من قبل المدربين الإعلاميين من السكان الأصليين، وتسهيل فرص التواصل مع الخبراء والمختصين.

3- المشاركة في دورة تدريبية عبر الإنترنت حول صحافة السكان الأصليين.

4 - ورشة عمل افتراضية مدتها يوم واحد لتعميق مهارات الصحفيين في سرد القصص والتفاعل مع خبراء متخصصين من جميع أنحاء العالم.

يمثل البرنامج فرصة للصحفيين من السكان الأصليين لتعميق تغطيتهم الصحفية حول قضايا استغلال الموارد والتدهور البيئي وتداعيات التغير المناخي على مجتمعاتهم. وتُمثِّل القصص الصحفية التي ستُنتج خلال المشروع أداة فعالة لإعلام الجمهور، بما في ذلك صناع القرار، بدور السكان الأصليين في العمل المناخي، والحلول التي يُقدِّمونها للأزمات البيئية، مع تعزيز قدر أكبر من المساءلة ودعم التنمية المستدامة لهذه المجتمعات.

موضوعات القصص الصحفية المقترحة لعام 2024 تتضمن أفكاراً وزوايا جديدةً تكشف مدى ارتباط قضايا البيئة وتغير المناخ بحقوق ورفاهية الشعوب والمجتمعات الأصلية مع الاهتمام بالقصص التي:

1- توضح الحلول البيئية التي تستخدمها الشعوب الأصلية للحفاظ على الموارد الطبيعية.

2- تركز على ممارسات الزراعة المستدامة والرعي التقليدي وممارسات إدارة الأراضي باعتبارها حلاً لأزمات المناخ والتنوع الأحيائي على المدى الطويل.

3- تسلط الضوء على التهديدات التي يواجهها المدافعون عن البيئة من السكان الأصليين.

4- تكشف عن الضغوط التي يتعرضون لها من قبل الحكومات والشركات والجهات الفاعلة التي تفشل في الوفاء بالتزاماتها تجاه الشعوب الأصلية، أو تعمل على تهميش دورهم في عملية صنع القرار البيئي.

شروط التقديم:

بإمكان الصحفيين من مجتمعات السكان الأصليين و/أو ينتمون إلى المجموعات القبلية، التقديم في هذه المنحة الصحفية، وسيُطلب منهم تقديم تفاصيل حول انتماءاتهم الأصلية أو القبلية في طلب الالتحاق.

الصحفيون الذين لا ينتمون إلى المجتمعات الأصلية ليسوا مؤهلين بمفردهم للحصول على هذه المنحة، لكن الشبكة تقبل الطلبات المقدمة من قبل مجموعات أو فرق تمزج بين الصحفيين من السكان الأصليين وغيرهم.

في هذه الحالة، يجب أن يكون الصحفي من الشعوب الأصلية هو مقدم الطلب الرئيسي، والمسؤول عن التواصل مع الشبكة، وتلقي المنحة نيابةً عن المجموعة، وإلا فسيُستبعَد الطلب، وسيكون التعامل مع الصحفيين من خارج المجتمعات الأصلية باعتبارهم متعاونين في إنتاج القصة الصحفية، لكنهم لن يكونوا مؤهلين للمشاركة في فرص التواصل أو التدريب الأخرى التي تشكل جزءاً من هذا البرنامج.

يكون تقديم طلبات الالتحاق باللغة الإنجليزية فقط، ويجب أن يكون لدى المتقدمين فَهْم كافٍ للغة الإنجليزية للمشاركة في ورشة العمل والالتحاق بالدورة التدريبية التي ستتوافر باللغتين الإنجليزية والإسبانية.

يمكن إنتاج القصص بأي لغة، على أن تتضمن ترجمة إلى اللغة الإنجليزية عالية الجودة، ويمكن إدراج تكلفة الترجمة في الميزانية المرسلة إلى الشبكة، إذا لزم الأمر.

الموعد النهائي للتقديم هو 18 يناير 2024.

لمزيد من التفاصيل والتقديم على المنحة:

https://earthjournalism.net/opportunities/story-grant-and-training-program-for-indigenous-environmental-journalists-2024