على مدى عقود طويلة، تضاعفت المنتجات المستخدمة في حياتنا اليومية ومعها أكوام من المخلفات والمواد المهدرة التي لم تَعُد صالحة للاستخدام، وباتت تشكل خطراً على الإنسان والبيئة.
أزمة النفايات التي تؤرق العديد من بلدان المنطقة، كانت حاضرة بقوة ضمن فعاليات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP 28".
وفق إحصائيات البنك الدولي، تتصدَّر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عالمياً في حجم النفايات البلاستيكية بالنسبة |إلى عدد سكانها؛ فكل شخص مسؤول عن وصول ما يزيد عن 6 كجم من البلاستيك إلى المحيطات سنوياً.
وبحسب إحصائيات منظمة الأغذية والزراعة "الفاو"، يبلغ متوسط إهدار الطعام في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا 250 كجم للفرد سنوياً، وتُقدَّر التكلفة البيئية لهدر الطعام حول العالم بـ700 مليار دولار أمريكي.
خارطة النفايات
أحد الإنجازات التي خرج بها المؤتمر كان الإعلان عن "خارطة النفايات"، وهي أول منصة في العالم يمكنها تتبع وقياس انبعاثات غاز الميثان من المخلفات بالاستعانة بالأقمار الصناعية.
وبحسب الموقع الرسمي لـ"COP 28"، يمكن للمنظمات الحكومية وغير الحكومية الاستعانة بالمنصة، التي عملت عليها مجموعة من المؤسسات؛ من بينها المركز العالمي للميثان، والمعهد الهولندي لبحوث الفضاء، من أجل التعامل مع هذا النوع من الميثان في الوقت المناسب.
وتساهم المكبات بـ11% تقريباً من انبعاثات غاز الميثان في العالم، إثر عمليات التحلل التي تحدث للمخلفات داخلها، مع توقعات بارتفاع كمية الانبعاثات بفارق 70% بحلول عام 2050، بحسب تقديرات البنك الدولي.
تحويل المخلفات إلى أسمدة
وضمن فعاليات المؤتمر، انعقدت النسخة الثالثة من مبادرة السعودية الخضراء التي تشمل قائمة طويلة من المشروعات والمبادرات الفرعية؛ منها مشروع لإبقاء ما يزيد عن 90% من المخلفات في العاصمة الرياض بعيداً عن المرادم.
وبمشاركة المركز الوطني لإدارة النفايات، تشمل الخطة تحويل ما يزيد عن مليون طن من المخلفات إلى أسمدة، علاوة على تقليل الانبعاثات بفارق يعادل أكثر من 4 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون، مع العمل على إنشاء نموذج يجري تعميمه على كافة أرجاء المملكة.
وسبق أن أطلق المركز مبادرة "مستدام"، وهي مبادرة طوعية تهدف إلى تعزيز الاستهلاك المستدام، من خلال التزام المنظمات المختلفة بسياسات الحد من النفايات عبر تقليل كمياتها أو إعادة استخدامها، وهي المبادرة التي شاركت فيها عدة مؤسسات؛ منها الجامعة العربية المفتوحة.
تحديات لبنانية
وعلى هامش المؤتمر، تحدث ناصر ياسين وزير البيئة في حكومة تسيير الأعمال في لبنان – الذي تعرض لأزمة نفايات طاحنة – حول التقدم الذي أحرزته بلاده في مجال التعامل مع المخلفات عبر العمل على إعادة تأهيل البنية التحتية، وتعزيز عمليات فرز المخلفات من مصدرها.
الوزير اللبناني أشار إلى مشروع إعادة تأهيل إحدى منشآت فرز المخلفات التي تضررت بشدة إثر انفجار "مرفأ بيروت" قبل نحو 3 سنوات، وهو المشروع الذي يجري بالتعاون مع عدد من المؤسسات الدولية؛ على رأسها البنك الدولي، حسبما نقلت شبكة "سكاي نيوز".
مبادرة "صفر نفايات"
قضية البنية التحتية لإدارة النفايات ظهرت كذلك في حديث وزيرة التغير المناخي والبيئة الإماراتية مريم بنت محمد المهيري، التي أعلنت رسمياً إطلاق مبادرة "صفر نفايات" الطوعية، وتشمل أهدافها الحد من النفايات وتحويلها إلى طاقة.
وبحسب الموقع الرسمي لمؤتمر "COP 28"، فإن المبادرة عبارة عن تحالف طوعي من الحكومات والقطاع الخاص، والمنظمات غير الحكومية، من أجل إزالة الكربون من قطاع المخلفات، وتحويلها إلى موارد.