تهجير الحيوانات في زيمبابوي.. محاولة لحماية الحياة البرية من آثار تغير المناخ


سلمى عرفة
الخميس 23 نوفمبر 2023 | 08:58 مساءً

مثل أذرع الأخطبوط، تنال التغيراتُ المناخية جميعَ نواحي التنوع الأحيائي والبيولوجي؛ إذ تتعرض الحيوانات البرية في القارة السمراء لموجة قاسية من الهجرة من جراء الظواهر المناخية المتطرفة.

ويتجاوز عدد المتنزهات الوطنية في العالم، نحو 6 آلاف متنزه موزعة على 100 دولة؛ حيث تساهم تلك المتنزهات في حماية الحياة البرية، كما تحتل مكانة متميزة في قطاع السياحة العالمي.

ووفق موقع World National Parks، هناك ما يزيد عن 300 متنزه وطني في القارة السمراء، تضم ما يزيد عن 100 ألف نوع من الثدييات والحشرات والطيور.

حيوانات زيمبابوي

لكن هذه الحيوانات البرية تعاني من الظواهر المناخية المتطرفة؛ حيث دفع الجفاف في دولة زيمبابوي (جنوب شرق إفريقيا) الحيوانات إلى الهجرة، بحثاً عن المياه في مناطق أخرى.

وكشف المتحدث الرسمي باسم هيئة إدارة المتنزهات والحياة البرية في زيمبابوي تيناش فاراو، عن استمرار هجرة أعداد كبيرة من الحيوانات من أكبر المتنزهات المفتوحة في الدولة، متوجهةً نحو أراضي بوتسوانا (جنوب قارة إفريقيا) بحثاً عن المياه، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.

وأوضح المسؤول الزيمبابوي أن حالة الجفاف التي أصابت المسطحات المائية، أدت إلى هجرات جماعية لكافة أنواع الحيوانات من مُنتزه "هوانج" الوطني الذي يمتد على مساحة تتجاوز 16 ألف كم مربع.

وأضاف: "الأفيال التي يصل عددها إلى 50 ألفاً، تعد من أبرز الأنواع التي قررت التحرك هرباً من الجفاف، وسط تحذيرات من ارتفاع إجمالي الأعداد المهاجرة إلى الآلاف منذ أغسطس الماضي. ورغم أن ظاهرة الهجرة متكررة، لكنها بدأت مبكراً للغاية هذا العام".

وتحتل زيمبابوي المركز الثاني عالمياً من حيث عدد الأفيال التي تعيش بها، التي تصل إلى نحو 100 ألف، لكن أحياناً ما تجرى عملية تحريك الحيوانات من مكان إلى آخر في محاولة لإنقاذها من آثار تغير المناخ.

نقل مُتعمَّد

في 2022، انطلق مشروع "Rewild Zambezi" في زيمبابوي بهدف إعادة توزيع الحيوانات ونقلها إلى مناطق واقعة في وادي نهر زامبيزي، في محاولةٍ لإنقاذها من الجفاف، وفق موقع ABC News.

ويُموِّل المشروع منظمة Great Plains (بيئية غير ربحية في إفريقيا)، وهو المشروع الذي شمل نقل ما يزيد عن 2500 من الحيوانات البرية من منتزه Save Valley Conservancy (جنوب زيمبابوي) إلى محميات أخرى في شمال البلاد، في سابقةٍ تُعَد الأولى من نوعها، التي تلجأ فيها دولة إفريقية إلى مثل هذه الخطوة منذ 60 عاماً.

وضمَّت الحيوانات 2000 من غزال الإمبالا، و400 فيل، فيما شملت البقية أنواعاً من الجاموس والحمير الوحشية، والكلاب البرية وغيرها، بحسب موقع ABC News.

ووافقت سلطات زيمبابوي على تنفيذ المشروع "لمنع حدوث كارثة"، في وقت حلَّت فيه آثار التغيرات المناخية محل خطر الصيد الجائر الذي تراجعت معدلاته في البلاد.

وأشار المتحدث باسم هيئة إدارة المتنزهات والحياة البرية، إلى أن معاناة الحيوانات من نقص المياه والغذاء، يجعلها تدمر المناطق التي تعيش بها، ثم تتحرك وتغزو مناطق مأهولة بالسكان، لا سيما في ظل رفض بعض الخبراء وجود أسوار حول المتنزهات للحد من حركة الحيوانات وحماية السكان.

بدوره، قال أديمولا أجاجبي المدير الإقليمي لإفريقيا في منظمة الحفاظ على الطبيعة (وهي منظمة دولية غير ربحية) إن إزالة الأسوار في تلك المتنزهات من أجل السماح للكائنات الحية بالتوجه نحو المناطق الأقل جفافاً، يمثل إحدى خطوات حماية الحياة البرية، إضافة إلى أهمية الاستفادة من خبرات السكان الأصليين في التعامل مع هذه الحيوانات.