البلاستيك في الإنتاج الزراعي.. مخاطر بيئية يمكن تجنبها بالبدائل


فيروز ياسر
الثلاثاء 07 نوفمبر 2023 | 06:13 مساءً

يرتبط الإنتاج الزراعي بشكل وثيق بمادة البلاستيك، ويعد مسؤولاً عن نحو ثلث انبعاثات غازات الدفيئة العالمية.

وبحسب تقديرات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، يستخدم المزارعون نحو 12 مليون طن من البلاستيك سنوياً.

وكشف فريق دولي بقيادة ثيلو هوفمان العالم في قسم علوم الأرض البيئية بجامعة فيينا، في دراسة نشرتها مجلة Nature Communication Earth and Environment، مخاطر ومميزات استخدام البلاستيك في الزراعة.

نشارة بلاستيكية

ويحتل البلاستيك مكانة ذات أهمية كبرى في عملية الإنتاج الزراعي، بدءاً من استخدامه في النشارة التي يُطلق عليها الغطاء العضوي أو المِهاد، وهي عبارة عن طبقة من المواد توضع على سطح التربة، إضافة إلى الشباك المستخدمة في الحفاظ على المحاصيل من الآفات والحشرات، والصناديق الخاصة بجمع المحاصيل.

وبحسب موقع Science Daily، تمثل طبقة المِهاد نحو 50% من جميع المواد البلاستيكية الزراعية، وتتمثل وظيفتها في الحفاظ على رطوبة التربة، وتنظيم درجة الحرارة، إضافة إلى تحسين امتصاص العناصر الغذائية؛ ما يساعد في تقليل البصمة البيئية للزراعة.

وفي الصين، إذا لم يستخدم المزارعون طبقة المِهاد فسوف يحتاجون إلى 3.9 مليون هكتار إضافية من الأراضي الزراعية للحفاظ على جودة الإنتاج.

الجانب المظلم

وكشف الباحثون خلال الدراسة أن الاستخدام المكثف للمواد البلاستيكية في الزراعة، يؤدي إلى تراجع خصوبة التربة وتضاؤل إنتاجية المحاصيل، وأكثر الاحتمالات خطورةً هو تسرُّبها إلى السلسلة الغذائية نتيجة تراكمها في الأرض.

ونصح الباحثون بالاستخدام الرشيد، وابتكار أساليب لإعادة التدوير. وقال ثيلو هوفمان: "في الحالات التي تبقى فيها المواد البلاستيكية في البيئة، يجب أن يجري تصميمه كي يتحلل بالكامل، والأفضل أن يُستبدَل بها منتجات أكثر أماناً".

وتتوافق التدابير التي اقترحها القائمون على الدراسة مع معاهدة الأمم المتحدة للمواد البلاستيكية، التي تنص على خفض التلوث البلاستيكي بنسبة 80% على مستوى العالم بحلول 2040؛ وذلك من خلال إعادة الاستخدام للزجاجات القابلة لإعادة التعبئة، والتركيز على مبادرات استرجاع العبوات، إضافة إلى إعادة التدوير واستبدال الأغلفة البلاستيكية بمنتجات مثل الورق والمواد التي يمكن تحويلها إلى سماد.

كما أشار الباحثون إلى أن الاستبدال الكامل للمواد البلاستيكية لن يحدث في الوقت الحالي؛ لذلك فإن الاستخدام الرشيد لها والتركيز على البدائل يقلل من الآثار البيئية الضارة.

بدائل المهاد

ويمكن أن يُستبدَل بالأنواع البلاستيكية، مواد أخرى مُصنعة من البلاستيك القابل للتحلل، وبدلاً من إزالتها في نهاية الموسم، يتم حرثها في التربة لتتحلل، لكن بعض المزارعين لا يفضلون استخدامها؛ لأنها يمكن أن تلتصق ببعض المحاصيل، خاصة المنتجات الملامسة للأرض، مثل البطيخ.

وكشف تقرير لموقع جامعة منيسوتا الأمريكية، أن نشارة الصوف من المنتجات الواعدة البديلة للبلاستيك، لكنها لا تحظى بالتسويق الكامل حتى الآن.

أما المهاد الورقي المصنوع من مواد تعتمد على السليلوز، فإنه يحافظ على برودة التربة، ويرجع ذلك إلى ألوانها الفاتحة، ورغم فوائده فإن عدة تقارير كشفت عن تعرض حواف الطبقات للتمزق؛ لهذا اختار الباحثون تركيبها يدوياً، كما أوصوا المزارعين بإعادة دفن الحواف مرة أو مرتين خلال موسم الزراعة؛ حتى لا تتعرض للتلف بسبب الرياح أو المعدات، وفقاً للموقع الرسمي للجامعة.

كما يعتبر القش من أنواع المهاد العضوي الأكثر استخداماً على مستوى العالم، ويتساوى مع النوع البلاستيكي في أهميته؛ حيث يساهم في قمع الأعشاب الضارة، والاحتفاظ بالرطوبة.

فيما يساعد على تقليل حدوث مسببات الأمراض المنتشرة في رذاذ الماء، ولديه القدرة على مكافحة الآفات بمحصول البصل والبطاطس.

ووفق ما ذكره موقع Struck Corp، تعتبر قصاصات العشب غطاءً صديقاً للبيئة عند استخدامه بدلاً للمهاد البلاستيكي، كما أنها تمنع الهدر، وفي الوقت نفسه تحصل التربة على مزيد من العناصر الغذائية؛ ما يساعد على نمو النباتات، لكن مع تجنُّب استخدام الأنواع التي تمت معالجتها بمواد كيميائية، مثل الأسمدة أو المبيدات الحشرية؛ لكيلا تضر المحاصيل.