يُمَثِّلُ الْبَحْرُ مَوْطِنَ الرَّاحَةِ النَّفْسِيَّةِ وَالتَّأَمُّلِ وَيَمْنَحُنَا إِكْسِيرَ السَّعَادَةِ
لَكِنْ رَغْمَ ذَلِكَ لَهُ وَجْهٌ آخَرُ يُمْكِنُهُ تَهْدِيدُ عَالَمِنَا
مِيَاهُ الْبَحْرِ تَتَسَلَّلُ تَحْتَ التُّرْبَةِ وَتَأْكُلُ جُذُورَ الْأَرْضِ الْخَضْرَاءِ وَتَتْرُكُهَا بُورًا
مَلَايِينُ الْفَلَّاحِينَ مُهَدَّدُونَ بِالنُّزُوحِ مِنْ أَرَاضِيهِمْ بَعْدَمَا أَغْرَقَتْهَا الْمُلُوحَةُ
يَلْتَهِمُ مِلْحُ الْبَحْرِ (932) تِسْعَمِئَةٍ وَاثْنَيْنِ وَثَلاثِينَ مِلْيُونَ هِكْتَارٍ مِنْ أَرْضِنَا وَأَرْضِ أَجْدَادِنَا الزِّرَاعِيَّةِ
الْمُلُوحَةُ تُهَدِّدُ خُمْسَ الْمِسَاحَةِ الْإِجْمَالِيَّةِ مِنَ الْأَرَاضِي الْخَصْبَةِ فِي الْعَالَمِ
حَرَارَةُ الشَّمْسِ وَتَسَرُّبَاتُ مِيَاهِ الْبَحْرِ تَدْفَعَانِ الْمِلْحَ لِاحْتِلَالِ الْأَرَاضِي الْخَضْرَاءِ
الْأُمَمُ الْمُتَّحِدَةُ دَقَّتْ نَاقُوسَ الْخَطَرِ فِي (2021) أَلْفَيْنِ وَوَاحِدٍ وَعِشْرِينَ:
(2000) أَلْفَا هِكْتَارٍ مِنَ الْأَرَاضِي الزِّرَاعِيَّةِ فِي (75) خَمْسٍ وَسَبْعِينَ دَوْلَةً يُدَمِّرِهُا التَّمَلُّحُ يَوْمِيًّا
الزِّيَادَةُ السُّكَّانِيَّةُ تَزِيدُ مِنْ مُعَانَاةِ الْأَرَاضِي الْخَضْرَاءِ؛ لِأَنَّ الدُّوَلَ النَّامِيَةَ مُطَالَبَةٌ بِمُضَاعَفَةِ إِنْتَاجِهَا الزِّرَاعِيِّ
الْمِلْحُ تَحَوَّلَ إِلَى أَلْغَامٍ قَابِلَةٍ لِلِانْفِجَارِ مُسْتَقْبَلًا بِفِعْلِ ارْتِفَاعِ مُسْتَوَى سَطْحِ الْبَحْرِ وَدَرَجَةِ الْحَرَارَةِ
خَارِطَةٌ مُتَرَامِيَةُ الْأَطْرَافِ لِمَنَاطِقَ مُهَدَّدَةٍ بِتَدْمِيرِ أَرَاضِيهَا الزِّرَاعِيَّةِ بِفِعْلِ التَّمَلُّحِ وَمِنْ بَيْنِهَا أَرَاضٍ عَرَبِيَّةٌ
(20) عِشْرُونَ مِلْيُونَ هِكْتَارٍ فِي الشَّرْقِ الْأَوْسَطِ أَصَابَهَا التَّمَلُّحُ بِفِعْلِ الْمِيَاهِ الْجَوْفِيَّةِ وَمُسْتَوَيَاتِ التَّبَخُّرِ وَالرَّيِّ الْخَاطِئِ
حَوْضُ الْفُرَاتِ فِي سُورْيَا وَالْعِرَاقِ.. أَبْرَزُ ضَحَايَا تَمَلُّحِ الْأَرَاضِي الْعَرَبِيَّةِ
سُورْيَا.. الضَّحِيَّةُ الْأُولَى
أَرَاضِي سُورْيَا الزِّرَاعِيَّةُ ضَحِيَّةٌ لِتَرَاكُمِ الْمِلْحِ فِي نَهْرِ الْأُرْدُنِ
أَزْمَةٌ كَبِيرَةٌ فِي إِدَارَةِ الْمِيَاهِ بِسُورْيَا وَلُبْنَانَ
الْمَنَاطِقُ الْمَالِحَةُ فِي أَرَاضِي الْحَوْضِ السُّفْلِيِّ لِلْفُرَاتِ بِسُورْيَا مُهَدَّدَةٌ بِالْوُصُولِ إِلَى (34%) أَرْبَعَةٍ وَثَلَاثِينَ فِي الْمِئَةِ
لُبْنَانُ.. الضَّحِيَّةُ الثَّانِيَةُ
أَرَاضِي لُبْنَانَ الْخَضْرَاءُ يَبْتَلِعُهَا ارْتِفَاعُ مُسْتَوَيَاتِ سَطْحِ الْبَحْرِ
تَحْذِيرَاتٌ مِنْ زِيَادَةِ مُسْتَوَى سَطْحِ الْبَحْرِ بِالسَّاحِلِ اللُّبْنَانِيِّ إِلَى (12) اثْنَيْ عَشَرَ سَنْتِيمِتْرًا بِحُلُولِ (2050) أَلْفَيْنِ وَخَمْسِينَ
مَحَاصِيلُ الطَّمَاطِمِ وَالْمَوْزِ بِلُبْنَانَ مُهَدَّدَةٌ بِسَبَبِ ارْتِفَاعِ مُلُوحَةِ التُّرْبَةِ
فَلَسْطِينُ.. الضَّحِيَّةُ الثَّالِثَةُ
مُشْكِلَةُ الْمُلُوحَةِ بِفَلَسْطِينَ مُرَكَّزَةٌ فِي مِنْطَقَةِ الْبَحْرِ الْمَيِّتِ وَالْأَغْوَارِ وَغَزَّةَ
(95%) خَمْسَةٌ وَتِسْعُونَ فِي الْمِئَةِ مِنْ آبَارِ الْمِيَاهِ بِقِطَاعِ غَزَّةَ مُصَنَّفَةٌ ضِمْنَ دَائِرَةِ الْمُلُوحَةِ
مَصَادِرُ تَمَلُّحِ التُّرْبَةِ بِفَلَسْطِينَ تَعُودُ إِلَى الرَّيِّ بِمِيَاهٍ مَالِحَةٍ
مُلُوحَةُ التُّرْبَةِ ضَرَبَتْ مَحْصُولَ الْجَوَافَةِ فِي مَقْتَلٍ بِقِطَاعِ غَزَّةَ
مُسْتَوَى سَطْحِ الْبَحْرِ فِي فَلَسْطِينَ مِنَ الْمُتَوَقَّعِ بُلُوغُهُ (3.3) ثَلَاثَةَ أَقْدَامٍ وَثَلَاثَةَ أَعْشَارِ الْقَدَمِ فِي (2100) أَلْفَيْنِ وَمِئَةٍ
الْمَغْرِبُ.. الضَّحِيَّةُ الرَّابِعَةُ
الْمِيَاهُ الْجَوْفِيَّةُ تُمَثِّلُ مَصْدَرًا اسْتِرَاتِيجِيًّا لِلرَّيِّ بِالْمَنَاطِقِ السَّاحِلِيَّةِ لِلْمَغْرِبِ
أَرَاضِي سَوَاحِلِ الْمَغْرِبِ تُعَانِي تَدَهْوُرًا فِي جَوْدَةِ الْمِيَاهِ الْجَوْفِيَّةِ
تُونُسُ.. الضَّحِيَّةُ الْخَامِسَةُ
مِيَاهُ الْبَحْرِ المُلَغَّمَةُ بِالْمِلْحِ تُحَوِّلُ حُقُولَ تُونُسَ الْخَضْرَاءَ إِلَى أَرَاضٍ قَاحِلَةٍ
تَحْذِيرَاتٌ مِنِ ارْتِفَاعِ مُسْتَوَى سَطْحِ الْبَحْرِ بِتُونُسَ إِلَى (0.5) نِصْفِ مِتْرٍ فِي عَامِ (2050) أَلْفَيْنِ وَخَمْسِينَ
التُّونُسِيُّونَ يَخْشَوْنَ تَصَحُّرَ التُّرْبَةِ وَتَمَلُّحَ طَبَقَاتِ الْمِيَاهِ الْجَوْفِيَّةِ وَمَصَبَّاتِ الْأَنْهَارِ
الْمِلْحُ يَغْزُو أَغْلَبَ سَوَاحِلِ شَمَالِ إِفْرِيقْيَا
سَاحِلُ شَمَالِ إِفْرِيقْيَا يَمْتَدُّ عَلَى مَسَافَةِ (8955) ثَمَانِيَةِ آلَافٍ وَتِسْعِمِئَةٍ وَخَمْسَةٍ وَخَمْسِينَ كِيلُومِتْرًا
طَبَقَاتُ الْمِيَاهِ الْجَوْفِيَّةِ السَّاحِلِيَّةُ بِشَمَالِ إِفْرِيقْيَا اغْتَالَهَا التَّمَلُّحُ وَتَسَرُّبُ مِيَاهِ الْبَحْرِ
الشَّرِيطُ السَّاحِلِيُّ لِدُوَلِ الشَّمَالِ الْإِفْرِيقِيِّ يَمْتَازُ بِالْكَثَافَةِ السُّكَّانِيَّةِ
فِي مِصْرَ.. تَتَزَايَدُ الْمَخَاوِفُ مَعَ الِاعْتِمَادِ عَلَى الْمِيَاهِ الْجَوْفِيَّةِ بِاعْتِبَارِهَا ثَانِيَ مَوْرِدٍ لِلْمِيَاهِ
الزَّحْفُ الْجَوْفِيُّ لِمِيَاهِ الْبَحْرِ دَمَّرَ مِسَاحَاتٍ وَاسِعَةً بِكَفْرِ الشَّيْخِ وَالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ
آلَافُ الْأُسَرِ الْمِصْرِيَّةِ فَقَدَتْ مَنَازِلَهَا وَأَرَاضِيَهَا الزِّرَاعِيَّةَ جَرَّاءَ ارْتِفَاعِ مَنْسُوبِ الْبَحْرِ
تَسَمُّمُ أَرَاضِي كَفْرِ الشَّيْخِ بِالْمُلُوحَةِ يُهَدِّدُ الْأَخْضَرَ وَالْيَابِسَ
مَوْجَاتُ الْبَحْرِ لَهَا وَجْهَانِ؛ أَحَدُهُمَا يُهَدِّدُنَا بِالْخَطَرِ، فَكَيْفَ السَّبِيلُ لِلتَّعَامُلِ مَعَهُ مِنْ أَجْلِ إِنْقَاذِ عَالَمِنَا؟