تعد كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية في العالم، حيث تجذب قاعدة جماهيرية تبلغ 3.5 مليار شخص، لكن شعبيتها الواسعة وانتشارها العالمي تدفع أمامه البيئة ثمناً باهظاً، إذ ثَبُتَ باستمرار أن سفر المشجعين والفرق هو السبب الرئيسي وراء التأثير السلبي لكرة القدم على البيئة، بحسب موقع "Earth" المتخصص في أخبار المناخ والبيئة.
تشير التقديرات إلى أن صناعة كرة القدم العالمية تنتج ما يزيد على 30 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وهو ما يعادل تقريباً إجمالي الانبعاثات التي تنتجها دولة مثل الدنمارك، لكن ماذا عن تأثير التأخير المتعلق ببطولات كرة القدم على البيئة؟
كأس العالم 2022: 3.36 مليون طن من الكربون
أُقيم كأس العالم للرجال عام 2022 في دولة قطر وأٌنتج ما يقارب 3.36 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وساهم النقل بنسبة 52% من إجمالي تلك الانبعاثات، أي ما يعادل 1.89 مليون طن، وبلغ إجمالي انبعاثات الأماكن المؤقتة 162.556 طن، والأماكن الدائمة 654.658 طن.
وشملت العوامل المساهمة الأخرى الخدمات اللوجستية، والإعلام، والمواد والبضائع، وعمليات تشغيل الأماكن، بالإضافة إلى الكهرباء والتدفئة والتبريد.
يورو 2024 للرجال.. ضرر كبير على البيئة
لا توجد رياضة أخرى تشهد سفر الجماهير بكثرة وبأعداد غير مسبوقة مثل كرة القدم، وفي بطولة أمم أوروبا "يورو" 2020، والتي أقيمت في 11 دولة أوروبية، والتي ساهمت بشكل غير مسبوق في انبعاثات الكربون، لكن هذا العام، وفي بطولة نهائيات دوري الأمم الأوروبية في ألمانيا، يحاول الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "UEFA"، استثمار نحو 32 مليون يورو، أي 34.6 مليون دولار أمريكي، في مبادرات الاستدامة لجعل البطولة صديقة للبيئة.
توسع كرة القدم الأوروبية تهدد البيئة
سيشهد الموسم المقبل في أوروبا توسعاً أكبر، ويرجع ذلك جزئياً إلى اقتراح دوري السوبر الأوروبي، مع 177 مباراة إضافية عبر البطولات الثلاث الكبرى للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وهم دوري أبطال أوروبا، والدوري الأوروبي، ودوري المؤتمر الأوروبي.
تشير أبحاث "BBC Sport" إلى أن توسيع جدول المباريات في البطولات الأوروبية الكبرى قد يؤدي إلى قطع المشجعين والفرق مسافة تقارب ملياري ميل جوي خلال موسم 2024/2025، ارتفاعًا من 1.5 مليار ميل في موسم 2022/2023.
هذه المسافات، ستؤدي إلى انبعاث ما يقرب من نصف مليون طن من الغازات الدفيئة، وهو ما سيساهم بشكل واضح في ظاهرة الاحتباس الحراري، وفي موسم 2022/2023، شارك 32 فريقاً في البطولة، ما أدى إلى إطلاق 386.388 طناً من مكافئ ثاني أكسيد الكربون نتيجة سفر المشجعين والفرق.
أما الانبعاثات المتوقعة لموسم 2024/2025، والتي تأتي بمشاركة 36 فريقاً، نتيجة سفر المشجعين والفرق، فهي 480.717 طناً من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.
حاسبة البصمة الكربونية
ويحاول الاتحاد الأوروبي لكرة القدم معالجة الأمر، ففي 6 مارس 2024، أطلق حاسبة البصمة الكربونية، وهي أداة إلكترونية مصممة لمساعدة الأندية والفرق على إدارة انبعاثات الكربون، ليس فقط من السفر، بل أيضاً من السلع والمرافق والخدمات المشتراة، وقد استمر تطوير هذه الحاسبة، التي تخضع للتحقق من جهة خارجية، لمدة عامين.