الوجه القبيح لجراحات التجميل.. كوارث بيئية داخل غرف العمليات


ندى شريف
الثلاثاء 20 مايو 2025 | 06:59 مساءً
العمليات التجميلية والحفاظ على البيئة
العمليات التجميلية والحفاظ على البيئة

يشهد قطاع الجراحات التجميلية نمواً ملحوظاً يساهم في تعزيز الاقتصاد العالمي، لكن في المقابل، تزايدت المخاوف البيئية المرتبطة بهذا القطاع، حيث أصبحت العمليات التجميلية أحد الأسباب التي تؤثر سلباً على البيئة، خاصة في ظل التحديات العالمية المتعلقة بتغير المناخ.

وتُعد غرف عمليات التجميل في المستشفيات من أكثر الأماكن استهلاكاً للموارد، كما تنتج كميات كبيرة من النفايات والانبعاثات الكربونية، مما يسهم في تفاقم أزمة التغير المناخي والمشكلات البيئية التي تعاني منها المجتمعات حول العالم.

في السطور التالية يسلط "جرين بالعربي" الضوء على الجانب المظلم داخل غرف الجراحات التجميلية، للحد من الممارسات السلبية التي تهدد البيئة والمناخ، والبحث عن طرق أكثر استدامة لتحقيق التوازن بين احتياجات الرعاية والحفاظ على البيئة.

تساهم ممارسات الجراحات التجميلية بنسب تتراوح بين 20% إلى 30% من نفايات القطاع الطبي كله، وهي نسبة كبيرة بالنظر إلى ما يمثله هذا التخصص الصغير من كامل القطاع الطبي.

الجراحات التجميلية والتغير المناخي

وتستهلك غرف عمليات التجميل كميات كبيرة من الطاقة في التدفئة والتهوية، وهو استهلاك يفوق أقسام القطاع الطبي الأخرى بنحو 3 إلى 6 مرات، ما يؤدي إلى ارتفاع البصمة الكربونية، وتفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، حسب بحث نُشر على National Library of Medicine.

على سبيل المثال، تنتج جراحات تجميل الأنف وشد البطن وتكبير الثدي نحو 6 ملايين كجم من الانبعاثات الكربونية وهو ما يعادل انبعاثات سيارة تتحرك أكثر من 17 مليون ميل، ويرجع ذلك إلى استهلاك الطاقة بكميات كبيرة، والاعتماد على الأدوات الكهربائية.

كيف تؤثر النفايات الطبية على تلوث البيئة؟

وتساهم النفايات الطبية مثل الشاش والقفازات وغيرها من المستلزمات التي تُستخدم لمرة واحدة، في زيادة التهديدات البيئية والمناخية لاحتوائها على مواد كيميائية سامة قد تسبب تلوث المياه والهواء، لذلك من الهام فرز النفايات جيداً وتعبئتها في أكياس، ونقلها إلى مرافق المعالجة والتخلص منها.

وفي هذا الصدد، يجب على مراكز الجراحات التجميلية والمستشفيات وضع لوائح وقوانين تنظم عمليات التخلص من النفايات، وتوفر سبل آمنة للحد من الانبعاثات الكربونية، والاستثمار في تقنيات صحية صديقة للبيئة، والبحث عن أنظمة تعقيم تساعد على إعادة تدوير الموارد الطبية، والاعتماد على مصادر طاقة متجددة داخل غرف العمليات.