هل فكرت يوماً في تأثير صناعة الأفلام على البيئة؟ تُعد الأفلام واحدة من أكثر وسائل التعبير الفني قوة التي تنقل المشاهد إلى عوالم مختلفة سواء كانت بهدف تعليمي أو ترفيهي، ولكن ماذا لو كانت تساهم في الضغط على كوكبنا؟ في السطور التالية نستكشف كيف يمكن لهذه الصناعة الضخمة أن تؤثر سلباً على البيئة، وتزيد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
صناعة الأفلام التقليدية
عوائد صناعة الأفلام تتخطى مليارات الدولارات سنوياً، لكن بجانب ذلك تتسبب في ضرر بيئي جسيم لا يلتفت إليه البعض، ووفقاً لموقع "Envpk.com" يُنتج يوم تصوير واحد لفيلم كبير حوالي 1080 طناً من الكربون، بينما يُنتج ستوديو إنتاج أفلام حوالي 3400 طن من الكربون سنوياً، ويتطلب الأمر حوالي 3700 فدان من الغابات لامتصاص هذا القدر من ثاني أكسيد الكربون.
تأثير صناعة الأفلام التقليدية على البيئة
تستنزف صناعة الأفلام كميات هائلة من الموارد من لحظة بدء إنتاج الفيلم حتى تسويقه، حيث تشمل عملية صناعة الأفلام العديد من الأنشطة التي تؤثر سلباً على البيئة، من أبرزها:
استهلاك الوقود
يتم استخدامه في النقل المستمر للممثلين والمعدات والفرق الفنية بين مواقع التصوير، وفي المولدات الكهربائية التي تساهم في استمرار عمل المعدات في مواقع التصوير المختلفة.
المكياج
يحتوي المكياج الصناعي على مواد كيميائية ضارة مثل البارابين، والسلفات، والفثالات، التي تُستخدم لإضفاء اللمعان والمرونة على المنتجات، وهذه المواد تعتبر سامة للبيئة وتتسبب في تلوث المياه والهواء عند التخلص منها بشكل غير صحيح.
الأزياء
يتطلب التصوير تغيير العديد من الملابس، وهو ما يساهم في زيادة النفايات الصلبة، حيث إن الأزياء التي لا يُعاد استخدامها أو تُخزن بشكل غير صحيح غالباً ما تُلقى في مكبات النفايات، مما يزيد من حجم وكمية النفايات الموجودة في البيئة.
الطاقة واستهلاك الكهرباء
تتطلب صناعة الأفلام استخدام المعدات الكهربائية مثل الأضواء والكاميرات بشكل مكثف قد يصل أحياناً إلى 24 ساعة، مما يؤدي إلى استهلاك كبير للطاقة.
النفايات
وفقاً لموقع "Envpk.com" يُنتج الفيلم الواحد حوالي 347 طناً من النفايات، والتي تشمل المواد غير القابلة لإعادة التدوير مثل السيليكون والبلاستيك والزجاج.
وبسبب تلك المشكلات البيئية كان يجب استبدال طريقة الصناعة التقليدية للأفلام، بطرق أكثر استدامة للحفاظ على البيئة واستمرار صناعة الأفلام بشكل مستدام.
صناعة الأفلام باستخدام الهاتف المحمول
يمكن حل كل تلك المشكلات البيئية باللجوء إلى صناعة الأفلام عبر الهاتف المحمول، ووفقاً لموقع "Beyond Programs" فإن تلك الطريقة تقلل من استهلاك الطاقة والنفايات وانبعاثات الكربون، وتعزز من استدامة الإنتاج من خلال:
كفاءة الطاقة
تستهلك الهواتف المحمولة كميات طاقة أقل من معدات التصوير التقليدية.
تقليص انبعاثات الكربون
لا تحتاج صناعة الأفلام باستخدام الهاتف إلى نقل معدات ثقيلة، مما يؤدي إلى تقليل استهلاك الوقود وبالتالي تقل الانبعاثات.
تقليل النفايات
تقلل صناعة الأفلام بالهاتف من الحاجة إلى بناء ديكورات ضخمة، مما يؤدي إلى تقليل النفايات المادية.
التحول نحو الاستدامة
تعد صناعة الأفلام بالهاتف المحمول خطوة نحو مستقبل صناعة أكثر استدامة، حيث تدمج بين الإبداع التكنولوجي والحفاظ على البيئة، وبهذه الطريقة يمكن لصناعة الأفلام أن تحافظ على التوازن بين الإبداع والاستدامة للحفاظ على كوكبنا للأجيال القادمة.