4 ممارسات استهلاكية تفسد فرحة العيد..كيف نحتفل دون الإضرار بكوكبنا؟


نور مجدي
الثلاثاء 01 ابريل 2025 | 11:58 صباحاً
السلوكيات غير الصديقة للبيئة في العيد
السلوكيات غير الصديقة للبيئة في العيد

يعد عيد الفطر من المناسبات الدينية المليئة بالبهجة والامتنان، حيث يجتمع الأقارب والأصدقاء لتبادل التهاني والهدايا وتعم أجواء الفرحة والسرور، ولكن يمكن أن تتحول هذه الاحتفالات إلى عبء على البيئة، حين تسيطر عليها العادات الاستهلاكية غير المدروسة.

الإسراف في شراء الملابس الجديدة، وإعداد كميات كبيرة من الطعام والحلويات، وتبادل الهدايا غير الضرورية، كلها سلوكيات تؤدي إلى هدر الموارد والضغط على البيئة وزيادة النفايات، كما ترهق الميزانيات الأسرية وتزيد الأعباء المالية دون داعٍ، في حين أن السعادة الحقيقية في الاحتفال باعتدال والشعور بمسؤولية تجاه البيئة.

في السطور التالية، يوضح "جرين بالعربي" أبرز الممارسات الاستهلاكية خلال عيد الفطر التي تُهدد توازننا البيئي، ويقدم بدائل مستدامة تحافظ على بهجة المناسبة دون الإضرار بكوكبنا.

الإسراف وهدر الطعام

تكتظ الموائد في الأعياد بالأطباق المتنوعة، حيث تهتم العائلات بتحضير كميات هائلة من الطعام باعتباره طقساً من طقوس العيد وتعبيراً عن الكرم، لكن هذه العادات تؤدي إلى زيادة هدر الطعام، وأكد تقرير مؤشر هدر الأغذية لعام 2024 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة بالتعاون مع منظمة WRAP غير الحكومية أن هدر الطعام ليس مجرد خسارة اقتصادية، بل يشكل مأساة عالمية تؤثر على الأمن الغذائي، والمناخ، والاقتصاد.

وتتسبب كميات الطعام الكبيرة التي يتم تحضيرها خلال أيام عيد الفطر في زيادة نسبة المخلفات الغذائية وبالتالي زيادة الانبعاثات الكربونية، وأوضحت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، أن ملايين الأشخاص يعانون من الجوع يومياً في حين يتم هدر كميات ضخمة من الغذاء حول العالم.

ولتفادي ذلك الهدر يجب تقدير الكميات المطلوبة من الطعام بدقة، وإعادة تدوير الطعام المتبقي واستخدامه في وصفات جديدة، كما يمكن التبرع بفائض الطعام للمحتاجين أو المؤسسات الخيرية، فبدلاً من أن يكون مصير الطعام الفائض في النفايات، يمكن استغلاله لإطعام أشخاص آخرين مما يعزز التكافل الاجتماعي خلال العيد.

الإسراف في شراء وتناول الحلويات

تناول حلويات العيد مثل "الكعك، والبيتي فور، والبسكويت" يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمظاهر الاحتفال بالعيد، حيث تعتبر عنصراً أساسياً في عادات وتقاليد العيد، ولكن الإسراف في تناول كميات كبيرة منها يتسبب في العديد من الأضرار الصحية، حيث تحتوي هذه الحلويات على كميات عالية من السكر، والدهون المشبعة، والسعرات الحرارية مما قد يؤدي إلى:

زيادة الوزن والسمنة: بسبب تناول سعرات حرارية زائدة تفوق حاجة الجسم

ارتفاع مستويات السكر في الدم: مما يزيد خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني

زيادة نسبة الدهون الضارة (LDL): مما يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين

الاضطرابات الهرمونية لدى النساء: نتيجة تناول كميات كبيرة من السكر

ولتفادي هذه الأضرار، يجب الاعتدال في تناول الحلويات، فالاحتفال بالعيد لا يجب أن يكون على حساب صحتنا، بل يمكننا الاستمتاع به دون إفراط أو ضرر.

الإسراف في شراء الملابس

يسعى الكثير من الأشخاص إلى شراء ملابس جديدة كمظهر من مظاهر الاحتفال بالعيد، لكن مع تفاقم ظاهرة "الموضة السريعة" أصبح الشراء الزائد للملابس يشكل ضغطاً على البيئة، ووفقاً لموقع جامعة شمال كاليفورنيا "the university of north california" تضاعف إنتاج الملابس عالمياً منذ عام 2000، وزاد معدل شراء المستهلك العادي بنسبة 60% مقارنة بما كان عليه قبل 17 عاماً، لكنه يحتفظ بها لنصف المدة فقط، مما يعني زيادة سريعة في معدل التخلص من الملابس، ويؤدي ذلك إلى زيادة معدلات النفايات النسيجية والتي يصعب تدويرها، مما يتسبب في إطلاق انبعاثات غازات دفيئة ويؤثر سلباً على البيئة.

وتشير أبحاث موقع "science direct" إلى أن مرحلة إنتاج الملابس تستنزف الموارد البيئية بشكل كبير، حيث تستهلك كميات كبيرة من المياه والطاقة والمواد الكيميائية أما مرحلة الاستخدام تؤثر أيضاً على البيئة من خلال عمليات الغسيل والتجفيف المتكررة، والتي تستهلك كميات كبيرة من المياه والطاقة، خاصة في الدول التي تعتمد على مصادر طاقة غير نظيفة.

ولتقليل هذا الضرر يجب تبني عادات شرائية واستهلاكية أكثر وعياً مثل شراء الملابس بجودة عالية تدوم لفترات أطول، وإعادة تدوير الملابس القديمة، ودعم العلامات التجارية التي تتبنى ممارسات إنتاج مستدامة، وذلك لأن اختياراتنا تلعب دوراً كبيراً في الحد من التدهور البيئي.

التأثير البيئي لزينة العيد والإضاءة

تلعب إضاءة الزينة داخل المنازل والشوارع دوراً أساسياً في إضافة روح البهجة إلى أجواء العيد، وبالرغم من ذلك فإنها تؤثر سلباً على البيئة وتستهلك كميات كبيرة من الطاقة، حيث تشير إحصائيات وكالة الطاقة الدولية إلى أن زيادة استهلاك الكهرباء في المناسبات يؤدي إلى رفع مستويات الانبعاثات الكربونية.

وللحفاظ على الطاقة، يمكن الاعتماد على مصابيح LED الموفرة للطاقة، بالإضافة إلى استخدام الزينة المصنوعة من مواد قابلة لإعادة التدوير أو مصنوعة يدوياً بدلاً من البلاستيك غير القابل للتحلل.

الاحتفال المستدام

ويُمثل عيد الفطر فرصة لنشر الفرح والروح الإيجابية بين الناس، ولكن من الضروري أن يكون احتفالاً مسؤولاً لتحقيق التوازن بين البهجة والاعتدال، فالممارسات المستدامة لا تعني حرمان أنفسنا من متعة العيد، بل تعني جعل احتفالاتنا أكثر وعياً، بجانب التركيز على التأثير الإيجابي على المجتمع والبيئة.