التغير المناخي يغير شكل العطلات الصيفية.. سفر بلا حقائب واسترخاء دون مسابح


سلمى عرفة
الاثنين 01 يوليو 2024 | 07:54 مساءً

مع العطلات الصيفية العادية ذات الطقس الحار، يكون من الضروري التحضير للسفر لأحد المصايف القريبة من مدينتك، لكن ماذا عن عطلات الصيف المتطرف؟ لا مفر من خروج سريع لمواجهة الحرارة الشديدة الوطأة والتأثير على البشر.

وعندما نتحدث عن الصيف المتطرف لا بد من الحديث عن السياحة المفرطة؛ إذ تنشط حركة السياحة، ويزداد معها الضغط على الموارد البيئية؛ بدايةً من الطاقة اللازمة لتشغيل وسائل نقل المسافرين، ووصولاً إلى النفايات الناتجة عن تشغيل الفنادق والقرى السياحية.

تساهم السياحة بـ8% من انبعاثات غازات الدفيئة التي تنطلق إلى الغلاف الجوي، وتزيد درجة حرارة الأرض، وفقاً لنتائج دراسة نقلها موقع المنتدى الاقتصادي العالمي.

تلك النسبة دفعت العديد من المعنيين بهذا القطاع إلى البحث عن أفكار جديدة، في محاولةٍ لتقليل الأضرار الناتجة عن الرحلات التي نقوم بها.

جواز السفر الكربوني

إحدى الأفكار المطروحة لمواجهة الأزمة هي إطلاق جواز سفر كربوني يُحدِّد لكل مسافر الحد الأقصى من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي يمكنه التسبب بها خلال فترة زمنية معينة.

رغم إيجابية الفكرة الظاهرة، فإن لها جوانب سلبية، وهو أن تنفيذها على مستوى دولي يحتاج قدراً عالياً من التنسيق بين العديد من الأطراف المعنية.

تقول آنا أبيلسون الأستاذة المساعدة في مركز جوناثان تيش للضيافة بجامعة نيويورك الأمريكية، في تقرير لموقع "Business Insider"، إن الفكرة جيدة من الناحية النظرية، لكن لا يمكن تحديد كيفية تطبيقها.

وبحسب موقع "Statista" للإحصائيات، احتلت الرحلات البحرية والجوية القصيرة أول المراكز في قائمة وسائل النقل التي تُسبِّب أكبر قدر من انبعاثات غازات الدفيئة لكل كيلو متر، بأكثر من 240 جراماً من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.

اختفاء حقائب السفر

القيود الصارمة التي تضعها شركات الطيران على وزن حقائب المسافرين لم تأتِ من فراغ؛ فكلما ازداد حجم الأمتعة، ازدادت كميات الوقود اللازمة لتسيير الطائرات.

في 2023، أعلنت إحدى شركات الطيران في اليابان مبادرة جديدة تسمح للمسافرين بتخفيف حجم الأمتعة التي يحملونها لأقصى درجة ممكنة، عبر السماح باستئجار ملابس تكفيه طوال فترة رحلته، حسبما نقل موقع "The Independent".

وفقاً لتقديرات المبادرة، فإن كل 10 كجم تراجُعاً في وزن الأمتعة التي تحملها الطائرة، يقابلها انخفاض في حجم الانبعاثات الكربونية المنطلقة يتخطى 7 كجم.

تلك الفكرة لا تؤدي إلى تقليل حجم الأمتعة فحسب، بل تشجع على استهلاك الثياب المستعملة، ومواجهة الكميات الكبيرة من نفايات الملابس التي تصل إلى ما يزيد عن 90 مليون طن سنوياً، وفقاً لتقديرات نقلها موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

هل تختفي أحواض السباحة؟

أزمة الجفاف الناتجة عن التغير المناخي لفتت الأنظار كذلك إلى الأضرار البيئية الناتجة عن تشغيل أحواض السباحة؛ بدايةً من الكميات الكبيرة من المياه اللازمة لتشغيلها، أو تلك التي تُفقَد إثر عمليات البخر، والمواد الكيميائية التي تتطلبها عمليات الحفاظ على تنقيتها.

في فرنسا على سبيل المثال، دفعت أزمة الجفاف السلطات في عام 2023 إلى منع بيع حمامات السباحة الجديدة في بعض المناطق.

الانتقادات الموجهة إلى المنشآت السياحية التي تعتمد على أعداد كبيرة من أحواض السباحة، دفعتها كذلك إلى محاولة العثور على بدائل، ومنها الاستغناء عن شكلها الذي نعرفه حالياً، واللجوء إلى ما تسمى حمامات السباحة الطبيعية.

وتشبه حمامات السباحة الطبيعية البحيرات، لكن يجري تنقية المياه الموجودة بها دون اللجوء إلى المواد الكيميائية، من خلال غطاء نباتي يكون مسؤولاً عن إنتاج الأكسجين، ومن خلال وجود البكتيريا وغيرها من الكائنات الحية الدقيقة التي تعمل على مواجهة أي مواد ملوثة، علاوة على وجود حواجز مكونة من مواد طبيعية، مثل الرمال لاحتجاز الملوثات الصلبة، حسبما نقل موقع "El Pais English".

ذلك النموذج يقلل كذلك من الحاجة إلى تفريغ الأحواض وملئها بكميات جديدة من المياه، إضافة إلى إمكانية تشغيل المضخات الخاصة بالحوض بالطاقة الشمسية، وهو ما يعني توفير الطاقة.