الكلاب في غزة أكثر عدوانية وشراسة.. ما علاقة انبعاثات الحرب؟


مروة بدوي
الخميس 29 فبراير 2024 | 09:46 صباحاً

العوامل البيئية لا تؤثر فقط في نمط حياة جميع الكائنات، بل في سلوكهم وطريقة تفاعلهم مع المجتمع المحيط بهم، فالأبحاث الاجتماعية أثبتت أن البشر يرتكبون جرائم أكثر عنفاً عندما تكون درجة الحرارة ونسبة تلوث الهواء أعلى من المعدل الطبيعي، لكن ماذا عن الحيوانات.. هل تتأثر أيضاً بالبيئة المحيطة؟

المناخ والتلوث يؤثران في سلوك الكلاب

كشفت دراسة -أجراها باحثون في جامعة هارفارد الأمريكية- عن تأثير المناخ والتلوث على سلوكيات الكلاب، حيث توصلت إلى أن التفاعلات بين الكلاب وعناصر البيئة المحيطة بها ومنها البشر، تصبح أكثر عدوانية في الأيام الأكثر حرارة والأعلى تلوثاً، موضِّحةً أن العدوانية هي سلوك شائع بين الكائنات للدفاع عن منطقة نفوذ وقوة، أو الفوز بموارد محدودة، أو التنافس على الشركاء، أو حماية أفراد القطيع.

وأشارت الدراسة إلى ارتفاع مستوى العدوانية لدى الكلاب بسبب بعض العوامل الخارجية، مثل ارتفاع درجات الحرارة والتعرض لملوثات الهواء مثل غاز الأوزون الذي يتكون من انبعاثات مصادر ملوثة مثل ثاني أكسيد الكربون المنبعث من العوادم والمذيبات، وجسيمات "PM2.5"، وهي جزيئات صغيرة جداً عالقة في الهواء تُهدد صحة الكائنات وتنتج عن عمليات احتراق الوقود والحرائق، وتتسبب في مزيج من الضباب والدخان في الأجواء.

واعتمدت نتائج الدراسة -نشرها الموقع الرسمي لجامعة هارفارد "Harvard Gazette"- على معلومات من تحليل 69,525 تقريراً عن عقر الكلاب للبشر، حصل عليها الباحثون من السجلات العامة لمراقبة الحيوانات ومن سجلات الطوارئ في 8 مدن خلال 10 سنوات.

وبعد تقييم المساهمات البيئية مثل تأثير درجة الحرارة وملوثات الهواء، تبين أنه في الأيام التي ارتفعت فيها مستويات الأشعة فوق البنفسجية وموجات الاحترار وملوثات الهواء في الغلاف الجوي، زاد المعدل اليومي لعضات الكلاب بنسبة تراوحت من 3% حتى 11%.

 فرار أكثر من ألف كلب ضال من غزة إلى إسرائيل، حيث تهاجم الحيوانات الأخرى، وتهدد الجنود بالمستوطنات في شمال القطاع

سلوك عدواني ملحوظ للكلاب الضالة في غزة

هذه الدراسة تفسر سلوك الكلاب الضالة في غزة، والذي سلطت الصحف والمواقع الإخبارية الضوء عليه، حيث ذكر تقرير موقع "The Palestine Chronicle" أن مئات الكلاب تقترب من جنود الاحتلال خلال عملياتهم البرية في القطاع وتحاول الهجوم عليهم، ورغم أنه لم يتم الإبلاغ عن إصابة أي جندي، لكنهم وصفوا سلوك الكلاب بأنه عدواني وشرس بشكل بالغ.

وأشار التقرير إلى فرار أكثر من ألف كلب ضال من غزة إلى إسرائيل، حيث تهاجم الحيوانات الأخرى، وتهدد الجنود بالمستوطنات في شمال القطاع، وسط تحذيرات إسرائيلية بضرورة الاهتمام بظاهرة الكلاب الضالة، ودعوات لقتلها.

وسط هذه الكارثة الإنسانية والبيئية، وحالة الهلع والدمار التي يعيشها البشر والحيوانات في غزة، أعرب جنود الاحتلال، في حواراتهم الصحفية، عن "دهشتهم" من شراسة وعدوانية الكلاب الضالة، حيث إنها تزمجر بشدة وتكشف عن أسنانها مع اقتراب أي جندي منها وتحاول عقره، وفقا لما ذكره التقرير.

الانبعاثات الناجمة عن حرب غزة

التقارير والدراسات العالمية تناولت الوضع البيئي المأساوي في غزة على خلفية الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر الماضي، حيث وصفت "Euronews" الوضع البيئي -في تقرير نُشر بعد مرور 70 يوماً على الحرب- بالقطاع بأنه "كارثة بيئية"، وحذرت من أضرار بيئية لا يمكن إصلاحها داخل غزة، ذلك الشريط الضيق الذي يعد أحد أكثر مناطق العالم اكتظاظاً بالسكان، إذ ارتفع تلوث الهواء، وتزايدت الأمراض المنقولة عبر المياه، وتعاظمت معاناة الحياة البرية على طول القطاع.

تأثير "هائل" على المناخ

وأظهرت دراسة حديثة أن انبعاثات غازات الدفيئة -المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري- التي أنتجتها الحرب في غزة خلال أول شهرين، أكثر مما تنتجه 20 دولة من الأكثر تعرضاً في العالم لتأثير المناخ خلال عام واحد.

ووفقاً لهذا التحليل -الذي نُشِر للمرة الأولى حصرياً في صحيفة "الغارديان"، فإن التكلفة المناخية خلال الأيام الستين الأولى من الحرب الإسرائيلية على غزة تعادل حرق ما لا يقل عن 150 ألف طن من الفحم والانبعاثات الكربونية الناجمة عنها.