حملات لتجنب السفر جواً.. التخلي عن الطيران لإنقاذ الكوكب


سلمى عرفة
الخميس 07 ديسمبر 2023 | 03:34 مساءً

إذا كنت من عشاق السفر جواً، فحتماً أنت واحد من 4.5 مليارات شخص يعتمدون على الطائرات سنوياً كوسيلة سريعة وفعالة للوصول إلى وجهاتهم، ولكن بالنظر إلى الأمر من زاوية بيئية تظهر تأثيراتها الضارة على كوكبنا، فقطاع الطيران أحد المساهمين في انبعاثات الكربون وبالتالي زيادة الاحترار العالمي.

ورغم أن الطيران المدني الذي يُحتفى به يوم 7 ديسمبر من كل عام، يشارك في الاقتصاد العالمي بنحو 3 تريليونات دولار، ويوفر ما يزيد على 65 مليون وظيفة حول العالم، إلا أنه في السنوات الأخيرة تعالت الأصوات التي تشير إلى خطورة السفر الجوي على البيئة وتغير المناخ، وتنادي بضرورة إيجاد حلول علمية.

الأثر البيئي للطائرات

يساهم قطاع الطيران بـ2.5% من انبعاثات الكربون العالمية، و3.5% من حجم الاحترار السنوي الناتج عن الأنشطة البشرية، مع توقعات باحتمالية زيادة هذه النسبة بـ3 أضعاف بحلول عام 2050، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست".

إذا قُورن حجم الانبعاثات الناتجة عن تشغيل طائرة واحدة بوسائل النقل الأخرى، سيتصدر السفر جواً القائمة، حيث يبلغ حجم الانبعاثات 1.46 كيلوجرام من مكافئ ثاني أكسيد الكربون للراكب الواحد لكل 10 كيلومترات، وفقاً لموقع "CO2 Everything".

حلول بديلة

ومن هنا تعالت الأصوات حول العالم لتقليل الاعتماد على الطيران أو التخلي عنه تماماً، حيث عبر 43% من المشاركين في استطلاع حديث أجرته صحيفة "فيلت أم زونتاج" الألمانية، عن رغبتهم في تقليل استخدام الطائرات، لكن الربط بين عدم الإقبال على السفر الجوي، والرغبة في حماية البيئة لم يأتِ من فراغ، بل كان نتاجاً لسنوات طويلة عمل خلالها النشطاء والعلماء على التنفير من الرحلات الجوية رغم جاذبيتها.

ودعماً لهذا التوجه، قال "بيتر كالموس"، عالم بمختبر الدفع النفاث بوكالة ناسا، في تصريحات لـ"نيويورك تايمز"، إنه عندما يصعد الشخص على متن الطائرة لا يكون مسؤولاً عن الانبعاثات الكربونية التي تنتجها الرحلة فقط، بل يؤيد استمرار الإضرار بالبيئة.

محاولة "كالموس" إقناع المسافرين بتقليل الاعتماد على الطيران بدأت عندما أسس -قبل سنوات- حركة "No Fly Climate Sci"، وهي منتدى على الإنترنت يضم مجموعة من العلماء والأفراد الذين يدعمون الفكرة، بتقديم الأبحاث والتقارير التي تتحدث عن الأثر البيئي للسفر جواً.

ووفقاً للمنتدى، يُفضل التفكير في خيارات بديلة تقلل من تأثيرات سفرك على البيئة، مثل خفض وتيرة السفر جواً، أو الامتناع تماماً لمدة سنة كاملة، أو بعدم الطيران خلال حالات الطوارئ المناخية.

حملات للتخلي عن السفر جواً

لم يقتصر الاهتمام بالقضايا البيئية على العلماء فقط، حيث قرر معلم أمريكي سابق يبلغ من العمر 36 عاماً ويُدعى "دان كاستريجانو"، البقاء على الأرض، وامتنع منذ عام 2019 وحتى يومنا هذا عن حجز الرحلات الجوية، ضمن حملة "Flight Free USA"، التي تحث على التوقف عن الطيران، إذ كان واحد من 622 شخصاً تعهدوا بالتوقف عن الأمر أو التقليل منه، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

وفي سياقٍ موازٍ، تطورت القضية لدى البعض حتى أنهم باتوا يشعرون بالذنب إذا لجأوا إلى التنقل بالطائرة، ففي عام 2017 ظهرت حركة "Flight Shame" السويدية على مواقع التواصل الاجتماعي، تدعم التوقف عن الطيران، بعدما أعلن المطرب السويدي "ستافان ليندبرج" التخلي عن السفر جواً، وساندتها ناشطة المناخ البارزة "جريتا تونبرج".

وأدى توسع الحملة إلى تغيير آراء العديد من المسافرين، إذ كشف استطلاع لاحق أجراه الصندوق العالمي للطبيعة أن 23% من السويديين قللوا بالفعل من السفر الجوي في العام اللاحق لإطلاق الحملة.