يغيب مفهوم العدالة المناخية في ظل تجاهل الدول الغنية تقديم تعويضات مالية إلى الدول النامية الأكثر تضرراً من التغير المناخى، الأقل إسهاماً في الانبعاثات الكربونية.
وتدفع بعض الدول الفاتورة الكبرى نتيجة التطرف المناخي، كما أن هناك سمات مشتركة بين الدول الأكثر عرضةً لخطر التغيرات المناخية.
عادةً ما تقع الدول الأكثر تضرراً من تطرف المناخ في المناطق الاستوائية والساحلية، وغالباً ما يكون لديها قدرات أقل على التكيف معها.
ومن الدول الأكثر عرضةً لخطر التغيرات المناخية:
الأكثر قراءة
-الدول الجزرية الصغيرة: هذه الدول معرضة بوجه خاص لخطر ارتفاع مستوى سطح البحر، الذي يمكن أن يؤدي إلى إغراق الأراضي والمنازل.
-الدول الساحلية: هذه البلدان معرضة بوجه خاص لخطر الفيضانات، التي يمكن أن تسبب أضراراً واسعة النطاق للممتلكات والبنية التحتية.
-الدول في المناطق المدارية: هذه البلدان معرضة بوجه خاص لخطر الجفاف، الذي يمكن أن يؤدي إلى نقص الغذاء والماء.
-الدول ذات البنية التحتية الضعيفة: هذه البلدان لديها قدرات أقل على التكيف مع آثار التغيرات المناخية.
ووفق تقديرات لجنة الإنقاذ الدولية (IRC) والمعهد العالمي للموارد (WRI)، فإن من المحتمل أن تحدث أزمات مناخية كبرى في 7 دول.
1- الصومال:
لتغيُّر المناخ تأثير مدمر على الصومال؛ ما أدى إلى تفاقم تحديات الجفاف وانعدام الأمن الغذائي الشديد.
وساهم عدم الاستقرار السياسي في معاناة ما يُقدَّر بنحو ثمانية ملايين صومالي (نحو نصف سكان البلاد)ـ من مستويات أزمة انعدام الأمن الغذائي.
2- سوريا:
أدت الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد في سوريا إلى تآكل قدرة البلاد على الاستجابة للأزمات؛ حيث أدى الصراع والأزمة الاقتصادية الشديدة إلى دفع 90% من السوريين إلى ما دون خط الفقر.
كما أثَّر الجفاف الشديد والزلزال الذي وقع في فبراير 2023 بالقرب من الحدود السورية التركية، على مئات الآلاف من السوريين؛ نظراً إلى ضعف البلاد، ومعاناتها مع درجة عالية من الهشاشة.
3- جمهورية الكونغو الديمقراطية:
تشهد صراعاً مستمراً وتحديات اقتصادية وتفشي أمراض؛ حيث تتقاتل أكثر من 100 جماعة مسلحة من أجل السيطرة على شرق الكونغو، وغالباً ما تستهدف المدنيين.
شكَّل تفشي الأمراض الرئيسية – بما في ذلك الحصبة والملاريا والإيبولا – تهديداً دائماً لنظام الرعاية الصحية الضعيف؛ ما يعرض حياة العديد من الأشخاص للخطر.
أدت تلك العوامل إلى إضعاف قدرة البلاد على مواجهة الكوارث المناخية، وتعطيل الدعم الإنساني، بينما يواجه المواطنون الفيضانات وتزايد انعدام الأمن الغذائي.
4- اليمن:
أدت سنوات الصراع إلى أزمة اقتصادية وارتفاع مستويات الهشاشة في اليمن؛ حيث يحتاج 17 مليون شخص في اليمن إلى مساعدات غذائية.
ويحتاج نحو 1.3 مليون امرأة حامل أو مرضع و2.2 مليون طفل، إلى علاج من سوء التغذية، وقد أدى تغير المناخ إلى تفاقم التصحر والجفاف في البلاد.
5- جنوب السودان:
يعاني من درجة عالية من الهشاشة وانخفاض الاستعداد المناخي، وبات أكثر عرضةً للكوارث المناخية، خاصةً مع استمرار الصراعات المحلية المنتشرة على نطاق واسع في البلاد.
كما يحتاج إلى تحسين القدرة على التكيف مع المناخ لحماية مواطني جنوب السودان من الصدمات المناخية، مثل الفيضانات الشديدة التي أثرت على أكثر من 900 ألف شخص في أواخر عام 2022.
6- نيجيريا:
أثرت الفيضانات في أواخر عام 2022 على 2.5 مليون شخص في نيجيريا، وتسببت في أضرار جسيمة للأراضي الزراعية في البلاد.
بحلول أواخر عام 2023، سيواجه ما يُقدَّر بنحو 25 مليون نيجيري مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي. وقد ساهمت التوترات السياسية والصراع الواسع النطاق في هشاشة البلاد؛ ما يجعل من الصعب الاستجابة للكوارث المناخية.
7- إثيوبيا:
يؤثر الجفاف على أكثر من 24 مليون إثيوبي. ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد مع دخول البلاد موسم الأمطار الفاشل السادس على التوالي.
أدت الصراعات في جميع أنحاء المنطقة وعدم الاستقرار السياسي إلى تعطيل الدعم الإنساني في البلاد، وجعلت من الصعب على السلطات معالجة آثار تغير المناخ.
هناك أيضاً عامل مشترك بين بعض الدول الاكثر تأثراً بالمناخ، وهو أن النزاعات السياسية والمشكلات الداخلية تجعل الدول أكثر عرضةً للكوارث التي تسببها التغيرات المناخية.
وتؤدي أحداث الطقس القاسية إلى وفاة الآلاف وإصابة الآلاف بفيروسات غير معروفة وجديدة على العالم بخلاف إصابات مباشرة نِتاج الكوارث الطبيعية.
كما يمكن أن يؤدي الجفاف والفيضانات إلى نقص الغذاء؛ ما يتسبب في الجوع، وأخيراً نزوح الملايين من الأشخاص.
كما أن هناك آثار غير مباشرة لتغير المناخ على البشر أيضاً مثل انخفاض الإنتاجية الزراعية؛ ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية واضطرابات الإمدادات الغذائية ونقص الغذاء.