كبسولة الغسيل.. نظافة "ملوثة" للبيئة


إسراء محمد
الاربعاء 05 يوليو 2023 | 12:29 مساءً

يفكر المستهلكون دائماً في شراء منتجات سهلة الاستخدام؛ لذا يفضلون كبسولات الغسيل على المسحوق التقليدي؛ لتنظيف الملابس والأطباق بطريقة متطورة. وأشارت التقديرات إلى أنه يتم استخدام أكثر من 20 مليار كبسولة بلاستيكية؛ لغسل الملابس والأطباق سنوياً.

لكن هل فكرت يوماً أن كبسولات الغسيل، يمكن أن تسبب مشاكل بيئية؟ أكد بحث علمي أن كبسولات الغسيل لا تعد آمنة للبيئة، ويرجع ذلك إلى أن الغلاف الخارجي لأكياس الغسيل، مصنوع من كحول البولي فين PVA، وهو بلاستيك غير قابل للتحلل، ويذوب أثناء عملية الغسيل، ويتسرب إلى البالوعة، وفقًا لمجلة "Reader's Digest".

كبسولة الغسيل تطور يهدد المناخ

أوضحت دراسة نُشرت في "المجلة الدولية لأبحاث البيئة والصحة العامة"، أن أكثر من 75% من الجزيئات البلاستيكية الكاملة الناتجة عن كبسولات غسالات الأطباق والملابس، يمكن أن تتسرب إلى المحيطات والأنهار والتربة؛ ما يسبب ضرراً للكائنات البحرية.

وبالنسبة إلى النفايات الملوثة للماء، يوجد احتمالية أن يمتص الغلاف الخارجي للكبسولة مواد كيميائية أو ملوثات خطيرة أو مضادات حيوية أو معادن ثقيلة بتركيزات عالية؛ ما يسبب أزمة في السلسلة الغذائية؛ إذ تتناول الأسماك هذه المواد الضارة، التي تسبب مشاكل صحية للإنسان من جانب، وتهدد الثروة السمكية والكائنات البحرية من جانب آخر.

وأشار تقرير بحثي إلى أن المواد الكيميائية المستخدمة في الأدوات المنزلية اليومية من سائل الغسيل إلى أقراص الغسيل، تعد مصدراً خفياً لانبعاثات الكربون، كما يطلق إنتاج أقراص الغسيل انبعاثات تعادل 600 ألف سيارة سنوياً.

من البحر إلى جسم الإنسان

ومن المشاكل التي لا بد من النظر فيها، أن معظم المستهلكين لا يعرفون الضرر الذي يسببه هذا النوع من المساحيق؛ لاحتوائها على بلاستيك غير مستدام، وبيروكسيد الهيدروجين المستخدم في تبييض الأقمشة، ولكنه سام لبعض الكائنات البحرية.

تقول "جوليا كوهين" المؤسسة المشاركة والمديرة الإدارية لمنظمة تعمل ضد التلوث البلاستيكي: "نرغب في أن يفهم الجميع أن الكبسولات مصنوعة من البلاستيك وكحول البولي فينيل، وكلاهما مادتان ضارتان د، وتشقان طريقهما إلى أجسامنا"، وفقًا لـمركز الفكر"Green Alliance".

ووفقًا "للمجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامة"، فإن 8 آلاف طن من PVA تتسرب إلى البيئة سنوياً، ومعظمها ينتج من كبسولات المنظفات، وهذا يعادل 600 مليون زجاجة صودا بلاستيكية، صُنعت من بلاستيك غير قابل للتدوير، نقلًا عن موقع "Plasticoceans".

وبالرغم من الأضرار الناتجة عنه، فإن هناك توقعات بنمو صناعة كبسولات الغسيل، بمعدل 5.80٪ للفترة المتوقعة من 2021 إلى 2028 في بعض الدول العالمية والعربية مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وشمال إفريقي؛ وذلك وفقًا لموقع "Databridgemarketresearch".

بدائل مستدامة للكبسولات

قررت شركة "Blueland" اتخاذ إجراء رسمي لحظر استخدام مادة الـPVC في السلع الاستهلاكية، بما في ذلك جميع كبسولات وأغلفة منظفات الغسيل؛ لوقف تلوث المحيطات والبحار؛ ما يساهم في التغلب على مشاكل تغير المناخ.

وأطلقت شركة "Unilever" كبسولات غسيل أكثر استدامة من الشركات الأخرى؛ إذ تقلل من غازات الاحتباس الحراري بنسبة 16٪، وتخفض من معدل تدفق النفايات البالغة 6000 طن من البلاستيك كل عام، وتعمل الكبسولة بشكل أفضل في درجات حرارة تصل إلى 20 درجة؛ ما يقلل من البصمة الكربونية للمنتج بنسبة 16٪، كما أن مكونات الكبسولة مشتقة من مصادر نباتية قابلة للتحلل بنسبة 65%.

شراء مساحيق الغسيل يتطلب بعض المعايير لشراء منتج مستدام لا يضر البيئة، ومن ثم العبوات المرفقة بها مواد كيمائية مثل الفورمالديهايد وإيثوكسيلات نونيل فينول الاصطناعية والفوسفات، يفضل الابتعاد عنها وتجنب شرائها

السائل أكثر استدامة

وفيما يتعلق بالمنتجات السائلة، يُفضل استخدامها مقارنة بالكبسولات؛ لكونها سريعة الإذابة، ولا يتم تغليفها بمواد بلاستيكية غير قابلة للتحلل، وأكثر صداقة للبيئة، ويسهل إعادة تدويرها حين الانتهاء من استخدامها، ويفضل عدم شرائها في عبوات بلاستيكية، وفقًا لموقع "Conserve Energy Future".

وشراء مساحيق الغسيل، يتطلب بعض المعايير لشراء منتج مستدام لا يضر البيئة، ومن ثم العبوات المرفق بها مواد كيمائية مثل الفورمالديهايد وإيثوكسيلات نونيل فينول الاصطناعية والفوسفات، يفضل الابتعاد عنها وتجنب شرائها؛ لكبح زيادة معدلات التلوث.

صابون المكسرات

ومن البدائل الصديقة للبيئة "صابون المكسرات"؛ إذ يحتوي على مواد طبيعية، مثل مادة الصابون القابل للذوبان والتحلل، وتعد بديلاً جيداً ومتوسط التكلفة بالنسبة إلى الكبسولات غير المستدامة، ويوجد مسحوق آخر يُعرف باسم "ميليورا"، يتم تعبئته في عبوات قابلة للتدوير، ويضاف إليه العديد من الروائح الطبيعية المناسبة للبيئة.

ولا يتوقف الغسيل المستدام على نوع المسحوق فقط، بل هناك إرشادات أخرى يلزم اتباعها؛ ما يقلل من هدر الطاقة والماء، مثل استخدام الماء البارد في الغسيل بدلًا من الماء الساخن، الذي يهدر الطاقة ويجعل عملية الغسيل غير صديقة للبيئة، وإذا استمرت أسرتك على الغسيل بالماء البارد لمدة عام، فستوفر طاقة كافية لشحن الأيفون الخاص بك أكثر من 30000 مرة، وفقاً لـ"Cold Water Saves".

ربما يتعامل البعض مع مساحيق أو كبسولات الغسيل على أنها منتج عابر؛ إذ نستخدمه دون الالتفات إلى آثاره الضارة، ولكن التخفيف من استهلاك مساحيق غير مستدامة، يمثل خطوة من ضمن ملايين الخطوات، التي لا بد من اتخاذها للحد من الانبعاثات الملوثة والبلاستيك الذي يهدد العالم، وخاصة أن زيادة الاستهلاك في جميع المنتجات يتزامن مع ارتفاع معدل المواليد.