مع نهاية كل موسم، تواجه الفنادق تحدياً كبيراً في التعامل مع فائض الأقمشة المستخدمة مثل ملاءات الأسرّة، ومفارش الطاولات، والمناشف، والستائر، والبطانيات، لكن بدلاً من التخلص منها، يمكن تحويل هذه الخامات إلى منتجات مفيدة وجديدة، في خطوة تُسهم في تقليل النفايات وتعزيز الاستدامة البيئية والاجتماعية.
في عصر تتزايد فيه الدعوات إلى تبني ممارسات صديقة للبيئة، يُعد الاقتصاد الدائري وإعادة التدوير الإبداعي من الأدوات الأساسية لمستقبل أكثر استدامة، نقلاً عن "Ecobnb".
وتشير بيانات الاتحاد الأوروبي إلى أن صناعة النسيج تُعد من بين الصناعات الأقل تدويراً، إذ يُعاد استخدام أقل من 1% فقط من المواد النسيجية، رغم مسؤوليتها عن 10% من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية وهي نسبة تفوق تأثير الطيران والنقل البحري.
إعادة التدوير من داخل الفندق
باتت الفنادق الصديقة للبيئة تواكب هذا الاتجاه، من خلال اعتماد أقمشة مستدامة ذات جودة عالية، وتبنّي استراتيجيات لإعادة استخدامها بدلاً من التخلص منها، وعلى سبيل المثال في الدول الإسكندنافية، تُلزم العديد من شركات الأقمشة نفسها بإعادة تدوير المنسوجات بعد الاستخدام، كجزء من مسؤوليتها البيئية.
وحتى على المستوى الفردي أو الفندقي الصغير، يمكن توظيف القليل من الإبداع لإعادة استخدام الأقمشة بطرق مبتكرة وجذابة.
إليكم 5 أفكار صديقة للبيئة لإعادة استخدام أقمشة الفنادق:
1- بيت للحيوانات الأليفة:
حوّل الملاءات والمناشف القديمة إلى مأوى ناعم ودافئ للقطط أو الكلاب، وتعد هذه من الأفكار البسيطة أيضاً التي تساهم في زيادة الرفق بالحيوانات والبيئة.
2- خيمة لعب للأطفال:
باستخدام ملاءات قديمة، يمكن تصميم خيمة إبداعية تضيف لمسة من المرح إلى المسكن أو الفندق العائلي.
3- ركن تأمل هادئ:
أنشئ زاوية للاسترخاء باستخدام الستائر والملاءات البالية، وامنح المكان طابعاً بوهيمياً يعزز الهدوء والسكينة.
4- مفارش للنزهات:
بدلاً من شراء مفارش جديدة، يمكن استخدام الملاءة القديمة كحل مثالي لنزهات الهواء الطلق، وخاصة في مواسم الخريف.
5.أكياس قماشية للتسوّق:
ساهم في تقليل استخدام البلاستيك، من خلال صناعة أكياس قابلة لإعادة الاستخدام من الملاءات أو الستائر القديمة.
دعم اجتماعي.. لا يقل أهمية عن البيئي
وفي حال عدم وجود وقت أو رغبة في تنفيذ هذه الأفكار، يُمكن للفنادق التعاون مع هيئات السياحة أو الجمعيات المحلية لجمع الأقمشة المستعملة والتبرع بها للمحتاجين، مثل المشردين، في مبادرة تعكس المسؤولية الاجتماعية.
نحو مستقبل أكثر استدامة
تبنّي ممارسات بسيطة مثل إعادة تدوير الأقمشة لا يُعد مجرد خياراً بيئياً، بل هو التزام يعكس وعياً متزايداً بأهمية حماية الكوكب وتعزيز العدالة الاجتماعية، وفي عالم تتسارع فيه التغيرات المناخية، تبدأ الحلول الحقيقية من قرارات صغيرة من بينها ملاءة قديمة تحوّلت إلى شيء جديد.
