في وقت يواصل فيه كوكب الأرض تسجيل أرقام قياسية في ارتفاع درجات الحرارة، تكشف أحدث بيانات خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ أن الاحترار لا يسير بوتيرة واحدة في جميع أنحاء العالم، فماذا يحدث؟
ارتفع متوسط درجة الحرارة العالمية خلال الـ30 عاماً الماضية بمعدل 0.26 درجة مئوية لكل عقد، تسجل أوروبا والقطب الشمالي معدلات تتجاوز الضعف، حيث شهدت أوروبا منذ منتصف التسعينيات ارتفاعاً بنحو 0.53 درجة مئوية لكل عقد، وبذلك، تصبح القارة الأعلى سخونة على وجه الأرض، نقلاً عن "Copernicus".
وبالمقارنة مع مستويات ما قبل الصناعة، أي أعوام 1850 - 1900، ارتفعت درجة حرارة أوروبا بمقدار 2.4 درجة مئوية، أي ضعف المتوسط العالمي تقريباً، ويرجع العلماء هذا التسارع إلى تغير أنماط الطقس، حيث تزايد موجات الحر والصيف الحار الممتد.
كما ينخفض تلوث الهواء بشكل كبير، نتيجة القوانين الصارمة، مما سمح بدخول إشعاع شمسي أكبر، وأيضاً بسبب جغرافيا أوروبا، حيث قربها من القطب الشمالي، مما يضاعف التأثير.
في عام 2024 سجل ثاني أعلى عدد من أيام الإجهاد الحراري في القارة، فيما استهل صيف 2025 بموجات حر واسعة ضربت معظم مناطقها.
القطب الشمالي: تضخيم الاحترار
ويعيش القطب الشمالي واقعاً أكثر دراماتيكية، حيث ارتفعت حرارته بنحو 0.69 درجة مئوية لكل عقد، ووصلت الزيادة من ما قبل الصناعة إلى 3.3 مئوية، وتعرف هذا بظاهرة تضخيم القطب الشمالي، الناتجة عن حلقات تغذية راجعة مثل ذوبان الجليد وحبس الحرارة قرب السطح، ونقل بخار الماء من المناطق الاستوائية، الذي يفاقم التسخين.
لماذا يختلف معدل الاحترار حول العالم؟
ورغم أن الانبعاثات الحرارية هي المحرك الأساسي، إلا أن عدة عوامل محلية تتحكم في سرعة الاحترار، مثل اليابسة حيث تسخن أسرع من المحيطات، والتلوث الجوي الذي يقلل أشعة الشمس في بعض المناطق، وديناميكيات الغلاف الجوي تعيد توزيع الحرارة بطرق غير متساوية.
سباق نحو 1.5 درجة مئوية
تشير تقديرات خدمة "كوبرنيكوس" إلى أن العالم قد يصل إلى عتبة 1.5 درجة مئوية بحلول أبريل 2029، إذا استمرت الاتجاهات الحالية، وهو ما يضع البشرية أمام اختبار حقيقي لأهداف اتفاقية باريس.