"بروبيوم الجزائرية".. حُماة البحر الأبيض المتوسط من التلوث والانقراض


محمد محسن
الخميس 19 يونية 2025 | 01:09 مساءً
بروبيوم الجزائرية لحماية البيئة البحرية
بروبيوم الجزائرية لحماية البيئة البحرية

بهدف حماية التنوع البيولوجي والحفاظ على البحار والمحيطات، أُطلِقت مؤسسة "بروبيوم" في الجزائر عام 2014، لتكوين شبكة من الأخصائيين في علوم البحار بمختلف تخصصاتها، برز دور المؤسسة بشكل متزايد خلال السنوات الماضية، حيث عملت على حماية البيئة البحرية والتوعية بمخاطر التلوث والمشكلات التي تهدد الحياة البحرية.

يقول أمير بركان، غواص دولي ورئيس مؤسسة "بروبيوم" لحماية التنوع البيولوجي البحري، خلال حديثه لـ"جرين بالعربي": "إن المؤسسة منذ تأسيسها ركزت على تنظيم حملات علمية استكشافية وتوعوية، بهدف تسليط الضوء على المخاطر التي تهدد البيئة البحرية".

ماذا تفعل "بروبيوم"؟

أوضح "بركان" أهم المحاور التي تعمل عليها مؤسسة "بروبيوم"، ومنها: مكافحة التلوث البلاستيكي في البحر، وحماية أسماك القرش في البحر الأبيض المتوسط، وخاصةً السواحل الجزائرية، وتنفيذ مشاريع لإنشاء الشعاب الاصطناعية في البحر لتعزيز التنوع البيولوجي، وهي هياكل تحت الماء من صنع الإنسان، وقد حققت المؤسسة نجاحات ملموسة في هذا المجال.

كما أشار إلى تركيز "بروبيوم" أيضاً على التوعية بالمخاطر التي تهدد أصناف التنوع البيولوجي البحري، وسعيها إلى تعزيز الوعي البيئي لدى المجتمع.

مهرجان متنقل يجوب المدن

نظمت المؤسسة حملةً باسم "السفينة الشراعية"، حيث قامت بتحليل المياه ودراسة نسبة التلوث البلاستيكي في البحر المتوسط، كما أطلقت مهرجاناً متنقلاً يجوب عدة مدن جزائرية منذ 3 سنوات للتوعية البيئية، وأنتجت فيلمين وثائقيين، هما: "ديار البحر 1"، و"ديار البحر 2" وهو أول فيلم بحري جزائري وثائقي، والذي حصل على الجائزة البرونزية في مهرجان مارسيليا للصورة البحرية.

وأضاف "بركان" أن "بروبيوم" حققت إنجازاً كبيراً عبر المشاركة في صياغة نص قانوني تنظيمي لتعزيز الشعاب الاصطناعية، عُرض على مجلس الوزراء الجزائري ليصبح له إطار قانوني واضح.

وأشار إلى أن المؤسسة تضم فريقاً كبيراً من الخبراء المتخصصين، وتركز حالياً على التوعية بأهمية الصيد المستدام الأزرق الذي يحافظ على التنوع البيولوجي، كما تخطط لإنتاج فيديوهات توعوية تسلط الضوء على: أهمية حماية أسماك القرش، ودورها الحيوي في التوازن البيئي البحري، والمخاطر المترتبة على اختفائها.

نبات "البوسيدونيا".. رئة البحر

أوضح رئيس المؤسسة أن من بين أولوياتهم حماية نبات "بوزيدونيا" (أو البوسيدونيا)، وهو نوع من الأعشاب البحرية يُعد من أهم نباتات البحر الأبيض المتوسط، ويُطلق عليه "رئة البحر" لدوره في إنتاج الأكسجين وتنقية المياه.

وأشار إلى أن هذا النبات يواجه تهديدات متزايدة على سواحل البحر المتوسط بسبب: أنشطة السفن والغوص، والضغط البشري والبناء العشوائي، والموانئ غير الشرعية والصيد الجائر، ما يستدعي حماية موائلها واقتراح مناطق بديلة للصيد.

وأكد أن المؤسسة ستواصل جهودها في إنشاء الشعاب الاصطناعية، ضمن استراتيجية شاملة لتعزيز التنوع البيولوجي في البيئة البحرية.