أدركت مجموعة من الطالبات أن كبح خطر التغيرات المناخية يبدأ من عقل الفرد وتحكُّمه في ممارساته اليومية الصغيرة، التي تؤثر بشكل تراكمي في مواجهة الظاهرة العالمية التي تهدد الكوكب بأكمله.
انطلاقاً من هذا المبدأ، قررت مجموعة من طالبات كلية الإعلام بجامعة مصر الدولية، المساهمة في ترك آثار إيجابية على الأرض، بمواجهة السلوكيات الضارة للبيئة، بحملةٍ لمشروع التخرج أطلقن عليها اسم "إرث وأثر".
فريدة حب الدين إحدى عضوات الحملة، تحدثت إلى "جرين بالعربي"، وكشفت عن الأهداف التي يسعَين إليها من خلال المشروع.
دراسة قواعد العمل على منصات التواصل الاجتماعي ضمن مناهج الجامعة، سهَّلت على الطالبات توصيل فكرتهن
تبسيط الفكرة
تقول الطالبة إن الفكرة بدأت بالرغبة في العمل على موضوع يخص التنمية المستدامة، بعد انطلاق العديد من المبادرات المتعلقة بالأمر، مثل مبادرة "اتحضر للأخضر". وبدأ الفريق يبحث عن كيفية تناول الفكرة بطريقة بسيطة تجذب الجمهور، دون أن يشعر بصعوبة فهمها.
دراسة قواعد العمل على منصات التواصل الاجتماعي ضمن مناهج الجامعة، سهَّلت على الطالبات توصيل فكرتهن ، ليبدأن في التخطيط للمحتوى، واختيار الأفكار، وإعداد التصميمات، ولاحظن أن نسبة التفاعل الأكبر على صفحتهن على موقع "إنستغرام" تأتي من الشباب، بينما تتركز مشاركة الأجيال الأكبر سنّاً عبر صفحة "فيس بوك".
سلوكيات خاطئة
وتضيف "حب الدين" أن "الحملة تركز على تغيير الممارسات الضارة التي نتبعها خلال حياتنا اليومية، مثل قضاء وقت طويل أكثر من اللازم في الاستحمام، أو عدم فصل مقابس الأجهزة الإلكترونية، مثل الحاسوب، أو الهاتف المحمول من الكهرباء؛ ما يؤدي إلى استهلاك المزيد من الطاقة".
وتكمل: "هناك أيضاً عادات سيئة تخص التنقل؛ فعلى سبيل المثال، قد يتوجه مجموعة من الناس إلى الوجهة نفسها، ويستقل كلٌّ منهم سيارة خاصة منفصلة، رغم إمكانية استخدام سيارة واحدة".
رغم بساطة الممارسات الخضراء، فإنها تساهم في توفير المياه والكهرباء والوقت، وتُشعرها بإحداث فارق، وهو شعور إيجابي في حد ذاته
عدوى إيجابية
الاهتمام بمجال البيئة انعكس على حياة "فريدة" التي بدأت كذلك تُغيِّر عاداتها اليومية، مثل السماح للضوء الطبيعي بدخول غرفتها كل صباح بدلاً من الاعتماد على الإنارة الصناعية، كما بدأت كذلك تتجنب إهدار المياه خلال الاستعداد لبدء يومها، وتقلل استخدام غلاية المياه.
وتقول إنه رغم بساطة تلك الأمور، فإنها تساهم في توفير المياه والكهرباء والوقت، وتُشعرها بإحداث فارق، وهو شعور إيجابي في حد ذاته.
كما ساعد تطبيق عضوات الفريق لتلك الممارسات، في اقتناع عائلاتهن بها؛ فجمهور الحملة لا يقتصر على فئة الشباب فحسب، لكن في الحقيقة ترى الطالبة أن الشباب يساهمون بنسبة أكبر من الإضرار بالبيئة؛ لأن الأجيال الأكبر سنّاً تتبنى سلوكيات مستدامة دون أن تدرك ما تقوم بها، مثل إعادة تدوير العبوات.
الانخراط مع الجمهور
الطالبات لم يتوقفن عند التواصل مع زملائهن داخل الجامعة، بل أقاموا فعاليات أخرى؛ منها فاعلية في أحد المراكز التجارية في منطقة التجمع الخامس بالعاصمة المصرية القاهرة، لعرض أفكار الحملة وتشجيع الجمهور على المشاركة وفهم الموضوع من خلال مجموعة من الألعاب.
وشارك في الحملة فريدة حب الدين، ومايا شريف، ونادين أحمد، وآية ياسر، ورهف حسن، ونغم خالد، ودينا أيمن، ومريم جون، تحت إشراف الدكتورة حبيبة أيمن.