يرى المهتمون بالشأن البيئي، أن محيطهم الطبيعي "أمانة في أعناقهم"؛ إذ يأتي هذا الالتزام استشعاراً بالمسؤولية تجاه الأرض والمناخ، ومن هنا تحديداً بدأت المبادرة الفلسطينية "بيئتنا أمانة في أعناقنا"
"بيئتنا أمانة في أعناقنا" شعار أطلقه أيمن محمد أحمد عبد ربه الخبير الفلسطيني في مجال فن تدوير المخلفات الصلبة والموظف في سلطة جودة البيئة الحكومية مكتب نابلس، على مجموعة من المبادرات تهتم بإعادة تدوير النفايات الصلبة ولكن بطرق أكثر ابتكاراً؛ ليستفيد منها المجتمع والأطفال، وانضم إليه عدد من المتطوعين ليحققوا أهدافاً مستدامة.
الأكثر قراءة
الهدف من المبادرة هو نشر ثقافة التدوير في المجتمع الفلسطيني والعربي؛ للمساهمة في تربية جيل يحترم القيم البيئية عن طريق تفعيل أسلوب التدريب المهني والتفاعل المرح لجذب المزيد من الأطفال وتدريبهم على الاستفادة من نفاياتهم.
فن التدوير في الصغر
الخبير أيمن محمد شارك "جرين بالعربي" ما أنجزه في المبادرات التي أطلقها على فترات؛ إذ روى رحلة المبادرة، قائلاً إن فكرة إنشاء "بيئتنا أمانة في أعناقنا" أتت عند ولادة مبادرة فن تدوير المخلفات الصلبة في عام 2010؛ لنشر جميع الأنشطة والفعاليات التي تستهدف المدارس والجامعات والجمعيات النسائية والنوادي الثقافية والمؤسسات المجتمعية والبيئية.
وحكى أيمن أن حبه للتدوير بدأ منذ طفولته، عندما كان يحول عبوات العصائر إلى ألعاب الجرارات والسيارات، ومن ثم انتقل إلى مرحلة أخرى من التدوير ساعدته على تنمية قدراته الفنية والمهنية في المجال؛ إذ تعلم صُنع إطارات الصور من أعقاب السجائر وقبة الصخرة من الكرتون ومعجون الأسنان.
وبعدما أصبح بالغاً استطاع الحصول على وظيفة في مؤسسة سلطة جودة البيئة التي من خلالها اكتسب خبرة كبيرة في إعادة التدوير؛ لذا قرر إطلاق مبادرات سامية تحمل رسالة هادفة لتحويل البيئة إلى مكان آمن، يمكن أن تعيش فيه الأجيال القادمة دون مخاوف التغير المناخي التي تلوح بالأفق وتجعلنا نعيش في ضغط وخوف الآن.
الهدف من المبادرة هو نشر ثقافة التدوير في المجتمع الفلسطيني والعربي؛ للمساهمة في تربية جيل يحترم القيم البيئية عن طريق تفعيل أسلوب التدريب المهني والتفاعل المرح لجذب المزيد من الأطفال وتدريبهم على الاستفادة من نفاياتهم.
وبالنسبة إلى الأنشطة، أشار أيمن إلى أنه عقد 1500 دورة تدريبية في مجال فن تدوير المخلفات الصلبة استهدفت طلاب المدارس ومعلميهم والجامعات وربات البيوت، بهدف التوعية بأهمية الاعتناء بالبيئة والتدريب على تحويل المخلفات إلى مجسم أو وسيلة تعليمية أو لعبة بيئية وسلوكية، من خلال استخدام مخلفات الخشب والحديد والبلاستيك.
بعد فرم الورق ونقعه بالماء وتصفيته وعجنه، مع إضافة غراء أبيض وملح وخل تفاح؛ نحصل على عجينة متجانسة يسهل تشكيلها ويشارك الأطفال في تلوينها بعدما تجف
الأنشطة المدرسية المستدامة
"المبادرات اهتمت باستغلال البلاستيك بشكل كبير، باعتباره من الأسباب الرئيسية لتلوث البيئة من خلال تحويله إلى عجينة سحرية"، هكذا وصف أيمن محمد ما تقوم به المبادرة، لافتاً إلى أن الخطوة التالية هي تشكيل العجينة وتحويلها إلى مجسمات تعليمية وثقافية وتراثية ووطنية.
وعن تكوين العجينة، يقول: "بعد فرم الورق ونقعه بالماء وتصفيته وعجنه، مع إضافة غراء أبيض وملح وخل تفاح؛ نحصل على عجينة متجانسة يسهل تشكيلها ويشارك الأطفال في تلوينها بعدما تجف".
ويضيف: "تحويل العبوات البلاستيكية إلى أشكال ورد وأشجار لتزيين المنازل والمدارس والحدائق تعد من الأولويات التي حددتها المبادرة لتحقيقها على أكمل وجه".
وبالإضافة إلى ذلك، استطاعوا تحويل مخلفات إطارات السيارات إلى قوارير زراعية ومقاعد وكراسي وطاولات ومجسمات للحيوانات وألعاب أطفال بدلاً من التخلص منها وحرقها وإلحاق الضرر بالبيئة.
تحمل المبادرات رسالة تربوية، وكان التركيز الأكبر على المدارس لحث الطلاب على الفهم الجيد لحماية البيئة، والتخفيف من الأنشطة التي يمكن أن ترفع معدلات التلوث. ويرجع اهتمام أيمن بالمدارس إلى طفولته التي كانت مليئة بالشغف فيما يتعلق بإعادة التدوير وخلق أشياء جديدة من النفايات.