"إذا كانت هناك لحظة حاسمة لإنقاذ المحيطات.. فهي الآن"، بهذه الروح انطلقت قمة الأمم المتحدة للمحيطات 2025 في مدينة نيس الفرنسية، والتي اختتمت أعمالها يوم الجمعة 8 يونيو، وسط تأكيد متزايد على المؤشرات المقلقة لتدهور صحة المحيطات عالمياً، وركزت القمة على دفع جهود الحماية بشكل عاجل، وانتهت بمجموعة واسعة من النتائج الهامة والخطوات التنفيذية الطموحة.
اجتمع نحو 60 رئيساً حول العالم، وخلال القمة، استشهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنجاح القمة قائلاً: "لم يسبق أن اجتمع هذا العدد من رؤساء الدول والحكومات لمناقشة شؤون البحار".
الإنجاز الأهم في قمة الأمم المتحدة للمحيطات 2025
الإنجاز الأهم في قمة الأمم المتحدة للمحيطات بنيس هو تصديق عدد كاف من الدول على معاهدة أعالي البحار أو التزامها بها رسمياً، وبمجرد التصديق عليها، ستساعد هذه الاتفاقية على تحقيق هدف عالمي متفق عليه لحماية 30% من بحار العالم بحلول عام 2030.
كما ستوفر أول آلية قانونية لإنشاء مناطق محمية في أعالي البحار، وهي المياه الدولية التي تغطي ما يقرب من ثلثي المحيط، لكن يتبقى فقط نحو 11 دولة لدخول الاتفاقية حيز التنفيذ، ومن المتوقع أن يتم الأمر بحلول يناير 2026، بحسب صحيفة "جارديان" البريطانية.
وصف أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، وتيرة التقدم بأنها قياسية، معلقاً: "أرى زخماً وحماساً كان من الصعب إيجادهما في الماضي".
إنشاء أكبر منطقة بحرية محمية في العالم
وخلال القمة أيضاً، أعلن مويتاي بروذرسون، رئيس بولينيزيا الفرنسية، وهي مجموعة كبيرة لأكثر من 1000 جزيرة، عن إنشاء أكبر منطقة بحرية محمية في العالم، ستغطي 5 ملايين كيلومتر مربع، وهي المنطقة الاقتصادية الخالصة للبلاد بالكامل، وستُقيد الأنشطة المدمرة مثل صيد الأسماك بشباك الجر القاعية والتعدين في أعماق البحار، وفقاً للموقع الرسمي للأمم المتحدة.
كما أعلنت المفوضية الأوروبية، كجزء من ميثاق المحيطات، عن استثمار بقيمة مليار يورو لدعم الحفاظ على المحيطات والعلوم والصيد المستدام، وتعهدت نيوزيلندا بتقديم أكثر من 52 مليون دولار أمريكي لدعم تحسين حوكمة المحيطات وإدارتها وعلومها في منطقة جزر المحيط الهادئ.
وأطلقت إندونيسيا والبنك الدولي وشركاء آخرون سند المرجان، وهو أداة مالية رائدة تهدف إلى تعبئة رأس المال الخاص للحفاظ على أنظمة الشعاب المرجانية داخل المناطق البحرية المحمية في إندونيسيا، كما ساهمت دول أخرى في العديد من المبادرات.
التأكيد على اتفاقية "BBNJ"
وأكدت قمة الأمم المتحدة للمحيطات بنيس على اتفاقية حماية الحياة البحرية في المناطق الطبيعية خارج نطاق الولاية القضائية لأي دولة "BBNJ"، التي تم اعتمادها في يونيو 2023، وهي أداة قانونية حاسمة لحماية الحياة البحرية والنظم البيئية في ثلثي المحيط الذي يقع خارج نطاق ولاية أي دولة، وفي خطوة كبيرة نحو دخول الاتفاقية حيز التنفيذ، صادقت 19 دولة أخرى على الاتفاقية، ووقعت عليها 20 دولة أخرى، ليصل إجمالي عدد التوقيعات إلى 136، وعدد التصديقات إلى 50 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، ويلزم عشر تصديقات أخرى لتنفيذ الاتفاقية رسمياً.
واتفاقية "BBNJ" مُدرجة في اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار بشأن حفظ التنوع البيولوجي البحري واستخدامه المستدام في المناطق الواقعة خارج نطاق الولاية الوطنية.