ألعاب العيد البلاستيكية.. قنبلة موقوتة تهدد البيئة


محمد محسن
السبت 07 يونية 2025 | 12:03 مساءً
تأثير ألعاب الأطفال على البيئة
تأثير ألعاب الأطفال على البيئة

تُعد لعب الأطفال أحد أبرز مظاهر عيد الأضحى المبارك، حيث ينتشر الصغار في الشوارع عقب صلاة العيد مباشرةً، حاملين ألعابهم المختلفة، ويتجمعون لتحويل ألعابهم الفردية إلى أنشطة جماعية، غير مدركين الأثر البيئي الكبير لهذه الألعاب، إلا أن الفرصة ما زالت سانحة لتغيير هذا الواقع.

ويُشكّل استهلاك الألعاب أحد العوامل المساهمة في تفاقم المشكلات البيئية وتغير المناخ على المستوى العالمي، وتزداد هذه المشكلة حدة خلال عيد الأضحى المبارك، حيث يشهد الاستهلاك ارتفاعاً ملحوظاً في شراء ألعاب الأطفال، ما يترتب عليه تأثير بيئي أكبر مقارنةً بالعام الماضي.

نفايات البلاستيك تحتوي على 6% من ألعاب الأطفال

تشير الإحصاءات إلى بيع 60 مليون دمية باربي سنوياً على مستوى العالم، وهو ما يُنتج انبعاثات كربونية تعادل تلك الناتجة عن حرق 381 مليون جالون من البنزين.

وفي فرنسا وحدها، يتم التخلص من 40 مليون لعبة سنوياً في مكبات النفايات، حيث تشكل الألعاب البلاستيكية ما نسبته 6% من إجمالي النفايات البلاستيكية العالمية، إلا أن الآثار السلبية لا تقتصر على هذه الأرقام الصادمة فحسب.

المخاطر البيئية لألعاب العيد

كشفت دراسة أجرتها جامعة إنديانا الأمريكية أن الألعاب البلاستيكية تمثل 90% من مبيعات الألعاب حول العالم، والمشكلة أنها تُصنع من مشتقات النفط، ما يجعلها تشكل تهديداً بيئياً متعدد الأوجه.

وأوضحت الدراسة أن هذه الألعاب تطلق خلال عملية التصنيع والاستخدام مجموعة من المواد الكيميائية السامة مثل النيكل وثلاثي كلورو الإيثان والأسيتون، وهي تحتاج إلى مئات السنين لتتحلل، ما يعني أن اللعبة البلاستيكية قد تعيش أضعاف عمر الطفل الذي لعب بها، إضافةً إلى إطلاقها غازات الدفيئة التي تفاقم أزمة المناخ خلال عملية التحلل.

كما تنتهي العديد من ألعاب الأطفال، خاصة خلال فترة عيد الأضحى في مكبات النفايات، ويتم حرق بعضها، ما يؤدي إلى إطلاق أبخرة سامة وزيادة كمية الكربون الموجودة في الغلاف الجوي.

حلول مبتكرة لألعاب عيد صديقة للبيئة

هناك فرصة كبيرة لتصميم ألعاب جديدة ومستدامة باستخدام مواد بديلة، وتعزيز جاذبيتها من خلال دمج ألوان زاهية وتصاميم جذابة وميزات تفاعلية، ومن خلال التركيز على المتانة وتجارب اللعب الجذابة، يمكننا جعل الألعاب غير البلاستيكية الخيار الأمثل للأطفال والعائلات، بحسب موقع «Green Leaf Toys».

وهناك طرق عديدة يمكن من خلالها التقليل من أثر ألعاب الأطفال على البيئة، وهي:

إعادة تدوير الألعاب

يمكن التخلي عن إلقاء الألعاب في النفايات وإطالة عمرها الافتراضي من خلال العناية بها وإصلاحها، إذ يمكن اتخاذ إجراءات بسيطة، مثل تنظيفها وإصلاح أجزائها المكسورة أو إعادة استخدامها، إضافةً إلى ذلك، عندما يكبر طفلك، فكر في التبرع بالألعاب للجمعيات الخيرية أو تبادلها مع عائلات أخرى بدلًا من رميها.

استخدام الخشب

يمكن استخدام الخشب في صناعة ألعاب الأطفال، فهو مصدر مستدام وقابل للتحلل الحيوي ومتين للعب على المدى الطويل، كما يمكن صناعة ألعاب بلاستيكية معاد تدويرها، عن طريق استخدام مواد معاد تدويرها.

ألعاب قطيفة

تُمثل الألعاب القطيفة المصنوعة من القطن العضوي بديلاً صديقاً للبيئة، حيث تُحشى بألياف قطنية طبيعية وتُصبغ بألوان مستخلصة من مواد طبيعية، تتميز هذه الألعاب بأنها:

- خالية من المواد السامة

- قابلة للتحلل البيولوجي

- ناعمة الملمس ومريحة للأطفال

- تحافظ على التربة ومصادر المياه

- تقلل من البصمة الكربونية

ويمكن أيضاً استخدام ألعاب الشاطئ المصنوعة من البلاستيك الحيوي المستخرج من قصب السكر، الذي يعد من المواد المتجددة والمحايدة كربونياً.

وأخيراً، يجب التحول نحو ألعاب العيد المستدامة، باستخدام مواد بديلة غير بلاستيكية، للحفاظ على بيئة نظيفة لأطفالنا في الأعياد القادمة.