عيد الأضحى وتحدي الهدر الغذائي.. إرشادات عملية للاستهلاك الواعي


محمد محسن
الجمعة 06 يونية 2025 | 11:25 صباحاً
هدر الطعام في عيد الأضحى
هدر الطعام في عيد الأضحى

يحتفل العالم الإسلامي بعيد الأضحى المبارك بإعداد كميات كبيرة من الأطعمة، سواء داخل الأسرة الواحدة أو بين الجيران والأصدقاء، حيث يتميز العيد بذبح الأضاحي وتوزيع لحومها، إضافةً إلى تحضير أصناف متنوعة من الأطباق، لكن ذلك يؤدي إلى هدر كميات كبيرة من الطعام وتراكم المخلفات، إذ تفوق الكميات المُعدَّة حاجة الأفراد بشكل ملحوظ.

 

ارتفاع معدلات الهدر خلال الأعياد

تتزايد معدلات هدر الطعام بشكل كبير خلال أيام الأعياد، ما يستدعي وعياً أكبر بكميات الاستهلاك، حيث تُقدِّر وكالة حماية البيئة الأمريكية أن النفايات المنزلية تزيد بنسبة تتجاوز 25% خلال فترات الأعياد، بينما تُشير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" إلى أن نحو ثلث الأغذية المُنتجة عالمياً يُهدر سنوياً، بما يعادل 1.3 مليار طن من الطعام، بقيمة تصل إلى تريليون دولار أمريكي.

الآثار البيئة لهدر الطعام

يترتب على هدر الطعام أضرار بيئية جسيمة، فعند التخلص منه في مكبات النفايات، يتحلل مُطلقاً غاز الميثان، وهو أحد غازات الدفيئة التي تفوق قدرتها على احتباس الحرارة ثاني أكسيد الكربون بـ25 مرة، ويبقى هذا الغاز في الغلاف الجوي لمدة تصل إلى 12 عاماً، ما يسهم في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.

إرشادات للحد من هدر الطعام في العيد

وفقاً لتوصيات موقع "Greeneration" المتخصص في البيئة والزراعة، والموقع الرسمي للأمم المتحدة، توجد عدة طرق فعالة لتجنب إهدار الطعام خلال عيد الأضحى، منها:

الطهي بكميات مناسبة

يُنصح بتقدير كميات الطعام بما يتناسب مع عدد أفراد الأسرة والضيوف، وتجنب الإفراط في إعداد أطباق تفوق الحاجة الفعلية.

التبرع ببقايا الطعام أو مشاركتها

تُعد مشاركة الطعام الفائض مع الجيران أو المحتاجين سلوكاً كريماً يعزز قيم التكافل الاجتماعي، كما أنه وسيلة عملية للحد من الهدر، ويمكن أيضاً التنسيق مع الجمعيات الخيرية لتوزيع الفائض على المستحقين.

إعادة تدوير بقايا الطعام

يمكن تحويل الأطعمة المتبقية إلى وجبات جديدة بإضافة بعض المكونات أو تغيير طريقة تقديمها، ما يُقلل الهدر ويوفر في النفقات.

تحويل النفايات العضوية إلى سماد

بدلاً من التخلص من بقايا الطعام في النفايات، يُفضل تحويلها إلى سماد عضوي يُغذي التربة، باستخدام حاويات خاصة أو إشراك الجهات المختصة في تدوير المخلفات.

الحفظ الفوري للفائض

في حال وجود كميات كبيرة من الطعام المطبوخ، يُوصى بحفظها فوراً في الثلاجة أو الفريزر لتناولها لاحقاً، أو تشجيع الضيوف على أخذ جزء منها إلى منازلهم.

يُعتبر عيد الأضحى مناسبةً للتكافل والعطاء، لكنه أيضاً فرصة لتعزيز الوعي البيئي وترشيد الاستهلاك، ومن خلال اتباع هذه الإرشادات، يمكننا تقليل الهدر والاستفادة المثلى من النعم، بما يحقق منفعة للفرد والمجتمع والبيئة.