أدرجت اللجنة الحكومية الدولية لحماية التراث الثقافي غير المادي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، تقليد صناعة الصابون الحلبي على قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية، باعتباره أحد رموز الإرث السوري الذي يجسد روح التعاون والإبداع بين المجتمع بأجياله المختلفة.
تاريخ صابون الغار الحلبي وفوائده
تعد صناعة الصابون الحلبي من أقدم الصناعات التجميلية في العالم، وتم اعتماده كأداة قوية للعناية بالجمال الطبيعي والبشرة لعدة قرون.
ويعود استخدام زيت الغار في صناعة الصابون الحلبي التقليدي إلى مدينة حلب القديمة، لما اشتهر به من خصائص منظفة وفوائد علاجية، جعلته أحد الموارد الطبيعية القليلة الآمنة على البشرة، والتي تقتل الجراثيم والبكتيريا بفاعلية.
مصدر الصورة: AFP
وحتى يومنا هذا، يظل صابون الغار أحد أكثر الوسائل الصحية للتنظيف اليومي الطبيعي للبشرة؛ لأن زيت الغار غني بالفيتامينات ومضادات الأكسدة التي تفيد وتغذي البشرة وتحميها من الإجهاد، وتعمل على ترطيبها وحمايتها.
كما يوفر زيت الغار حاجزاً طبيعياً ضد العوامل المسببة لجفاف الجلد؛ لذلك هو منظف لطيف وفعال ومفيد بشكل خاص للأشخاص ذوي البشرة الجافة أو الحساسة.
صابون زيت الغار صديق البيئة
يُصنع هذا الصابون من مكوّنات طبيعيّة دون الاعتماد على أي مواد كيميائيّة، كما أن صناعته تتم بشكل شبه يدوي، دون تلوث صناعي أو ضوضاء أو مخلفات بلاستيكية ضارة، وتعتمد الصابونة على زيت الغار أحد المكونات البرية، التي تحصد يدوياً من النباتات، مما يقلل البصمة البيئية للصابون على عكس المواد التجميلية التقليدية.
مصدر الصورة: AFP
وتعد أشجار الغار نباتاً مستداماً لأنها تعيش لمئات السنين، وتستهلك كمية قليلة جداً من الماء، بجانب دورها في تعزيز التنوع البيولوجي داخل الغابات، ويتميز زيت الغار بأنه قابل للتحلل البيولوجي بنسبة 100%، على عكس أغلب أنواع المنظفات التجارية المحملة بالمواد الكيميائية الصناعية، التي تتسرب إلى النظم البيئية المائية وتضرها.
كما يُستخرج زيت الغار من مصادر محلية ومستدامة، حيث تتجذر زراعة أشجار الغار لإنتاج الزيت داخل غابات البحر الأبيض المتوسط بالمنطقة العربية، وتعمل هذه الصناعة المستدامة على دعم صغار المزارعين وتساهم في تعزيز سبل عيش المجتمعات المحلية.
طريقة صناعة صابون الغار الحلبي
في البداية يجب العلم أن هناك فرقاً بين زيت ثمار الغار المستخدم في صناعة الصابون وزيت الغار العطري، فالأول زيت أساسي يستخدم في عملية التصبن، يبدأ استخراجه من حبات الغار البرية بالغابات بعد قطفها أثناء موسم الخريف، ثم يتم غليها في الماء حتى تنقسم، وعندما يرتفع الزيت إلى السطح، يتم فصله جيداً، أما زيت الغار العطري فهو مجرد زيت عطري.
ويمكنك إعداد صابون الغار الحلبي بالطريقة الباردة -دون استخدام الموقد- لتقليل التكلفة البيئية، باتباع الخطوات التالية:
المكونات
زيت الزيتون الممتاز 700 جرام
زيت الغار الحلبي 180 جراماً
ماء الورد 250 مل
الأدوات:
- وعاء مناسب
- خلاط اليدوي
- قوالب صابون
الطريقة
- أضف زيت الزيتون الممتاز وزيت الغار الحلبي، وامزجهما جيداً باستخدام الخلاط اليدوي.
- أضف ماء الورد تدريجياً إلى المزيج واستمر في التحريك لمدة 10 دقائق.
- عندما يتماسك اسكبه في قالب الصابون.
- اترك الصابون لمدة 24 ساعة، ثم أخرجه من القالب وقم بتقطيعه إلى مكعبات متوسطة الحجم، ثم خزنه على الأقل لمدة 6-8 أسابيع، ووفقاً للتقاليد الحلبية يتم تخزينه لمدة تتراوح بين 6 إلى 9 أشهر حتى يجف مع ضمان تعقيمه بشكل جيد.
كلما تعمق العلم أكثر في مجال العناية بالبشرة، فإننا نكتشف أن فوائد العلاجات القديمة التي تم اختبارها على مر الزمن هي الأفضل، بفضل خصائصها التي تقدم حلولاً طبيعية وفعالة للحصول على بشرة مشرقة وصحية بأقل التكاليف البيئية والمناخية.