اختياراتنا البسيطة عند الشراء تؤثر سلباً أو إيجاباً على البيئة ومواردها المحدودة؛ فنمط الاستهلاك الحالي، حتى في عالمنا العربي، يُشجع على تراكم المقتنيات غير الضرورية، التي قد ينتهي بها الحال حبيسة خزانة غرفتنا، أو في مكبات النفايات.
التبرع بالممتلكات الزائدة وإتاحتها للذين يحتاجون إليها بدلاً من بحثهم عن منتجات جديدة، يمثل حلاً فعالاً للتخفيف من هذا استنزاف موارد الأرض.
مرسال شوب
في 2024، افتتحت مؤسسة مرسال، وهي مؤسسة مصرية غير ربحية تعمل في قطاع الرعاية الصحية، متجر "مرسال شوب" لبيع الأغراض التي يتبرع بها أصحابها، وتوجيه العائدات القادمة منه لصالح المرضى الذين ترعاهم المؤسسة.
البداية من الخارج
فكرة إنشاء المتجر الموجود الآن في حي مصر الجديدة بالعاصمة المصرية القاهرة، راودت الرئيس التنفيذي للمنظمة ومؤسستها هبة راشد، خلال وجودها في المملكة المتحدة، واكتشافها وجود أعداد كبيرة من المتاجر التي تعمل بشكل دوري ومنتظم عن طريق جمع التبرعات العينية، وإعادة بيعها للجمهور، وتشهد إقبالاً من الجمهور.
في حديثه إلى "جرين بالعربي"، يروي أحمد عبد الستار مدير متجر "مرسال شوب" كيف بدأت المؤسسة بدراسة الفكرة، وبحث تطبيقها في مصر، حتى تمكنت بالفعل من القيام بذلك، وافتتاح متجر "بمفهومه المتكامل"، و"الأول" من نوعه في مصر.
تنوع المنتجات
هناك رابط يجمع بين المقتنيات التي تستقبلها المؤسسة وهي أن غالبيتها من المنتجات الفاخرة، بين تلك الجديدة التي يتبرع بها أصحابها، وبين المستعملة استعمالاً خفيفاً، ومن بينها الملابس، والأجهزة الإلكترونية، والمنزلية، والأثاث، والساعات، والحقائب المستوردة، والعطور، والتحف، وغيرها.
يلفت "عبد الستار" إلى التنوع الشديد في الفئات العمرية والاجتماعية التي تقبل على الشراء من المتجر، والتي تتنوع جنسياتهم كذلك بين المصريين والأجانب، مضيفاً أن السر في ذلك هو توافر كافة الاحتياجات التي تناسب فئات مختلفة، بل أن بعض المعروضات -التي تبرع بها أصحابها- يصعب الحصول عليها من المراكز التجارية الكبرى.
التحدي الأكبر الذي ظنت إدارة المؤسسة أنه سيواجهها عند بدء المشروع هو مدى تقبل الجمهور لفكرة شراء تلك المقتنيات، لكن "عبد الستار" أشار -في حديثه إلينا- إلى رد الفعل الإيجابي على المشروع بمجرد الإعلان عنه على منصات التواصل الاجتماعي، والاستفسارات التي انهالت على المؤسسة بخصوصها.
وخلال أشهر قليلة، اقترب عدد متابعي صفحة "مرسال شوب" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" من 10 آلاف متابع.
أوضح مدير "مرسال شوب" أن تشجيع المؤسسة الأفراد للتبرع بالمقتنيات التي لا يستخدمونها، وإقناعهم بشراء من المتجر، يضمن عدة فوائد بدايةً من استدامة الدخل للمؤسسة، والمساهمة في علاج المزيد من المرضى، إلى جانب المحافظة على البيئة.
