هل يمكن أن يتحول كل منا إلى ناشط بيئي في المنطقة التي يعيش بها؟ جانب جديد من التطوع تركز عليه إحدى المنظمات غير الحكومية في العراق الذي ساهم التغير المناخي فيه أن يصبح بين قائمة أكثر بلدان العالم معاناة من شح المياه.
تطبيق جديد
تسعى جمعية "حماة دجلة"، وهي منظمة عراقية غير ربحية معنية بحماية الموارد المائية، إلى تعزيز جهود الرصد، من خلال الإعلان عن قرب إطلاق تطبيق جديد يحمل اسم "أورا"، وهو الاسم القديم لمدينة "أور" السومرية، يتيح للمتطوعين والناشطين إضافة معلومات حول ما يرصدونه من أمور بيئية مثل جودة المياه، ومستوياتها، لتبدأ الجمعية لاحقاً العمل على تدقيق تلك البيانات.
في حديثه إلى "جرين بالعربي"، يشير نصير باقر الرئيس التنفيذي لجمعية "حماة دجلة" إلى أن مشروع التطبيق يهدف إلى تنظيم عملية الرصد البيئي، من خلال إشراك المجتمع في هذا الدور، سعياً إلى خلق وعي بيئي سليم، والمساهمة في الضغط على أصحاب القرار للحد من مصادر من التلوث، والمخاطر الناتجة عنها.
آثار اجتماعية خطيرة
تحدث الرئيس التنفيذي للجمعية -في حديثه إلينا- عن الآثار الاجتماعية التي خلفها نقص المياه لا سيما في منطقة الأهوار الوسطى الواقعة جنوبي العراق، كهجرة السكان من الريف إلى المدن، مضيفاً إلى أن تلك الظاهرة بدأت منذ فترة طويلة في العراق، ما شكل ضغطاً هائلاً على المناطق الحضرية.
وفقاً لاستطلاع نشره المجلس النرويجي للاجئين في عام 2023، فإن 60% من المزارعين العراقيين اضطروا إلى تقليل كميات المياه التي يستخدمونها في الزراعة، أو تقليل المساحات التي يزرعونها بسبب الجفاف الذي يفاقمه التغير المناخي.
خطر الانتحار
لكن الأمر لا يقتصر على خسارة المحاصيل أو الاضطرار إلى الهجرة من منطقة إلى اخرى، إذ لفت الرئيس التنفيذي للجمعية إلى إحدى الحالات التي رصدتها بانتحار أحد مربي الماشية بعد نفوق الرؤوس التي يربيها بفعل الجفاف.
هناك أزمة أخرى، أشار إليها الرئيس التنفيذي للجمعية وهي عدم امتلاك العراق البنى التحتية اللازمة لاستغلال فترات الأمطار التي زادت معدلاتها بفعل عوامل التغيرات المناخية.
"حماة دجلة" تنفذ كذلك مشروعاً آخر لتحسين إدارة الموارد المائية في محافظة "نينوي"، الواقعة شمالي البلاد، إذ يشير "باقر" إلى أن الجمعية أعدت خارطة للمخاطر التي تهدد مصادر المياه، وطرق إدارتها، وأنها تعمل مع المزارعين لتعزيز وعيهم حول الحفاظ على موارد المياه.
إحدى الجلسات التي شملها المشروع، ونقلتها الصفحة الرسمية للمنظمة على "فيس بوك"، تضمنت محاضرة لمجموعات من نساء المنطقة حول ترشيد استهلاك المياه.
مصدر الصورة" الفاو
الفئة الأخرى التي تعمل المنظمة على استهدافها هي فئة الطلاب لرفع وعيهم البيئي، وتمكينهم من إحداث فارق يؤدي إلى تبني الإجراءات المطلوبة لحماية المياه والبيئة.
الفنون والرياضة داعم أساسي
لفت "باقر" -في حديثه إلينا- إلى الطرق المختلفة التي عملت من خلالها الجمعية على التوعية بقضايا البيئة، من بينها الاعتماد على الفنون والرياضة، مشيراً إلى بطولة كرة القدم التي نظمتها المؤسسة مؤخراً في مدينة تلعفر بمحافظة نينوي، والتي شملت رسائل بيئية توعوية.
كما نظمت الجمعية عدداً من معارض الكاريكتير، والصور الفوتوغرافية التي تنقل القضايا البيئية، من بينها معرض "الأهوار ورحلة الحياة والموت" الذي نظمته عام 2022، بالتعاون مع منظمة طبيعة العراق.