بعد ساعات طويلة من المفاوضات، توصلت الدول المشاركة في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخي "COP 29" من التوصل إلى اتفاق بشأن هدف جديد للتمويل المناخي، أبرز القضايا المطروحة على طاولة المؤتمر.
1.3 تريليون دولار
وشهدت العاصمة الأذربيجانية باكو تعهد الدول الغنية، صاحبة النصيب الأكبر من انبعاثات غازات الدفيئة، بتقديم 1.3 تريليون دولار أمريكي سنوياً للبلدان الفقيرة بحلول عام 2035، للتكيف مع آثار التغيرات المناخية، ولدعم تحول تلك البلدان إلى الاقتصاد منخفض الكربون.
وعلق سيمون ستيل الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC) على الأمر، قائلاً "لقد كانت رحلة طويلة، لكننا نجحنا في التوصل إلى اتفاق".
مصدر الصورة: رويترز
نقاط مؤجلة
وتقتصر قيمة المنح والقروض المنخفضة الفائدة من هذا المبلغ على 300 مليار دولار أمريكي، بينما سيكون مصدر المبالغ المتبقية من استثمارات القطاع الخاص، وبعض المصادر الأخرى التي لم يجر الاتفاق عليها بعد مثل رسوم على السفر المتكرر الذي يساهم في زيادة انبعاثات غازات الدفيئة.
ومن المتوقع أن تشهد القمة القادمة المقرر انعقادها في البرازيل في عام 2025، تحديد المزيد من تلك النقاط.
الاتفاق جاء بعد موجة من الانتقادات التي طالت اقتراح سابق بأن تقدم البلدان الغنية 250 مليار دولار أمريكي سنوياً، للبلدان الفقيرة التي لا يمكنها الصمود أمام آثار التغيرات المناخية، إذ وصف البعض الاقتراح بـ"مزحة"، واعتبرها آخرون "إهانة"، حسبما نقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
على سبيل المثال، أشار خوان كارلوس ممثل دولة بنما، الواقعة في أمريكا الوسطى، إلى أن ذلك المبلغ لن يمثل أي شيء، إذا ما جرى توزيعه، ونحن نواجه أعباء تقدر بالمليارات إثر موجات الفيضانات والجفاف التي عانينا منها".
لكن البعض انتقد كذلك الاتفاق الجديد الذي منح مهلة للدول المتقدمة، من بينهم محمد عدو، مدير مؤسسة "Power Shift Africa"- معهد بحثي معني بالطاقة المتجددة مقره العاصمة الكينية نيروبي- والذي أشار إلى أن سكان البلدان الأكثر هشاشة يفقدون مصادر دخلهم ، بل وحياتهم حالياً، وفقاً لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
مسؤولية تاريخية
وتسببت الصين، والولايات المتحدة الأمريكية، والهند، وبلدان الاتحاد الأوروبي في عام 2023، في انبعاث القدر الأكبر من انبعاثات غازات الدفيئة التي تزيد درجة حرارة كوكب الأرض، وفقاً لإحصائيات الاتحاد الأوروبي.
لكن الترتيب يختلف إذا ما نظرنا إلى الأمر من زاوية تاريخية، فالولايات المتحدة الأمريكية تتصدر قائمة البلدان المسؤولة بـ20% من الانبعاثات التي انطلقت إلى الغلاف الجوي في الفترة بين عامي 1850 إلى 2021، وفقاً لتحليل موقع "Carbon Brief".
على الجانب الآخر، فإن إفريقيا، التي تقل نسبة مساهمتها في الانبعاثات الكربونية عن 5% من إجمالي الانبعاثات العالمية، تواجه نصيب ضخم من الكوارث الطبيعية، لدرجة أن 35% من الوفيات التي نتجت عن الكوارث الطبيعية بين عامي 1970 و2021 وقعت على أراضيها، بحسب إحصائيات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.