5 أسئلة هامة حول COP 29.. "جرين بالعربي" تقدم لكم الإجابات


سلمى عرفة
الاحد 10 نوفمبر 2024 | 12:38 مساءً

يجتمع قادة وممثلو بلدان العالم من جديد في موعدهم السنوي عبر "COP 29"، للحديث عن التغير المناخي الذي بات الخطر الأكبر الذي يهدد الأرض التي نتشارك الحياة عليها، بما يصاحبه من كوارث طبيعية لا حصر لها، ولمحاولة تقييم التقدم الذي أحرزه العالم إلى يومنا هذا على طريق تخفيف الأضرار الناتجة عنه، ووضع الخطط المستقبلية لمواجهتها.

وتشهد العاصمة الأذربيجانية باكو انعقاد الدورة التاسعة والعشرين من مؤتمر المناخ المعني بالتغير المناخي "COP 29" في الفترة بين 11 إلى 22 نوفمبر 2024.

ما هو مؤتمر "COP"؟

هو اجتماع سنوي يجمع البلدان التي وقعت على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ عام 1992، وعددهم 197 دولة، بعد عامين فحسب من إصدار الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي تقريرها الأول حول الظاهرة، لتنعقد الدورة الأولى من المؤتمر في العاصمة الألمانية برلين عام 1995.

مصدر الصورة: Dpa Picture Alliance/Alamyمصدر الصورة: Dpa Picture Alliance/Alamy

الاتفاقية التي يحمل المؤتمر اسمها تهدف إلى مواجهة زيادة غازات الدفيئة في التي تتسبب في ارتفاع درجة حرارة الأرض، لمنع "التدخل الخطير" للأنشطة التي يمارسها البشر في المناخ.

تلك الاتفاقية لحقها عدداً من الخطوات الهامة لمواجهة الاحتباس الحراري من بينها إصدار بروتوكول كيوتو الموقع عام 1997، والتصديق على اتفاقية باريس عام 2015، والتي تهدف إلى قصر معدل زيادة درجة حرارة الأرض على 1.5 درجة، مقارنة بعصر ما قبل الصناعة.

ما أهم نتائج "COP 28"؟

خلال النسخة السابقة من المؤتمر التي انعقدت في مدينة دبي الإماراتية، أعلنت الدول المجتمعة هدفاً جديداً بمضاعفة حجم إنتاج الطاقة المتجددة بفارق 3 أضعاف بحلول 2030، أي خلال سبع سنوات فحسب من عقد تلك النسخة.

لكن النتيجة الأبرز تمثلت في الإقرار بإنشاء صندوق الخسائر والأضرار الذي يهدف إلى تعويض البلدان الأكثر تضرراً من آثار التغيرات المناخية، لتنهال تعهدات التمويل من بلدان مختلفة، والتي بلغت ما يتجاوز 600 مليون دولار أمريكي، وفقاً لموقع "UNFCC".

وتعود فكرة الخسائر والأضرار إلى بداية تسعينيات القرن الماضي، حين طالبت الدول الجزرية بأن تتحمل البلدان الصناعية تكلفة حمايتها من مخاطر ارتفاع مستوى سطح البحر.

ما أبرز القضايا المطروحة في "COP 29"؟

لازالت قضايا التمويل تتصدر قائمة أولويات مؤتمر المناخ، حتى أطلق عليه "كوب التمويل"، فعلى الدول المجتمعة أن تضع آليات لكيفية عمل صندوق الخسائر والأضرار.

رئاسة مؤتمر "COP29" أعلنت، عبر موقعها الرسمي، العمل، خلال تلك النسخة، مع البلدان التي سبق أن تعهدت بدعم الصندوق، بتحويل تلك التعهدات إلى تمويل ملموس يجري توزيعه للمرة الأولى خلال عام 2025.

كما سيكون على أعضاء المؤتمر بحث قضية "الهدف الكمي الجماعي الجديد"، لسد فجوة التمويل.

في عام 2009، أعلنت الدول المتقدمة- وهي صاحبة النصيب الأكبر من الأنشطة الملوثة- تعهدها بأن تتشارك في تقديم 100 مليار دولار أمريكي سنوياً بحلول عام 2020 لدعم جهود حماية الأرض في البلدان النامية، وهو الهدف الذي لم يتمكنوا من تحقيقه حتى عام 2022، في الوقت الذي جرى في الاتفاق على ضرورة وضع هدف جديد.

وفقاً لموقع منظمة منتدى الاقتصاد العالمي، فإن كافة النقاط المتعلقة بالهدف الجديد لا تزال محل خلاف بين البلدان المختلفة، بداية من الهدف نفسه، ومسؤولية الأطراف المساهمة، وأوجه إنفاق تلك الأموال.

ما الجديد في "COP 29؟

مسؤولو الأمم المتحدة أعلنوا أن النسخة التاسعة والعشرين من المؤتمر ستشهد إتاحة فرصة أكبر للمنظمات غير الحكومية من البلدان النامية للحضور، بناء على طلب من حكومات مختلفة لمواجهة عدم التوازن الذي شهدته النسخ السابقة من المؤتمر، لكن تلك الخطوة أثارت استياء عدداً من المنظمات الغربية التي حصلت على مقاعد أقل.

في دليل المراقبين الذي أصدرته الأمم المتحدة، أشار الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ سيمون ستيل إلى أن طريقة سير المؤتمر، وشكل المشاركة به لابد أن يعكس حقيقة تأثير التغير المناخي على المجتمعات في كل جزء من أجزاء العالم.

كيف حال الأرض الآن؟

يأتي انعقاد "كوب 29" بعد أشهر قليلة من تسجيل درجات حرارة قياسية خلال صيف 2024، ليصبح الصيف الأكثر سخونة منذ بدء تسجيل البيانات.

وتوقع علماء مرصد "كوبرنيكوس" لتغير المناخ التابع للاتحاد الأوروبي بأن يكون العام الجاري الذي قارب على الانتهاء هو العام الأعلى في درجة الحرارة منذ بدء تسجيل البيانات، وأن تصل خلاله درجة حرارة الكوكب إلى أكثر مما كانت عليه قبل عصر الصناعة بـما يزيد عن 1.5 درجة.

أما عن مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي فاستمرت في الزيادة حتى تخطت في سبتمبر 2024، 422 جزء في المليون، مقابل أقل من 419 جزء في المليون في الشهر نفسه من العام الماضي، قبل انعقاد "COP28".