من برك المياه إلى حمامات السباحة.. ماذا تفعل العواصف المتطرفة بالتماسيح؟


مروة بدوي
السبت 10 اغسطس 2024 | 10:18 مساءً
هروب التماسيح بسبب العواصف المتطرفة
هروب التماسيح بسبب العواصف المتطرفة

الصور المزيفة لأسماك القرش في الشوارع الأمريكية التي غمرتها إحدى العواصف شائعة للغاية، حتى إن البعض أنشأ لها صفحات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن هل ستصدق إن رأيت تمساحاً في حوض سباحة بأحد الأفنية الخلفية؟ هذه حقيقة بالنسبة إلى العديد من الأمريكيين في ولايات فلوريدا وجورجيا وكارولينا، خاصة مع هبوب العواصف المتطرفة

هروب التماسيح بسبب العواصف المتطرفةهروب التماسيح بسبب العواصف المتطرفة

العواصف الاستوائية

هبوب العاصفة الاستوائية "ديبي" أحدث تغييرات بيئية كبيرة في ولاية كارولينا الجنوبية؛ ما أجبر الحيوانات البرية – ومنها التماسيح – على البحث عن موائل جديدة.

التماسيح وسمك السلور، وهما من الزواحف والأسماك التي تتكيف بشكل جيد مع البيئات المائية، وجدت في مياه الفيضانات فرصة للتوسع في مناطق جديدة.

وفي مشهد استثنائي، التقط روبرت مووس ريني مقطع فيديو لتمساح ضخم يتجول ببطء عبر طريق غارق في مياه الأمطار، قبل أن يستقر لبرهة في بركة مائية. تعليق ريني على هذا المشهد يعكس دهشة الجميع: "تخيل أنك تسير في طريق مزدحم وترى هذا المخلوق الضخم أمامك"، بحسب تقرير نشره موقع هيئة الإذاعة البريطانية "BBC".

ووثق العديد من السكان مشاهدات لحيوانات برية تخرج من موائلها الطبيعية؛ ما يؤكد تأثير العواصف الاستوائية على التنوع البيولوجي في المنطقة.

هروب التماسيح بسبب العواصف المتطرفةهروب التماسيح بسبب العواصف المتطرفة

آراء الخبراء والسكان

يقول خبراء الحياة البرية إن التماسيح لا تبتعد عادةً عن موطنها الطبيعي؛ هي تلتصق بالمياه العذبة، وتحب أن تحفر تحت الماء عندما تشعر بقدوم عاصفة، حسبما ذكرت صحيفة ساوث كارولينا.

ولكن ليس من غير المعتاد رؤية التماسيح وغيرها من كائنات الأراضي الرطبة؛ حيث تلتقي الأحياء والمشاريع السكنية، مثل ملاعب الجولف مع برك المياه العذبة والأنهار والأراضي الرطبة.

هروب التماسيح بسبب العواصف المتطرفةهروب التماسيح بسبب العواصف المتطرفة

وفي هذا الصيف، يُنسب إلى إعصار بيريل والعاصفة الاستوائية ألبرتو دفع ما يقرب من 200 تمساح لاستكشاف مناطق أكثر اكتظاظاً بالسكان في تاماوليباس، وهي ولاية مكسيكية تقع على الحدود مع تكساس، حسبما ذكرت صحيفة أوستن أميركان. وفي ولاية كارولينا الجنوبية، تظهر العديد من مقاطع الفيديو خروج التماسيح على الطرق.

ويوضح السيد ريني – وهو وكيل عقارات في ولاية كارولينا الجنوبية – لـ"بي بي سي" أنه يعيش على الجزيرة – وهي وجهة شهيرة لقضاء العطلات – منذ عام 1981، ويضيف أن السكان يحاولون تجنب البحيرات التي تعيش فيها التماسيح، ولكن من الصعب رصدها بين أوراق الشجر وفي المياه العكرة، وخاصةً بعد العواصف.

وأردف أن التماسيح لا تزعج الإنسان إن لم يزعجها، لكنها على كل الأحوال حيوانات برية، ولا يمكن التنبؤ بتصرفاتها، لافتاً إلى أنه غالباً ما يضطر إلى تحذير المشترين من خارج المدينة، وخاصةً الذين لديهم أطفال صغار أو حيوانات أليفة.

تثير هذه الحيوانات البرية الخوف في جميع أنحاء الساحل الجنوبي للولايات المتحدة؛ نظراً إلى حجمها وأفواهها الكبيرة ومظهرها الذي يعود إلى عصور ما قبل التاريخ، ويبلغ طول أنثى التمساح نحو 10 أقدام، على الرغم من أن ذكور التمساح يمكن أن تنمو إلى حجم أكبر.

هروب التماسيح بسبب العواصف المتطرفةهروب التماسيح بسبب العواصف المتطرفة

وبينما تُفضِّل التماسيح أكل الأسماك والبرمائيات والثدييات الصغيرة، فإنها تعض بفكيها أي شيء يقترب منها كثيراً. وتحذر لجنة حماية الأسماك والحياة البرية في فلوريدا من أنه حتى في الأحياء التي تعلَّم السكان فيها التعايش مع التماسيح، فإن "احتمال الصراع" يظل قائماً دائماً، لكن إذا تم التعامل مع التماسيح بحذر والبعد عنها، فإنها تميل إلى البقاء بمفردها.

حيوانات أخرى

ليس التمساح فقط من يحاول الهروب من العواصف؛ حيث أوضحت عدة مقاطع فيديو ظهور سمك السلور العملاق داخل برك المياه وفي الممرات في ولايتَي فلوريدا وكارولينا الجنوبية بعد وصول الإعصار ديبي. وقد لفتت هذه المقاطع المصورة الانتباه إلى أنواع من الأسماك تنتمي إلى جنوب شرق آسيا، وتعتبر من الحيوانات الغازية وغير المرغوب فيها، وفقًا لتقارير شبكة سي بي إس الأمريكية.

ورغم خطورة التماسيح أو الأسماك الغازية، يؤكد الخبراء أن الخطر الحيواني الأكبر الذي يهدد البشر في مياه الفيضانات هو الثعابين، التي يصعب رصدها، وتمثل مصدر تهديد كبير للإنسان.

وأخيراً، تجدر الاشارة الى أن البشر قد يشكلون تهديداً لهذه الحيوانات البرية؛ ففي بعض الأحيان، يصطدم بها السائقون أثناء محاولتهم التنقل على الطرق تحت المطر، كما أنها قد تموت في مصارف مياه الأمطار وغيرها من البنى التحتية، وهي تبحث عن مكان تلجأ إليه للنجاة من العواصف المتطرفة.