تساهم الأحداث العالمية في إعادة تشكيل مفاهيم الحياة وأسلوبها، ومنها صناعة السفر التي تتأثر اتجاهاتها بالقضايا التي تشغل العالم. وفي موسم صيف وخريف 2024 تلعب الأمور البيئية دوراً كبيراً في توجيه رؤية المسافرين، الذين يُقدِّرون التجارب العميقة ذات الأثر الإيجابي، والممارسات السياحية المسؤولة من أجل مساعدة كوكب الأرض على البقاء.
إذا كنتم تخططون للسفر، فإن "جرين بالعربي" تقدم لكم ٤ أفلام سينمائية شهيرة، تساعدكم في التعرف على أحدث اتجاهات السفر الصديقة للبيئة هذا الموسم.
السياحة الفلكية وفيلم "الأسد الملك"
تتصدر السياحة الفلكية ترند السفر هذا العام، وتهدف إلى مشاهدة الظواهر الفلكية، وقضاء الليالي تحت السماء مع التحديق في النجوم والكواكب والأبراج العلوية، وتلائم العائلات والأطفال الذين يتطلعون إلى معرفة المزيد عن الكون والطبيعة.
تمثل السياحة الفلكية شكلاً من أشكال السياحة الصديقة للبيئة؛ لأن كل الأنشطة التي يمارسها السائح تركز على مراقبة النجوم بعيداً عن صخب المدن، ولا ينتج عنها كثير من الانبعاثات، بل على العكس؛ يحث هذا الاتجاه السياحي المسافر على البعد عن التلوث والازدحام، والحفاظ على صفاء الأجواء من أجل الاستمتاع بالتجربة.
تجربة سياحية تخلق وعياً بالطبيعة وتزيد التواصل بين الإنسان والكون بوجه عام، وتتجسد أمامك هذه التجربة في أحد المشاهد الشهيرة من فيلم The lion King؛ فقد كان التحديق في النجوم هو وسيلة "سيمبا" بطل فيلم الرسوم المتحركة للاسترخاء مع أصدقائه والتواصل مع الماضي واستعادة ذكرياته مع والده الملك موفاسا.
أفلام اتجاهات السفر البيئي2024
السياحة الفلكية في العالم العربي
حتى تصبح السياحة الفلكية تجربة بيئية متكاملة، يمكنك البعد عن السفر لمسافات طويلة؛ لتخفيض الانبعاثات الكربونية لرحلات الطيران، واختيار وجهة عربية مثل تجربة تأمُّل النجوم في مدينة العلا السعودية، مع استكشاف سحر الصحراء ونجوم السماء في الهواء الطلق بين التضاريس الصحراوية الرائعة.
وهناك رحلات الرصد الفلكي في مصر التي تتميز بتنوع المناطق، سواء في سيناء أو الصحراء الغربية والسماء الصافية فترة طويلة خلال العام، مع الاستمتاع بالاستماع إلى حكايات وأساطير الميثولوجيا العربية والإغريقية عن الفلك.
سياحة القطار وفيلم "السائح"
أدى الوعي المتزايد بقضية المناخ إلى إحياء فكرة السفر بالسكك الحديدية من جديد لتقليل الانبعاثات الناتجة عن قطاع الطيران المسؤول عن نحو 10٪ من إجمالي انبعاثات وسائل النقل العالمية. وتشير منصات حجز السفر إلى تزايد الطلب على رحلات السكك الحديدية الفاخرة، حسب موقع CONDÉ NAST TRAVELER.
أفلام اتجاهات السفر البيئي2024
كان السفر بالقطار متعة كبيرة، لكنها اختفت إبان الحرب العالمية الثانية. وفي عام 2024 تعود سياحة القطار واحدةً من أحدث صيحات السفر التي تهدف إلى خلق ممارسات سياحية مسؤولة وأكثر استدامةً، وخاصة أن خطوط القطارات ذات التصميم الجديد تنافس أرقى الفنادق؛ ما يجعل الفائدة البيئية مضاعفة؛ لأن سياحة القطار تخفض الرحلات الجوية وأيضًا عدد الحجرات الفندقية التي يحجزها السائح ومن ثم تقلل الأضرار الناتجة عنهما.
وتركز موجة جديدة من خطوط السكك الحديدية على الانغماس بشكل أعمق في الثقافة، وتغيير المناظر الطبيعية للوجهات بعيدًا عن المسارات التقليدية. ومع تزايد الطلب، تخطط المنصات العالمية لرحلات القطار، مثل "Railbookers" لإطلاق خط سير القطار الفاخر الذي سوف يعبر أربع قارات و13 دولة في رحلة تستغرق 80 يومًا حول العالم.
تُعَد سياحة القطار بمنزلة رحلة أسطورية عبر المناظر الطبيعية، سوف تتجسد أمامك هذه المغامرة بكامل تفاصيلها عند مشاهدتك فيلم The Tourist بطولة جوني ديب وأنجلينا جولي، ولقاءهما على متن القطار في إيطاليا.
أفلام اتجاهات السفر البيئي2024
تبادل المنازل في العطلات وفيلم "الإجازة"
على الرغم من أن تبادل المنازل خلال السفر كان معروفاً منذ عقود، فإنه بسبب الظروف الاقتصادية، وانتشار العديد من المنصات الجديدة التي تقدم هذه الخدمة في عدة مناطق حول العالم؛ تزداد شعبية العطلات المعتمدة على مبادلة المسكن مقارنةً بالعطلة التقليدية.
تقدم تجربة تبادل المنازل فرصة الاستمتاع بنوع مختلف من الإجازة للعائلات والأصدقاء، كما تتمتع بالعديد من الفوائد؛ منها توفير التكاليف، وتأمين مكان إقامة أفضل وأكثر اتساعًا وراحةً بدلاً من الفنادق الباهظة الثمن. وبالإضافة إلى الراحة والفوائد المادية، تتيح مقايضةُ المنازل الانغماسَ في الثقافة المحلية.
أما من الناحية البيئية، فإن تبادل السكن يعتبر خياراً رائعاً مقارنةً بالفنادق؛ لأنه يقلل من آثار البيئة السلبية للفنادق المسؤولة عن الاستهلاك المفرط للموارد والطاقة، وتلوث المياه، وإنتاج النفايات الصلبة، وتغير المناظر الطبيعية، وتلوث الهواء، وزيادة النفايات داخل الوجهات السياحية.
هل تبادل المنزل خلال السفر يقدم تجربة سياحية ممتعة؟ قد تجد الإجابة في فيلم The Holiday؛ حيث تبادلت كاميرون دياز المسكن والسيارة في فترة الإجازة مع كيت وينسلت بعد أن اتفقتا على أن تسافر كل منهما إلى بلد الأخرى، وخلال الأحداث قد تجد الإجابة وكيف تغيرت حياة كل منهما بعد السفر وتبادل السكن.
أفلام اتجاهات السفر البيئي2024
السفر الصامت وفيلم "منتصف الليل في باريس"
يوفر السفر الصامت فرصة لاستعادة ضبط النفس والتعافي، وهو نوع من الرحلات الواعية التي تشمل خلوات التأمل الصامت والمنتجعات الطبيعية المنعزلة، وخلوات النوم، والفنادق الهادئة، وجولات المشي الصامتة، وحتى الحفلات الصامتة.
بسبب التوتر والوقت الذي يقضيه البشر أمام الشاشات، يبحث الكثير منا عن طرق للهروب من ضجيج الحياة، الذي تغذيه التكنولوجيا واحتضان الهدوء، وما يترتب على ذلك من آثار صحية؛ حيث تشير إحدى الدراسات الحديثة إلى أن الصمت قد يساعد في تحفيز نمو الدماغ.
أما من الناحية البيئية، فيعد السفر الصامت جزءاً من التحرك نحو سياحة أكثر استدامةً لا تستهلك الكثير من موارد البيئة، وتقديم تجارب طبيعية فريدة في مساحات هادئة خالية من الصخب؛ ما يقلل التلوث الضوضائي للحياة البرية المحيطة، كما أن جولات المشي الصامتة تخفض الأنشطة البشرية التي تولد الانبعاثات الكربونية.
أفلام اتجاهات السفر البيئي2024
اكتشاف المدن والعالم من خلال المشي والتأمل لا يساعد البيئة فقط، لكنه قد يتحول إلى مغامرة تُغيِّر نظرتك إلى الحياة، وتكتشف بها نفسك من جديد، كما حدث مع بطل واحد من أشهر الأفلام في القرن العشرين Midnight in Paris، بعد أن قرر أن يكتشف "باريس" بعيداً عن وجهها الصاخب، ويستمتع بشوارعها الهادئة سيراً على الأقدام.