7 مصادر خفية وصادمة تطلق غاز الميثان في الغلاف الجوي


مروة بدوي
الجمعة 19 يوليو 2024 | 07:10 مساءً

غاز الميثان هو أحد الغازات الدفيئة القوية، وهو ثاني أكبر مساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري بعد ثاني أكسيد الكربون، ولقد تضاعف في الغلاف الجوي خلال المائتي عام الماضية.

ويقدر العلماء أن هذه الزيادة مسؤولة عن 20 إلى 30% من ارتفاع درجات الحرارة العالمية منذ الثورة الصناعية، حيث يحبس جزيء الميثان الحرارة بشكل أكبر من جزيء ثاني أكسيد الكربون، رغم أن عمر غاز الميثان في الغلاف الجوي أقصر من ثاني أكسيد الكربون الذي يمكن أن يستمر لمئات السنين أو أكثر.

ربما يكون من السهل نسبياً قياس كمية غاز الميثان في الغلاف الجوي، لكن من الصعب تحديد مصدره، لذلك يستخدم علماء ناسا عدة طرق لتتبع انبعاثات غاز الميثان، وقد توصلوا إلى أن 60% من انبعاثات غاز الميثان العالمية تأتي من الأنشطة البشرية ، ويتصدرها الزراعة والوقود الأحفوري، بينما نسبة 40% المتبقية تنتج عن مصادر طبيعية.

وفي هذا التقرير ترصد جرين بالعربي أكبر المصادر الخفية لإطلاق غاز الميثان في العالم..

الطاقة الكهرومائية

من غير المتوقع أن تكون الطاقة النظيفة مسئولة عن إطلاق هذا الغاز الدفيء القوي، لكن في الحقيقة تعد السدود الكهرومائية وخزاناتها واحدة من أكبر مصادر غاز الميثان المتسرب من المياه، يأتي غاز الميثان من المواد المتحللة في قاع الخزانات، والتي يتم إطلاقها عندما تتدفق المياه عبر التوربينات التي تولد الكهرباء.

وتشير دراسة أمريكية- كندية منشورة على موقع مكتبة Wiley Online Library الأمريكية، أنه خلال بناء السدود على ضفاف الأنهار، أنشأ البشر ملايين الخزانات، والتي تشكل مصدراً رئيسياً للغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي، وخاصة غاز الميثان.

وأظهرت الدراسة أن تقديرات انبعاثات الغازات الدفيئة من الخزانات حساسة جدًا للعوامل المرتبطة بالمناخ مثل درجة الحرارة، وبالتالي الخزانات التي توجد في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية تطلق أعلى معدلات من الانبعاثات الدفيئة بسبب ارتفاع الحرارة.

وبحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، عملت بعض الشركات الناشئة في مجال الطاقة النظيفة مؤخراً على التقاط فقاعات الميثان من السدود، من أجل استخدامها كغاز حيوي لتوليد الكهرباء، أو تحويلها الى وقود للمركبات.

الأراضي الرطبة

تعد الأراضي الرطبة أكبر مصدر طبيعي لغاز الميثان في العالم، وفقا لوكالة ناسا، وبما أن تغير المناخ يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة وعدم انتظام هطول الأمطار، فقد باتت هذه التربة المشبعة بالمياه تطلق غاز الميثان في الغلاف الجوي بسرعة أكبر.

وحسب تحليل حديث أجراه مختبر "لورنس بيركلي" الوطني، التابع لوزارة الطاقة الأمريكية، فإن انبعاثات غاز الميثان في الأراضي الرطبة عبر منطقة القطب الشمالي زادت بنسبة 9٪ خلال العقدين الماضيين.

ووجد العلماء أنه بين عامي 2002 و2021، أطلقت الأراضي الرطبة في هذه المناطق حوالي 20 تريليون كيلوجرام من غاز الميثان سنوياً، أي ما يعادل وزن حوالي 55 مبنىً بحجم "إمباير ستيت"، أطول ناطحة سحاب في مدينة نيويورك.

التربة الصقيعية

بعد ظهور حفر عملاقة غامضة في التربة الصقيعية شماليّ سيبيريا، جرى الكشف عن مستويات مرتفعة من غاز الميثان في الماء عند قاعدة الحفر، وفي محاولة لتحليل هذه الظاهرة، تشير إحدى النظريات إلى أن الميثان قد يتصاعد من جيوب عميقة في الأرض حيث تذوب التربة الصقيعية، أو من البكتيريا المنتجة للميثان، أو من الجليد نفسه بعد ذوبانه.

ومع تراكم الغاز تحت الغطاء الجليدي، ينفجر في نهاية المطاف، ويقذف الجليد والتراب لمئات الأمتار، ويترك وراءه ندوبًا هائلة تشبه الحفر العملاقة.

ورغم أن الأسباب الدقيقة وراء ظهور هذه الحفر في القطب الشمالي الروسي، ما زالت غير مفهومة بالكامل، فإن الأمر الواضح هو أن ذوبان الجليد الناتج عن تغير المناخ يمكن أن يصبح مصدراً ضخماً لغاز الميثان في جميع أنحاء العالم، وهو ما يؤكده المصدر التالي.

غاز الميثانغاز الميثان

الأنهار الجليدية الذائبة

تذوب الأنهار الجليدية في جميع أنحاء العالم بسرعة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مما يكشف عن بيئات غير معروفة، ومخزونات من غاز الميثان ظلت مخفية لآلاف السنين.

ووجدت دراسة أجرتها جامعة كوبنهاجن عام 2023، أن تركيزات غاز الميثان في المياه الذائبة لثلاثة أنهار جليدية في شمال غرب كندا أعلى بحوالي 250 مرة من تلك الموجودة في الغلاف الجوي، وبات العلماء يحذرون من التأثير العالمي لهذا الذوبان وما يترتب من إطلاق غاز الميثان.

الأنهار الملوثة

تمثل النظم البيئية للمياه العذبة، مثل الأنهار والبحيرات، ما يقرب من نصف انبعاثات غاز الميثان على مستوى العالم، وكشف تحليل للأنهار التي تتدفق عبر الأراضي الجديدة في هونغ كونغ، أن المياه كانت متشبعة بشكل مفرط بتركيزات عالية من الميثان وثاني أكسيد الكربون، وتوصل العلماء الى أنه كلما كان النهر أكثر تلوثا، زادت انبعاثاته.

حرائق الغابات

تشكل حرائق الغابات مصدراً رئيسياً لملوثات غاز الميثان، وقد بلغت كمية غاز الميثان المنبعثة من أكبر 20 حريقًا في الولايات المتحدة خلال عام 2020 فقط، سبعة أضعاف متوسط الكمية المنبعثة من حرائق الغابات الامريكية على مدار الـ 19 عاماً الماضية، وفقا لدراسة جديدة أجرتها جامعة كاليفورنيا.

كما وجد باحثو ناسا في منطقة ألاسكا أن غاز الميثان يستمر في الانبعاث لفترة طويلة بعد انطفاء النيران، ومع تزايد وتيرة حرائق الغابات وشدتها في جميع أنحاء العالم، أصبح تتبع انبعاثات الغازات الدفيئة، ومنها غاز الميثان ، أكثر أهمية من أي وقت مضى.

دفن النفايات

تشكل النفايات ثالث أكبر مصدر للميثان على مستوى العالم، بحسب وكالة الطاقة الدولية، حيث تنبعث من المواد العضوية المتعفنة في مواقع دفن النفايات كميات كبيرة من غاز الميثان، وكشفت دراسة أن أحد مواقع دفن النفايات في مومباي أطلق حوالي 9.8 طن من غاز الميثان في الساعة ، أو ما يقدر ب 85 ألف طن سنوياً.

لذلك يدعو الخبراء الى تحويل بقايا النفايات إلى سماد بدلاً من إرسالها إلى مكب النفايات حتى يمكن تقليل كمية غاز الميثان المنبعث في الغلاف الجوي.