هل تخيلت يوماً أن تعيش في منزل مصنوع من نفايات الزجاج أو علب الألمنيوم؟ البعض يعتقد أن فكرة العيش في مثل هذه المنازل صعبة، ولكن الكثير منها قد يكون أكثر راحة من المنازل التقليدية، وفي السطور القادمة نصطحبك في رحلة حول العالم لترى أنماطاً مختلفة من المنازل المبنية بمواد معاد تدويرها بشكل كامل وبألوان جذابة، وفي نفس الوقت تنبض بالاستدامة.
"سفينة الأرض"
إذا قادتك إحدى رحلاتك الخارجية إلى كندا، يمكنك رؤية مثل هذه القطع الفنية، خاصة في جزيرة الأمير إدوارد، حيث بنى المهندس المعماري إدوارد تي أرسينولت هذه الهياكل باستخدام أكثر من 25 ألف زجاجة ملونة معاد تدويرها، مستوحاة من بطاقة بريدية لقلعة زجاجية، بحسب "Onegreenplanet".
ومن صحراء شمال نيو مكسيكو، بالقرب من نهر ريو غراندي، انتشر نمط آخر من الهندسة المعمارية أطلق عليه "سفينة الأرض"، تم تطويره في أواخر القرن العشرين إلى أوائل القرن الحادي والعشرين على يد المهندس المعماري مايكل رينولدز، حيث بُنيت المنازل باستخدام الإطارات المهملة وعلب الألمنيوم وزجاجات المشروبات الفارغة، لتكون نموذجاً فريداً للحياة المستدامة من ناحية، فضلاً عن مساهمتها في التخلص من آلاف الإطارات بطريقة مبتكرة تخفف أعباء النفايات على الكوكب من ناحية أخرى.
"منازل الحاويات"
ومن "سفينة الأرض" إلى "منازل الحاويات" في تكساس، بدأ نمط آخر أنيق من المعمار صممه "جيم بوتيت" من حاويات الشحن المُعاد إصلاحها، وأكثر ما ميزه أنه صديق للبيئة ويضم حديقة جذابة على السطح ملحقة بالمنزل، وصُنعت الأرضيات من الخشب الصلب؛ ما يثبت أن الاستدامة يمكن أن تكون راقية أيضاً.
"فيلا الطيار"
التحليق إلى أعلى أحد أحلام الطفولة التي راودتنا.. فمن منا لم يحلم بالطيران؟ ولكن رغم استحالة الأمر، فإن هناك بيوت مصممة خصيصاً لهواة الطيران والطائرات وهي "فيلا الطيار" بنيويورك، وتعتمد في بنائها على استخدام مكونات الطائرات التي تم إنقاذها، وتمنح هذه البيوت الشعور بالعيش في الهواء الطلق.
"القوارب المقلوبة"
كوخ القوارب المقلوبة من المنازل المبتكرة أيضاً في إنجلترا، وصممها لأول مرة الصيادون المحليون بالقرب من جزيرة ليندسفارن الصغيرة، من خلال قلب قارب مهجور رأسًا على عقب؛ لبناء كوخ بطريقة مستدامة، وبلمسة إبداع فني فريدة.
استدامة عربية
المنازل المستدامة وصلت إلى الوطن العربي أيضاً، ففي جبال لبنان، طور المهندس المعماري نزار حداد منزلاً تم بناؤه بالكامل من مواد معاد تدويرها والتي تعزز من مكافحة هدر الماء والحرارة والطاقة، كما أن المنزل الذي يحمل اسم "لايف هاوس" مكتفي ذاتياً من المياه والطاقة، من خلال استغلال مياه الأمطار، واستخدام الألواح الشمسية والأرضيات للتبريد؛ ما يجعله يخلق نظاماً بيئياً خاصاً به، وفقاً لـ"Scoopempire".
"حداد" قرر استغلال أزمة النفايات التي يعاني منها لبنان ولكن بنظرة مختلفة، إذ استخدم الإطارات والزجاجات والنفايات البلاستيكية المضغوطة؛ لبناء منزل تم تصنيفه كأول منزل مستدام ومُعاد تدويره في المنطقة، وتم بناؤه في 30 يومًا فقط.
كما أن هناك العديد من المباني المستدامة في إمارة أبوظبي، ومن بينها "أبراج البحر"، التي بُنيت على الطراز الإسلامي القديم، حيث استخدم المهندسون في تأسيسها "المشربيات" التقليدية التي تعود إلى العصر الإسلامي، وهي ألواح خشبية تسمح بمرور الهواء والضوء، وبدلاً من تغطية الأبراج من الخارج بألواح خشبية، تم استخدام الألياف الزجاجية، التي تغلق وتفتح حسب حركة الشمس، وبهذه الطريقة، يتم التحكم في درجات الحرارة داخل الأبراج؛ ما يقلل من الحاجة إلى مكيفات الهواء المضرة بالبيئة، بحسب "Masterspec".