خلال "COP 28".. التمويل يتصدر قائمة حلول دعم القطاع الزراعي


سلمى عرفة
الثلاثاء 12 ديسمبر 2023 | 11:18 مساءً

منذ القدم، احتل البحث عن الغذاء قائمة المهام التي تدور حولها حياة الإنسان الذي طور العديد من الأساليب للتكيف مع البيئة المحيطة، حتى جاءت أزمة تغير المناخ لتهدد أمنه الغذائي، وتدفعه إلى تغيير مسار عمليات إنتاج الأطعمة التي يتناولها.

وتتصاعد الأخطار التي تواجه نظم إنتاج الغذاء في مختلف أنحاء العالم، ومن بينها المنطقة العربية التي من المتوقع أن ترتفع نسبة اعتمادها على الواردات الغذائية إلى 50% بفعل آثار التغيرات المناخية، وفقاً لدراسة نشرتها دورية "Regional Environmental change" عام 2023.

وضمن فعاليات مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطارية لمؤتمر المناخ "COP 28" المنعقد في دبي بدولة الإمارات، برزت العديد من المبادرات الدولية والعربية التي تهدف إلى دعم الأمن الغذائي، وتعزيز وجود الغطاء النباتي الذي يساهم في الحد من آثار التغير المناخي.

"أجفند" والتمويل الزراعي

برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند" نظم جلسة نقاشية بعنوان "حلول التمويل المستدامة المتعلقة بالأمن الغذائي والمرونة الزراعية في مواجهة التغير المناخي"، والتي تحدث خلالها البروفيسور بدر الدين إبراهيم كبير مستشاري أجفند للشمول المالي - السودان، حول مبادرات البرنامج ورؤيته في تعزيز الزراعة، والعوامل التي تساهم في إنجاح نماذج التمويل.

وقال البروفيسور بدر الدين إبراهيم: "هناك الكثير من نماذج التمويل حالياً، لكن النموذج الأفضل لابد من أن يضم السمات التالية: أولها أن يكون مربحاً، فأنا لا أؤمن بالمنح لأنها قد تنقطع، سواء حققت نجاحاً، أم لا، وبالتالي فإنها ليست نوعاً مستداماً من التمويل".

وتابع "إبراهيم" قائلاً: "كما يجب أن يكون (نموذج التمويل) مبتكراً بطريقة مناسبة".

السمة الثالثة التي تحدث عنها كبير مستشاري "أجفند" للشمول المالي، هي أن يكون النموذج قائماً على سمات ريفية، لأن هناك الكثير من الأشخاص خاصة في البلدان النامية يحتاجون بالفعل إلى تمويل، لكنه لا يصل إلى عمق تلك المناطق.

وعن مبادرات برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند"، قال "إبراهيم": "نحن لدينا عدة أهداف، عندما نتحدث عن المرونة وبنوك أجفند، الأول يتعلق بالفقر، لأننا نحارب الفقر في 8 بلدان، وننظر كذلك إلى الجانب المتعلق بالتغذية والأمن الغذائي، فعلى سبيل المثال، قمنا بتمويل المزارعين في سيراليون، ممن ينتجون البطاطا المعروفة بقيمتها الغذائية".

كما تحدث "إبراهيم" عن النموذج الذي طبقه "أجفند" في السودان، من خلال بنك الإبداع للتمويل الأصغر، قائلاً: "لدينا مركز زراعي يوفر أنواع مختلفة من التمويل، خاصة فيما يخص تحسين البذور والتي حسنت الإنتاجية بفارق 5 مرات العام الماضي".

وتابع: "لدينا مؤشر الطقس في المناطق الريفية الزراعية، بالتعاون مع بنك القدرات السويسري SCBF"، ومؤسسة "سنجنتا" وبالتعاون مع شركات التأمين، ويشمل التدريب، وهو بمثابة نموذج جديد يشمل التعويض عن تراجع الأمطار أو زيادتها".

مبادرات التشجير

وتناول منتدى مبادرة السعودية الخضراء جهود عمليات التشجير وتعزيز الغطاء النباتي، فمنذ عام 2021، شهدت المملكة زراعة ما يقرب من 45 مليون شجرة، واستصلاح نحو 95 ألف هكتار من المساحات المتدهورة، علاوة على إطلاق خارطة الطريق بهدف زراعة 10 مليارات شجرة.

وقعت 154 دولة، من بينهم 14 دولة عربية على إعلان الإمارات بشأن الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة، والعمل المناخي، والذي شملت أهدافه توسيع أنشطة التكيف والمرونة، والاستجابة لمواجهة هشاشة المزارعين، وغيرهم من الفئات المنتجة للغذاء كالصيادين، في مواجهة التغيرات المناخية.

وبالتزامن مع فعاليات المؤتمر، أطلقت مدينة نيوم السعودية شركة "توبيان" بدعم من وزارة البيئة والمياه والزراعة، وهو ما يتسق مع رؤية المملكة 2030 لتحقيق التنمية المستدامة، حسبما نقلت وكالة الأنباء السعودية "واس".

خطة الشركة تتركز في مجموعة واسعة من المجالات وهي الزراعة المقاومة لظروف المناخ، والأطعمة المستحدثة، والتغذية المخصصة، علاوة على الاستزراع المائي، والعمل مع مجموعة من الشركاء لتحقيق أهدافها ومن بينها البحث والابتكار.

إعلان جديد

كما وقعت 154 دولة، من بينهم 14 دولة عربية على إعلان الإمارات بشأن الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة، والعمل المناخي، والذي شملت أهدافه توسيع أنشطة التكيف والمرونة، والاستجابة لمواجهة هشاشة المزارعين، وغيرهم من الفئات المنتجة للغذاء كالصيادين، في مواجهة التغيرات المناخية.

الإعلان تضمن كذلك دعم الأمن الغذائي، والاهتمام بتغذية الفئات الهشة من خلال عدة وسائل من بينها أنظمة الحماية الاجتماعية، والتغذية المدرسية، والابتكار الموجه، علاوة على التركيز على الاحتياجات الخاصة بفئات بعينها من بينهم النساء والأطفال.

كما تخطى إجمالي المبلغ الذي تعهدت به أطراف مختلفة في المؤتمر من أجل تطوير النظام الغذائي 7 مليارات دولار.