"السعودية الخضراء".. مبادرات رائدة على طريق الوصول إلى الحياد الصفري


سلمى عرفة
الاثنين 04 ديسمبر 2023 | 04:54 مساءً

على مدى السنوات الماضية، بذلت المملكة العربية السعودية جهوداً حثيثةً في مواجهة أزمة التغيرات المناخية، وتعزيز أهداف التنمية المستدامة، عبر العديد من المبادرات والمشروعات المتعلقة بمختلف مناحي الحياة.

وكانت درة تاج هذه الجهود هي مبادرة السعودية الخضراء التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في عام 2021؛ حيث نجحت المملكة منذ ذلك الحين في التقدم بفارق 10 مراكز عالمياً على مؤشر المستقبل الأخضر.

ويستضيف مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP 28" المنعقد في المدينة الإماراتية دبي؛ النسخة الثالثة من منتدى مبادرة السعودية الخضراء تحت شعار "من الطموح إلى العمل".

وانعقدت النسخة الأولى من المنتدى في مدينة الرياض السعودية، ثم كانت النسخة الثانية ضمن فعاليات مؤتمر المناخ "COP 27" في مدينة شرم الشيخ المصرية.

النسخة الثالثة

وفرضت التطوُّرات التي تشهدها أزمة تغيُّر المناخ على مستوى العالم، موضوعات جديدة على أجندة النسخة الثالثة؛ أبرزها مستقبل النظام المالي، ومجالات العمل البيئي في القطاع الصناعي، تزامناً مع خطط المملكة لتعزيز الاستدامة في القطاعات المختلفة.

كما يشمل منتدى مبادرة السعودية الخضراء العديد من المحاور، أهمها دور الابتكار في رحلة التحول، والتأثير الشامل للعمل المناخي.

ومن أبرز المُتحدِّثين في النسخة الثالثة للمنتدى، وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، فيما يشارك مجموعة من المتحدثين الممثلين لقطاع واسع من المنظمات الدولية والإقليمية، منهم بيتري تالاس الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية "WMO"، والبروفيسور أوف هوغ غولدبرغ أستاذ علوم البحار في جامعة كوينزلاند بأستراليا، وإنجر إندرسن المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.

التمويل المناخي

ويركز المنتدى على قضية تمويل الأنشطة المناخية، في وقت قدَّرت فيه اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ "IPCC"، الحاجة إلى زيادة حجم التدفق المالي المتعلق بتخفيف أزمة المناخ، بفارق يصل إلى 6 أضعاف.

وعادت عدة موضوعات أخرى إلى طاولة المنتدى من جديد؛ منها حماية المناطق البحرية والبرية داخل المملكة التي التزمت بتحويل ثلث تلك المناطق إلى محميات طبيعية بحلول نهاية العقد الجاري، فضلاً عن التحول إلى الطاقة النظيفة، وهو القطاع الذي قطعت فيه السعودية شوطاً طويلاً.

وأعلنت النسخة الثالثة من المنتدى العديد من الإنجازات؛ حيث خصصت المملكة لمواجهة أزمة التغير المناخي 200 مليار دولار، وفق تصريحات عادل الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية والمبعوث لشؤون المناخ في السعودية.

إنجازات فارقة

بدوره أعلن وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، إتمام المرحلة الأولى من مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر، بقيمة إجمالية تتجاوز 8 مليارات دولار، مشيراً إلى أن المملكة تخطط لطرح عطاءات للطاقة النظيفة بطاقة 20 جيجاوات خلال العام المقبل، في وقتٍ تضاعَف فيه إنتاج الطاقة المتجددة في المملكة بفارق 4 مرات منذ العام الماضي.

وتسعى المملكة إلى أن تكون أكبر منتج ومُصدِّر للهيدروجين الأخضر في العالم، بإنتاج 4 ملايين طن سنوياً، ويشارك في هذا المشروع عدة جهات، منها شركة نيوم للهيدروجين الأخضر، ووزارة الطاقة السعودية.

وبحسب بيان سابق أصدرته شركة نيوم للهيدروجين الأخضر، من المقرر أن يستخدم المصنع الأكبر من نوعه في العالم، 4 جيجاوت من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لإنتاج ما يصل إلى 600 طن يومياً من الهيدروجين الخالي من الكربون.

كما امتدت مبادرات المملكة إلى خارج حدودها، لتشمل مواجهة انتشار الطهي غير النظيف في البلدان الإفريقية، وهو ما ينتج عنه أضرار صحية وبيئية.

وبحسب وكالة الأنباء السعودية "واس"، تشمل مبادرة "تمكين إفريقيا"، التي أطلقتها المملكة، في وقت سابق من هذا العام، حلولاً لتوفير الطهي النظيف.

التزامات مناخية

وتشمل مبادرة السعودية الخضراء قرابة 80 مبادرة فرعية لتحقيق طموحات المملكة بالوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2060، وبأن تكون 50% من الطاقة الكهربائية التي تستهلكها من مصادر طاقة متجددة بحلول 2030.

وخلال تلك الفترة، نجحت المملكة في تحقيق العديد من الإنجازات؛ إذ احتلت المركز الأول عالمياً في نمو إنتاج الطاقة المتجددة، كما تصدرت قائمة الدول العربية في مؤشر خفض الانبعاثات، فيما جاء ترتيبها في المركز العشرين على مستوى العالم.

وبحسب الموقع الرسمي للمبادرة، هناك 17 مشروعاً من مشروعات الطاقة المتجددة قيد التطوير في الوقت الحالي، فيما ارتفع عدد المنازل التي تستهلك طاقة نظيفة إلى أكثر من 100 ألف منزل.