الطاقة النظيفة.. سلاح الكويت لمكافحة ندرة المياه وزيادة الانبعاثات


فيروز ياسر
الخميس 09 نوفمبر 2023 | 06:14 مساءً

بوضع الطاقة المتجددة ضمن خارطة الطريق نحو رؤية 2035، تسعى الكويت إلى مواجهة تحديات ندرة المياه وزيادة الانبعاثات الكربونية.

وتُصنَّف الكويت ضمن أكثر البلدان الصحراوية حرارةً في العالم، وهو ما أدى إلى تزايد الإقبال على أجهزة تكييف الهواء التي تستهلك كميات مُفرطة من الطاقة، وتساهم في زيادة انبعاثات غازات الدفيئة.

كما تعاني البلد العربي من ندرة المياه بشدة، وتعتمد على الوقود الأحفوري في تشغيل محطات تحلية مياه البحر، غير أن من المتوقع ارتفاع معدل نمو سنوي مركب لقطاع الطاقة الشمسية بنسبة 7% بين عامي 2023 و2028.

وتهدف الكويت إلى التحول الأخضر من خلال مبادرات ومشاريع في الطاقة النظيفة، لا سيما أن الاستدامة باتت السبيل الوحيد لتخفيف الأثر البيئي لإنتاج النفط الذي يمثل 43% من ناتجها المحلي الإجمالي.

خطوات أولية

وأعلنت الكويت زيادة حصتها من مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 15% بحلول عام 2030، وتُعِد محطة الصبية بمدينة الجهراء (شمال غرب) لتخزين المياه بالاستعانة بالطاقة الشمسية الكهروضوئية؛ إذ من المقرر أن يجري تشغيلها تجارياً عام 2025 بقدرة توليد تبلغ 30 ميغاوات.

فيما يلبي مشروع الشقايا للطاقة المتجددة، التحول إلى الطاقة النظيفة في الكويت؛ لأن أنظمته تعمل على توليد الطاقة الكهربائية من الرياح والطاقة الشمسية، وهناك توقعات بأن تبلغ قدرته على توليد الطاقة النظيفة 3.2 ميغاوات بحلول عام 2030.

كما تسعى الكويت إلى بناء مرافق الطاقة النظيفة لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، وتوفير حلول نظيفة ومنخفضة التكلفة لتوليد الطاقة.

ومؤخراً وقَّع وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة جاسم الاستاد، مذكرة تفاهم مع وزارة الطاقة الوطنية الصينية لإنشاء مشاريع صديقة للبيئة من خلال تركيب الألواح الشمسية على أسطح المدارس والمنازل التي يمكن ربطها بشبكة الكهرباء، وفق موقع Solar Quarter.

تنقية المياه

وبحسب موقع Pollution Solutions Online، تتصدَّر الكويت قائمة دول العالم من حيث متوسط كميات المياه التي يستهلكها الفرد الواحد، ووصلت نسبة زيادة الطلب على المياه إلى 6% سنوياً، ولا زالت محطة معالجة مياه الصرف الصحي في مدينة الصليبية (شمال غرب) تُلبِّي الاحتياجات المتزايدة من المياه منذ بنائها في عام 2004.

وتعتبر المحطة أكبر مشروعات العالم التي تستخدم تقنية التناضح العكسي (تنقية المياه بمرورها بعدد من المراحل لفصل الأملاح والمعادن)، إضافة إلى تنقية المياه باستخدام غشاء الترشيح الفائق (حاجز يحركه الضغط أمام المواد الصلبة العالقة والفيروسات والسموم لإنتاج مياه نقية)، كما تغطي 26% من الطلب الإجمالي على المياه في البلاد، وفق ما ذكره موقع The Business Year.

وأعلنت الشركة المنشئة للمحطة عن تعاونها مع شركة أمريكية هذا العام للاستفادة من أحدث التقنيات في العالم وتعزيز القدرة الإنتاجية من 375 ألف متر مكعب يومياً إلى 600 ألف.

ابتكارات علمية

وقام معهد الكويت بتطوير تقنيات علمية لاستخدامها في توليد الطاقة الجديدة، مثل منصة فحص الخلايا الكهروضوئية المزودة بألواح لتقييم فاعليتها، كما تغذي شبكة الكهرباء للمعهد بهدف تحديد إمكانية تركيب ألواح شمسية على نطاق أوسع في ظل الظروف المناخية للكويت.

فيما شهدت منطقة السالمي (غرباً) إنشاء حقل الرياح المصغر لقياس فاعلية توربينات الرياح الصغيرة الحجم، وخدمة أبراج الاتصالات بالأماكن البعيدة؛ وذلك ضمن خطة التحول إلى الأخضر في كافة المجالات والسير على طريق الاستدامة لمكافحة التغير المناخي السريع بمنطقة الخليج.