هدير مدافع الحروب يقتل الكائنات ويحاصر البيئة


إسراء محمد
الاثنين 06 نوفمبر 2023 | 06:05 مساءً
استخدام البيئة في الحروب
استخدام البيئة في الحروب

للنزاعات المسلحة خسائر لا تُعَد ولا تُحصَى على البشر، غير أن الموارد الطبيعية والبيئة تظل هي الضحية الصامتة، رغم التضرر الواسع الذي قد يلحق بالتنوع البيولوجي.

ويحيي العالم، اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية، في 6 نوفمبر من كل عام، بهدف إبراز أهمية التعاون من أجل حماية البيئة من النزاعات المسلحة، والتي قد تؤدي إلى تلوث المياه، وإحراق المحاصيل، وقطع الغابات، وتسمم التربة، وقتل الحيوانات وغيرها.

ويرتبط ما لا يقل عن 40 بالمئة من جميع الصراعات الداخلية على مدى السنوات الـ60 الماضية باستغلال الموارد الطبيعية، سواء كانت موارد عالية القيمة مثل الأخشاب والماس والذهب والنفط، أو نادرة مثل الأراضي الخصبة والمياه، نقلاً عن "Geneva Environment Network".

وللحيلولة دون ذلك، اقترحت لجنة القانون الدولي التابعة للأمم المتحدة، 27 مشروع مبادئ لحماية البيئة فيما يتعلق بالنزاعات المسلحة (PERAC).

خسائر البيئة

وتشمل قائمة الأضرار البيئية الناتجة عن الحروب، تلف الأراضي الزراعية لدرجة لا يمكن إصلاحها، بعدما تصبح ملوثة بالوقود غير النظيف، والمعادن الثقيلة، و مواد "الديوكسينات" السامة، علاوة على النشاط الإشعاعي.

ومن أبرز الأمثلة في العالم العربي هو ما حدث خلال النزاع السوري؛ إذ تعرضت الأراضي الزراعية للقصف المدفعي والصاروخي 240 مرة على الأقل بين عامي 2017 و2022، وشهدت منطقة شمال غرب البلاد في محافظات حلب وحماة وإدلب ما يقرب من 75 بالمئة من تلك الوقائع، وفق موقع "Insecurity Insight".

وتسببت الأسلحة والقذائف والمتفجرات إلى تدمير شبكات الري في سوريا، ما أدى إلى تقليص مساحة الأراضي الزراعية بنسبة 47 بالمئة منذ عام 2015، وفق تقديرات رسمية.

ويشهد اليمن أزمة مماثلة؛ إذ تعرضت الأراضي الزراعية إلى 900 غارة جوية وقصف مدفعي على مدى ثلاث سنوات فحسب من سنوات النزاع التي تقترب من 10 سنوات، وبلغ عدد المزارع التي جرى تدميرها بالكامل 334 مزرعة، وفُُقد ما يقرب من 2185 رأساً من الماشية، وفق إحصاءات المجلس النرويجي للاجئين.

كما أدت الحرب بين روسيا وأوكرانيا التي اندلعت في فبراير 2022، إلى احتراق نحو 22 ألف هكتار من غابات تشرنوبل، جراء الحرائق الناتجة عن القتال، وفق تقديرات مجموعة الحفاظ على الطبيعة الأوكرانية UNCG".

التدمير البيئي

وتستهلك جيوش العالم كميات كبيرة من الوقود التي تتحمل مسؤولية 5.5 بالمئة من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية، وفق تقديرات عام 2022 التي نقلتها وكالة "رويترز" للأنباء.

كما يؤدي الاستخدام المكثف للذخائر والمتفجرات إلى تراكم كميات هائلة من الركام، علاوة على النفايات العسكرية التي يجري التخلي عنها وتحتوي على نسب عالية من المواد الملوثة للمياه والتربة.

كما تحتوي العديد من الأسلحة التقليدية على مكونات سامة، مثل اليورانيوم المنضب الذي يكون مشعاً، ويؤثر سلباً على البيئة، بجانب الأسلحة الحارقة كالفسفور الأبيض التي تلحق الضرر بالموائل الطبيعية بسبب النيران التي تسببها، بجانب آثاره على البشر.

وتساهم الذخائر غير المنفجرة في تعرض السكان المحليين للخطر، كما تمنع إعادة التنمية والعمل الزراعي، فضلاً عن التسبب في الوفيات والإصابات وغيرها.

فيما يُمكن أن يجبر القصف الجوي الحيوانات على الانتقال إلى مناطق أخرى، أثناء فرارها من العنف، كالغزلان الجبلية التي أوشكت على الانقراض في سوريا جراء استمرار الصراع العسكري.