جواهر البحر تُودِّع الشواطئ على وَقْع تغيُّر المناخ


إسراء محمد
الاحد 29 أكتوبر 2023 | 01:55 مساءً
قواقع البحر
قواقع البحر

تتلألأ على الرمال الذهبية في ضوء الشمس لتزين شواطئ البحار.. هكذا كانت القواقع والصَّدف والزجاج البحري، قبل أن تحكم عليها ظاهرة تغير المناخ بالاختفاء والاندثار.

ويشير تقرير نشرته مجلة Science إلى أن نحو ثلث الكائنات البحرية ستُواجِه خطر الانقراض في غضون 300 عام، إذا استمرَّت درجات الحرارة العالمية في الارتفاع، وهو ما يضر بالاقتصاد العالمي، ويغير نمط الحياة على الأرض.

الكائنات البحرية

ولا يُصنَّف نجم البحر من الأسماك، بل من قنفذيات الجلد اللافقارية، ويشكل جزءاً هاماً من الأنظمة البيئية؛ لأنها تتغذَّى على قنافذ البحر التي تأكل بدورها عشب البحر وغيره من النباتات، ولكن أزمة المناخ تُهدِّد موائله وبقاءه على قيد الحياة؛ بسبب اختلال توازن السلسلة الغذائية.

ورغم صِغَر حجمها فإن للقواقع البحرية تأثيراً كبيراً على النظم البيئية للمحيطات. ويُشكِّل ارتفاع درجة حرارة المياه، والتلوث، وارتفاع درجة حموضة المياه، ضغوطاً على النظم البيئية، وستُعاني القواقع بسبب اختلال توازن بيئتها.

وتساهم ظواهر أخرى كذلك في تهديد هذه الكائنات؛ ففي عام 2011 أدى انتشار الطحالب السامة قبالة ساحل سونوما إلى مقتل العديد من اللافقاريات البحرية المحلية، بما في ذلك القواقع، ثم جاء مرض هزال نجم البحر عام 2013، الذي أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من نجوم البحر، نقلاً عن "Nationalgeographic".

الزجاج البحري

وتفترش رقائق زجاجية ملونة شاطئ البحر يطلق عليها الزجاج البحري، لكنها باتت أيضاً مُهدَّدة بالاختفاء.

وكانت دورة حياة زجاج البحر تبدأ عندما تجرف الأمطار والرياح المنتجات الزجاجية التي يدخل الرمال في تصنيعها إلى مياه المحيطات، وتصطدم بالصخور ثم تتحطَّم إلى شظايا أصغر، وتحملها الأمواج مرةً أخرى إلى الشاطئ بمظهرها الجديد، لكن ظهور البلاستيك أدى إلى تراجع انتشارها، نقلاً عن "One Green Planet".

وقبل سيطرة المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في سبعينيات القرن الماضي، كان زجاج البحر منتشراً منذ القدم، وحتى منتصف القرن العشرين، لكنْ تحوَّل الأمر سريعاً بسبب انتشار العبوات البلاستيكية غير القابلة للتحلل، التي تظل عالقة في الطبيعة لفترة طويلة.

وساهمت السلوكيات البشرية في زيادة معدلات هذه النفايات، مقابل اختفاء هذه الجواهر المضيئة، خاصةً خلال فترة الصيف وقضاء الوقت على الشواطئ.

النفايات البلاستيكية

ومع تزايد شعبية البلاستيك، أصبح الزجاج البحري نادراً، وباتت الشواطئ مليئة بالنفايات البلاستيكية بدلاً من أن تكون مُزَّينة بهذه الكنوز التي صنعتها الطبيعة.

وفي استجابةٍ لهذا التراجع، ظهرت صناعة زجاج البحر؛ حيث يتم تصنيع القطع الزجاجية، وبيعها تعويضاً عن فقدانها، ولكن ما زال هناك أمل أن تستمر الأجيال القادمة في العثور على هذه الأحجار الكريمة المحيطية أثناء نزهتها على الشاطئ.

ورغم أن إعادة تدوير الزجاج لها تحدياتها، فإن فوائدها البيئية مقارنةً بالبلاستيك لا يمكن إنكارها، حتى نسمح لزجاج البحر بأن تستمر دورة حياته ويعود مرةً أخرى إلى الشاطئ ويُزيِّن عطلتنا الصيفية.