مؤنثنا سالم بمناخنا الآمن.. مبادرة طلابية مصرية لمواجهة التغيرات المناخية


سلمى عرفة
الثلاثاء 18 ابريل 2023 | 04:29 مساءً
عضوات فريق المبادرة في إحدى الفعاليات
عضوات فريق المبادرة في إحدى الفعاليات

كالعادة تقف نون النسوة في الصفوف الأولى للمعارك الكبرى، وهذه المرة عبر طالبات في كلية الإعلام شعبة اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة، اللاتي أطلقن مبادرة عبر مشروع التخرج يناقش علاقة التغيرات المناخية والمرأة.

المبادرة التي خرجت من مؤسسة أكاديمية مصرية، أُطلقت تحت شعار "مؤنثنا سالم بمناخنا الآمن"، والتي تهدف إلى التوعية بالقضية عبر 5 مراحل تمثل أهداف الحملة التنموية، على غرار أهداف التنمية المستدامة.

اهتمام الطالبات بالقضية تزامن مع رئاسة مصر لمؤتمر قمة المناخ COP 27، والاهتمام المتزايد بقضايا النوع الاجتماعي والمناخ معا وإطلاق العديد من المبادرات المتعلقة بها، علاوة على مشاركة إحدى أفراد الفريق في المؤتمر الذي انعقد في مدينة شرم الشيخ نهاية العام الماضي، قبل انطلاق الحملة.

"جرين بالعربي" تحدثت إلى حنين أشرف، إحدى أفراد فريق الحملة التي حظت باهتمام العديد من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، لتخبرنا المزيد حول الأنشطة التي يقومون بها.

5 مراحل للتوعية

تقول "حنين"، إن الرحلة بدأت بالبحث والاطلاع على الدراسات المتعلقة بالمناخ من مصادر موثوقة، للتأكد من دقة المحتوى الذي سيجري مخاطبة الجمهور به.

وترى أن التوعية هي العنصر الأهم لتمكين النساء من مواجهة التغيرات المناخية، فمراحل الحملة تنقسم إلى: مرحلة "كونها واعية" للتعريف بآثار التغيرات المناخية، ثم "كونها مدبرة" للتعرف على العادات الصديقة للبيئة مثل التخلي عن أكياس البلاستيك، ومرحلة "كونها سليمة" للتعريف بآثار أزمة المناخ على صحة المرأة مثل تضرر البشرة، أو زيادة خطر الولادة المبكرة، وزيادة نسب الزواج المبكر وما ينتج عنه من مخاطر، ومرحلة "كونها قدوة" من خلال قيادة مشروعات صديقة للبيئة، ومرحلة "كونها متأقلمة" للتكيف من خلال استخدام بدائل.

ولفتت الطالبة إلى أن النساء اعتدن على القيام بأمور مفيدة بيئية دون أن تدرك الأمر كإعادة استخدام العبوات في غير الأمور المخصصة لها، مثل وضع الطعام في عبوات "الآيس كريم" الفارغة.

الطالبات قررن النزول إلى الشارع، وطرحن أسئلة مبسطة على المواطنين حول تأثير التغيرات المناخية على المرأة

أنشطة توعوية

"كونها" اهتمت كذلك بتوعية الفئات الأصغر سنا، إذ أطلقت المبادرة فعاليات توعية داخل إحدى مدارس القاهرة لتعريف طلاب المرحلة الثانوية بظاهرة التغير المناخي، وتأثيرها على المرأة.

حاول الفريق مخاطبة الطلاب بالطريقة التي تناسب عمرهم، إذ عرضت المشاركات بالمبادرة مقطع فيديو يمكنهم من توقع الأفكار المراد طرحها عبر مشاهد مأخوذة من أفلام ولقطات كوميدية، ثم شرح تفاصيل القضية، واستخدام الألعاب والمسابقات والأسئلة وتقديم الجوائز للفائزين، والاعتماد على التفاعل معهم.

أما المرحلة الجامعية فتواصل معها الفريق عبر ندوة في كلية الإعلام جامعة القاهرة ضمن فعاليات التوعية التي نظموها والتي شملت أنشطة تخص إعادة التدوير مثل جمع عبوات البلاستيك.

الطالبات قررن النزول إلى الشارع، وطرحن أسئلة مبسطة على المواطنين حول تأثير التغيرات المناخية على المرأة، كما شاركن في عمليات الاستفادة من بقايا الطعام في أحد مطاعم منطقة الشيخ زايد في الجيزة.

رعاية رسمية

وكشفت "حنين" عن حصول الحملة على رعاية شرفية من وزارات البيئة والتضامن الاجتماعي، والشباب والرياضة، علاوة على رعاية المجلس القومي للمرأة، وبنك الكساء المصري، بالإضافة إلى عدد من شركات إعادة التدوير، وعدد من المؤسسات والمبادرات البيئية مثل مؤسسة "جرينيش"، ومبادرة شجرها.

نسبة التفاعل الأكبر كانت من الإناث، لكن ذلك لم يمنع من تفاعل الذكور، فالجمهور المستهدف يشمل كليهما، ويهتم الفريق بتوعية الرجال ليساهموا في الحفاظ على البيئة.

السوشيال ميديا والمناخ

الطالبات استخدمن منصات التواصل الاجتماعي للتعريف بحملتهم، وكشفت عضوة الفريق عن الحماس الذي رصدته من المتابعين بعد الإعلان عن الفكرة، لتركيز جهودهن على تقديم محتوى بسيط يتمكن الجميع من فهمه بسرعة، علاوة على نشر محتوى تفاعلي عبر طرح الأسئلة، إلى جانب التواصل المباشر على أرض الواقع.

وأضافت أن نسبة التفاعل الأكبر كانت من الإناث، لكن ذلك لم يمنع من تفاعل الذكور، فالجمهور المستهدف يشمل كليهما، ويهتم الفريق بتوعية الرجال ليساهموا في الحفاظ على البيئة.

وتختتم "حنين" رؤيتها لأزمة المناخ، فتؤكد أن البداية من تفاصيل الحياة البسيطة في الحياة اليومية التي قد لا نلتفت إلى أثرها البيئي، مثل إعادة تدوير الملابس، مؤكدة أن التعمق في التعرف على القضية، سيؤدي إلى الوعي بجوانب أخرى مثل تأثيراتها على الصحة، وكيفية التأقلم معها، ووصولا إلى إدارة مشروعات لمنتجات صديقة للبيئة، لتقود النساء الطريق نحو الاستدامة.

وترى أن توعية المرأة، وتغيير أسلوب حياتها، سيعود بالنفع على أسرتها وأبنائها التي ستتمكن من تعليمهم كيفية الحفاظ على البيئة من خلال العادات التي ستبدأ تنفيذها.

وتشارك في الحملة كل من حنين أشرف، وروان علاء، ورانيا حاتم، وحبيبة أحمد، وسيلفانا زكريا، ومارفي ماجد، ومريم أحمد، وضحى محمد، وسهيلة السيد، ودنيا حازم، وجينا عادل، وفاطيما ياسر، وياسمين أيمن، وسلمى أحمد، وفرح علي، وأميرة علاء، ويشرف على المجموعة الدكتورة حياة بدر المدرس بقسم العلاقات العامة والإعلان، والأستاذة فرح الصافي المعيدة بقسم اللغة الإنجليزية.