الكوارث المناخية.. 4 أفلام سينمائية تحققت و6 أخرى يجب مشاهدتها


مروة بدوي
السبت 14 أكتوبر 2023 | 05:14 مساءً

بطوفان من الكوارث المناخية، حبس العالم أنفاسه في عام 2023، لترقب آثار وقوع حرائق وزلازل وأعاصير وفيضانات، في مشاهد أقرب للفوضى والدمار.

وتجسدت مشاهدة الكوارث عبر شاشات السينما أو التلفزيون في الواقع بقيادة التغيرات المناخية، كأنه اقتباس لتقديم أشهر لقطات الكوارث السينمائية.

"جرين بالعربي" ترصد أشهر 4 أفلام سينمائية قدمت أزمات الحاضر قبل وقوعها في عام 2023.

Deep Impact

وقع إعصار دانيال يوم 10 سبتمبر الماضي ليضرب ساحل ليبيا الشرقي، ثم اتجه شرقاً نحو مدن في الجبل الأخضر أبرزها درنة، التي شيد فيها سدود لم تتم صيانتها منذ 20 عاماً.

وعندما ضرب الإعصار المدينة، تجمعت الأمطار في الوادي وارتفعت منسوبها بشكل هائل، فلم تتحمل السدود هذا الضغط المائي وانهارت، وبدأ الطوفان الذي اقتلع كل مظاهر الحياة من الوادي حتى البحر في البلد العربي.

هذا السيناريو المناخي خلَّف مشاهد ولقطات أعادت إلى الذاكرة طوفان أو تسونامي فيلم" deep impact"، الذي عُرض منذ أكثر من 25 عاماً، لكن ربما كان سيناريو الفيلم أكثر رحمةً وشفقةً؛ فلقد جاءت المياه من اتجاه البحر فقط وتركت للبشر فرصة لمحاولة الفرار إلى البر.

أما "سيناريو درنة"، فقد تجاوز الخيال السينمائي؛ حيث حاصرت المياه المدينة بأكملها: البحر من الأمام، والسدود المنهارة والفيضانات من الخلف، لتدمر طريق النجاة، وتجعل الواقع أكثر كارثيةً ويصعب معه إحصاء دقيق للضحايا.

San Andreas

بمشاهد الدمار والخراب، التقى زلزال المغرب، الذي ضرب البلاد في 8 سبتمبر، وزلزال فيلم سان أندرياس، الذي عُرض قبل نحو 8 سنوات.

ويصور الفيلم السينمائي سلسلة من الهزات القوية على طول صدع سان أندرياس بالساحل الغربي للولايات المتحدة؛ إذ أثر تغير المناخ على الحدود التكتونية بين صفيحة المحيط الهادئ وصفيحة أمريكا الشمالية، وهو الدافع الذي تحدث عنه الخبراء وراء زلزال المغرب، الذي وقع نتيجة حركة الصفيحة التكتونية الإفريقية عند نقطة التقائها بالصفيحة الأوراسية في إقليم البحر المتوسط الذي يتأثر بالنشاط الزلزالي بسبب التقارب بين الصفيحتين.

ولذلك كانت النتائج في الواقع كارثية كما توقع الفيلم، وزاد الوضع سوءاً بالمغرب بسبب الظروف الجغرافية والتضاريس الصعبة لمنطقة مركز الزلزال في جبال الأطلس الكبير.

Fire

حرائق الغابات التي اندلعت هذا الصيف وامتدت بين هاواي وكندا، مروراً بإيطاليا وإسبانيا واليونان، وصولاً إلى الجزائر وتونس والمغرب والأردن وسوريا، أعادت إلى الأذهان أيضاً لقطات سينمائية من فيلم fire.

ومشاهد حرائق الغابات في الفيلم وصفها البطل بـ"حريق التاج" الذي لا يمكن إيقافه، وهو أحد أنواع حرائق الغابات الخطيرة جداً، والتي نشبت فعلاً في بعض دول العالم هذا العام؛ حيث يحترق تاج الأشجار ويندلع حريق سطحي على طول أرض الغابات فتنتشر ألسنة اللهب في كل مكان.

Waterworld

ربما يتحول هذا الفيلم الكلاسيكي إلى مرجع لحياة البشر، لا سيما إذا استمر التغير المناخي بالوتيرة نفسها، مع موجات الحر القاسية وانبعاثات غازات الدفيئة، وذوبان الجليد القطبي بمستوى قياسي وارتفاع مستوى سطح البحر وتآكل السواحل، سوف تبتلع المياه معظم الكوكب.

وسوف يكون مصير البشرية الحياة في مجتمعات عائمة بدون أرض، كما تنبأ فيلم Waterworld بهذا المستقبل منذ أكثر من ربع قرن.

6 أفلام يجب مشاهدتها

وبجانب المتعة، يساهم الفن في تشكيل الوعي، وخاصةً في ظل المخاوف من وقوع آلاف الكوارث المناخية؛ ولذلك تدعو "جرين بالعربي" قرَّاءها إلى مشاهدة 6 أفلام سينمائية.

 The Day After Tomorrow

تدور أحداث الفيلم حول عالم المناخ الذي يحذر من التغير المناخي ويحاول إنقاذ البشرية من الدخول في عصر جليدي جديد، لكن الحكومة والسلطات تشكك في مصداقيته حتى تقع الكارثة بالفعل.

ورغم إنتاج الفيلم في عام 2004، كان هناك تشابه بين كارثة درنة الليبية وبين تلك المدينة المنكوبة بالفيلم، التي تعرضت لمأساة مناخية وإنسانية؛ لأن الإدارة السياسية لم تُصْغِ إلى تحذيرات العلماء.

وبموقف متقارب لم تلتفت السلطات الليبية إلى دراسة نشرها باحث في جامعة عمر المختار الليبية العام الماضي، أشارت إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فورية وعمليات صيانة دورية لسدود درنة؛ لأنه في حالة حدوث فيضان ضخم فإن النتيجة ستكون كارثية على سكان الوادي والمدينة.

Twister

وتدور أحداث الفيلم حول قصة وحياة مطاردي العواصف وهم يتتبعون الأعاصير، التي يتزايد تواترها وشدتها حالياً في ظل تغير المناخ، وبالفعل حدث إعصار موكا المروع الذي ضرب سواحل بنجلاديش وميانمار، وإعصار إداليا الأمريكي، وأخيراً إعصار دانيال.

ويسلط الفيلم الشهير الضوء على هذه الظواهر الجوية القاسية، والحاجة المتزايدة لأنظمة التنبؤ المتقدمة، وتحسين استراتيجيات الاستجابة للكوارث، وضرورة إنشاء بنية تحتية مرنة لحماية المجتمعات الضعيفة من القوة التدميرية للأعاصير مع تحسين أنظمة خدمات الصحة والطوارئ.

Dante's Peak

ويحكي هذا الفيلم الملحمي عن مخاطر العيش بالقرب من بركان نشط؛ إذ يسلط الضوء على المخاطر المحتملة التي تواجهها المجتمعات المقيمة في مناطق الكوارث.

وتكمن أهمية الفيلم في لفت الأنظار نحو الاستعداد وتوفير أنظمة الإنذار المبكر وخطط الإخلاء الفعالة للتخفيف من عواقب الكوارث، وحماية حياة من يعيشون بالقرب من مناطق الخطر.

ولا يقف الأمر عند البراكين فقط، بل يمكن تطبيق ذلك على المجتمعات الموجودة بالقرب من المناطق الساحلية أو القرى الجبلية، مثل قرى جبال الأطلس الكبير؛ حيث كانت أكثر الأمور صعوبةً في عمليات الإنقاذ بعد زلزال المغرب هي الطرق الوعرة وعدم وجود خطط استعداد لمواجهة الكارثة.

The Quake

بعد زلزال تركيا وسوريا في فبراير الماضي ثم المغرب، بات غضب الطبيعة متوقعاً في أي وقت؛ فالجميع يستطيع أن يشعر بالخطر، لكن لا أحد يستطيع الفرار، كما يقول أبطال فيلم The Quake.

وتتشابه لقطات الدمار بين الواقع والأفلام مع موت الآلاف في ثوانٍ، وقصص أشخاص حاولوا النجاة من تحت الأنقاض، وبيوت كانت تنعم بالحياة تتحول إلى أطلال خلال لحظات، وهزات ارتدادية تخلف دماراً هائلاً.

وتناقش أفلام الزلازل أسباب النشاط الزلزالي المتزايد حول العالم، وتأثيرات تغير المناخ على حركة الصفائح التكتونية بين القارات والمناطق الأكثر عرضةً للزلازل، وأهمية الاستعداد للهزات الأرضية، وسن قوانين بناء صارمة، والاستجابة الفعالة للكوارث لحماية المجتمعات.

The impossible

ويجيب هذا الفيلم عن شكل الحياة بعد وقوع الكوارث أو النجاة من الفوضى، خاصةً أنه مقتبس عن أحداث حقيقية وقعت بعد كابوس تسونامي بالمحيط الهندي عام 2004.

Independence Day 

سيناريو خيالي حول فرضية التعرض لهجمات من خارج كوكب الأرض، وأهمية وحدة البشر لمواجهة أي تهديد أو كارثة، فلا مناص من التعاون العالمي والتضامن والشعور المشترك بالمسؤولية.

مثلما اجتمعت البشرية في الفيلم لمواجهة التهديد الخارجي، فإن التعامل مع أزمة المناخ يتطلب تعاوناً دولياً، واتفاقيات سياسية، وإجراءات للحد من انبعاثات غازات الدفيئة، والانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة، وحماية النظم البيئية، وبناء مستقبل مستدام.