وميض مُحير.. لغز ظهور أضواء بالسماء أثناء وقوع الزلازل


فيروز ياسر
الاحد 24 سبتمبر 2023 | 05:18 مساءً

بموجة عارمة من الاندهاش على منصات التواصل الاجتماعي، ربط البعض وقوع الزلازل بظهور أضواء في السماء؛ ما أثار تساؤلات استدعت التواصل مع المتخصصين في الجيوفيزياء للرد عليها.

وانتشرت عدة مقاطع مصورة التقطها سكان المملكة المغربية التي شهدت مؤخراً وقوع زلزال مدمر، تكشف ظهور ومضات من الضوء في سماء الليل، وحدث الأمر نفسه من قبل خلال الهزات الأرضية التي ضربت تركيا وسوريا، وهذا النوع من الأضواء يلاحظ قبل أو أثناء أو بعد وقوع الزلازل بمدة قصيرة.

تفسير أولي

في عام 1973، قدم عالم الجيولوجيا الياباني يوتاكا ياسوي أدلة فوتوغرافية ظهرت فيها سحب حمراء وزرقاء متوهجة في سماء بلدة ماتسوشيرو أثناء الزلازل التي وقعت في عامي 1965 و1967.

فيما أشار فريدمان فرويند عالم الجيوفيزياء بمعهد SETI – وهي مؤسسة غير ربحية مقرها ولاية كاليفورنيا الأمريكية – إلى أن كوكب الأرض مُوصِّل للكهرباء، وعند وقوع الزلازل تتشوه الصخور والمعادن الموجودة بالقشرة الأرضية نتيجة الحركات التكتونية؛ ما يؤدي إلى تدفق التيارات الكهربائية، وتراكم الجزيئات الموجبة الشحنة على سطح الأرض التي تنجذب إلى نظيرتها السالبة الشحنة الموجودة بالغلاف الجوي العلوي للأرض فينتج هذا الضوء.

ووصف فريدمان قوة الضوء الناتج عن هذه الظاهرة بأنه كافٍ لقراءة صحيفة أثناء الليل، كما يعتمد لون الضوء على نوع الذرة المثارة في الغلاف الجوي؛ فعلى سبيل المثال، تعطي جزيئات الأكسجين ضوءاً أحمر أو أخضر.

ووفق ما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فإن تغير الشحنات الكهربائية على سطح الأرض وفي الهواء، يمكن أن يؤدي إلى إصابة البشر بالصداع وشعور بالوخز في بشرتهم، وظهور سلوكيات غريبة للحيوانات قبل حدوث الزلزال مباشرةً.

ووفق التجارب المعملية، تحدث قفزات في الجهد الكهربائي (كمية الطاقة الدافعة للإلكترونات من القطب السالب إلى القطب الموجب) عندما تتعرض المواد للضغط والتصدع، مثلما يحدث أثناء الزلازل.

ومن وجهة نظر فريدمان، فإن ظهور الأضواء مؤشر على تراكم الضغوط التي تؤدي في النهاية إلى وقوع الزلزال، لكن هذا لا يعني أنه في كل مرة تكون الأضواء في السماء إشارة إلى كارثة قادمة.

رأي آخر

أقر عالم الزلازل بكلية بوسطن الأمريكية جون إيبل بوجود أضواء الزلازل التي رصدتها تقارير تعود إلى القرن الـ18، ويقول إنه إذا وُجدت معلومات مؤكدة تربط بين ظهور الضوء وحدوث الزلازل، فهذا يمكن أن يساعد الباحثين في إعداد أجهزة بالقرب من خطوط الصدع الرئيسية للبحث عنها كعلامة تحذير.

ومضى قائلاً: "ليس لدينا طريقة مباشرة لقياس النبضات داخل الأرض، وإذا عثرنا على بعض الظواهر التي تعطينا معلومات حول الضغط المتراكم في الأرض قبل الزلزال، فهذا يساعدنا في التنبؤ بالكارثة مستقبلاً".

ووفقاً لتقديرات العلماء عند دراسة العلاقة بين الأضواء والزلازل في عام 2014، فإن نسبة الظروف المناسبة لظهور الأضواء أوقات حدوث الزلازل، تمثل أقل من 0.5% بجميع أنحاء العالم، وهذا يجعل هذه الظاهرة نادرة الحدوث نسبياً، بحسب موقع "ناشونال جيوجرافيك".