تعليم أخضر.. تجارب مدرسية ناجحة لتعزيز الاستدامة


إسراء محمد
الخميس 21 سبتمبر 2023 | 06:28 مساءً

مع قدوم العام الدراسي، تبدأ الاستعدادات لبدء النشاط التعليمي الذي يمثل جزءاً تقليدياً من الحياة اليومية للطلاب وذويهم، وقد يواجه أضراراً بيئية إذا لم يشهد استدامة.

وتمثل أزمة المخلفات واحدة من أبرز التحديات التي تواجه المدارس، والتي تتنوع بين مخلفات الطعام والورق والبلاستيك الصادرة عن الفصول والمختبرات والمكاتب الإدارية وصالات الألعاب الرياضية والمطاعم التابعة للمدارس وغيرها.

في الولايات المتحدة على سبيل المثال، تهدر المدارس ما يقرب من 530 ألف طن من الطعام سنوياً، وفقاً لدراسة نقلها موقع The Nevada Independent.

مصروفات بلاستيكية

وتتقاطع فكرة تطبيق المعايير البيئية في المدارس مع قضايا أخرى مثل حرمان أعداد كبيرة من الأطفال في مناطق مختلفة من العالم، من الانتظام في الدراسة، لا سيما النساء والفتيات، بفعل عوامل مختلفة أبرزها الفقر.

في مدينة لاغوس النيجيرية، حاول القائمون على مشروع "RecyclesPay" مواجهة المشكلتين معاً، من خلال منح الأطفال الفرصة للتعليم، والتشجيع على إعادة تدوير البلاستيك في آن واحد، من خلال السماح بسداد الرسوم المدرسية من خلال جمع الزجاجات والعبوات البلاستيكية وتقديمها للمدرسة، وفق موقع "Deutsche Welle".

في البداية، لم تصدق أسر الأطفال الأمر، واعتبرته مجرد مزحة، لكن بالفعل استقبلت المدرسة المصروفات من خلال جمع البلاستيك. ورغم أنها مسؤولية تقع على عاتق الكبار وحدهم، جرى تشجيع الطلاب على تسليم خمس زجاجات يومياً؛ لزيادة وعيهم بالحفاظ على البيئة المحيطة بهم.

وروت واحدة من أولياء الأمور أنها أصبحت لا تلقي أي زجاجة بلاستيكية في سلة المهملات، بل تجمعها من أجل إرسالها إلى مدرسة ابنتها، بحسب موقع "Quartz".

مقابل الحضور

وطبقت مدرسة "أكشار" الواقعة في إحدى قرى ولاية أسام الهندية، تجربة من أجل تحفيز أهل القرى على التوقف عن حرق النفايات السامة؛ حيث أصبح الطلاب يذهبون إلى مدارسهم كل صباح حاملين أكياساً من النفايات البلاستيكية، مقابل حصولهم على الدروس اليومية مجاناً.

ولم يكن هؤلاء الأطفال بمنأى عن الآثار السلبية الناتجة عن الغازات السامة لحرق المواد البلاستيكية، بل كانت الفصول الدراسية تشهد معاناتهم من السعال والتنفس بصعوبة، وفق صحيفة "The Guardian".

تحول إلى الاستدامة

وخلال عام 2019، فتحت جمعية البيئة العمانية (ESO) الباب أمام اشتراكات الطلاب في مبادرة المدرسة الخضراء التي تشجع الطلاب على الاهتمام بالجانب البيئي في المدرسة للتقليل من النفايات.

كما دعت إلى التعاون مع المدارس الحكومية في جميع أنحاء السلطنة لتشكيل فريق بيئي يتكون من الطلاب وموظفي المدارس، لإجراء أنشطة وفعاليات تعزز السلوك المستدام داخل المدارس.

وشملت المبادرة 3 أهداف ستحصل المدرسة على جائزة بموجبها، وهي: أفضل مدرسة في إدارة النفايات، وأفضل مدرسة في إدارة المياه، وأفضل مدرسة في إدارة الطاقة.

وقالت جواهر الغافري منسقة التعليم في الجمعية: "نؤمن بأن جميع الطلاب يستحقون الفرصة للتعلم عن ممارسات الاستدامة البيئية وعيش حياة مثالية تدعم أحلامهم"، وفق ما أورده موقع "Oman Daily Observer".

المدارس الخضراء

وفي الإمارات العربية المتحدة، يعد اتحاد المدارس الخضراء من أقوى الكيانات التي تركز على جميع المنشآت التعليمية بمختلف مراحلها، بهدف تطبيق أفضل الممارسات للاستدامة.

كما أطلقت السلطات الإماراتية برنامجاً دولياً للتعليم البيئي؛ إذ أعلنت وزارة التربية والتعليم الإماراتية عن شراكة التعليم الأخضر بالتعاون مع هيئتي "اليونسكو" و"اليونيسف"؛ لتوفير خطة خضراء للمدارس في جميع أنحاء الإمارات؛ لدعم التعليم والعمل المناخي بين الشباب.

وستدرب الوزارة 1400 مدير، وما يزيد عن 2800 مدرس، بهدف ضمان حصول نصف المدارس والجامعات في الدولة على "الاعتماد الأخضر"، قبل انطلاق مؤتمر الأطراف للمناخ Cop 28، وفق وكالة الأنباء الإماراتية "وام".

ويهدف المشروع إلى تزويد الطلاب من مختلف الأعمار بالمعرفة اللازمة التي تمكنهم من التفاعل مع القضايا البيئية.

يأتي ذلك في الوقت الذي يرى فيه أحمد الفلاسي وزير التربية والتعليم الإماراتي، أن مؤتمر COP 28 سيوفر خارطة طريق لاستخدام التعليم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ومكافحة تغير المناخ، لا سيما أن السلوكيات الفردية تجاه تغير المناخ هي المفتاح لإحداث تأثير حقيقي.

وتستضيف الإمارات قمة المناخ التي تعقدها الأمم المتحدة في نوفمبر 2023.