تستحوذ قضية إعادة التدوير على نصيب كبير من جهود مواجهة أزمة المخلفات وتعزيز الاستهلاك المستدام في مختلف دول العالم.
وتحتفل الدول الخليجية باليوم الخليجي للصحة البيئية، في 19 سبتمبر من كل عام، لتسليط الضوء على تعزيز قطاع إعادة التدوير.
تجارب خليجية
وفي عام 2021، تأسست جمعية "عيني لإعادة التدوير" في السعودية تحت شعار "بتدويرها نصنع حياة جديدة"، وهي مؤسسة غير ربحية متخصصة في إعادة تدوير الملابس المستعملة والمنسوجات والورق والكرتون والأجهزة الإلكترونية والكهربائية، بهدف تحويلها إلى منتجات نافعة.
وتقوم الجمعية بأنشطة تتنوع بين استقبال طلبات جمع النفايات بدون رسوم، واستلامها من المنازل والمنشآت المختلفة، وإنتاج أنواع مختلفة من حاويات النفايات؛ وذلك بهدف دعم ثقافة إعادة تدوير المواد وفرزها.
ويُعَد الفرز من أبرز المراحل التي تمر بها النفايات؛ إذ يمكن من خلالها تحديد المواد التالفة، والمواد القابلة للاستخدام.
افتتاح مصانع
بدوره قال المدير التنفيذي للجمعية السيد مقرن القحطاني، إن الفكرة ارتكزت على رؤية السعودية لعام 2030، التي تتضمن تحقيق أهداف التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة.
وأوضح القحطاني، في تصريح لـ"جرين بالعربي"، أن عدد الحاويات التي نجحت الجمعية في توزيعها في جميع أنحاء المملكة حتى الآن تجاوز 4 آلاف حاوية لجمع وفرز المواد المستهلكة الأولية، وتصميمها بعد دراسة احتياجات السوق، ومتابعة المعايير العالمية، بهدف مساعدة الأفراد والمنشآت على فرز المخلفات.
جانب من مشاركة مدير الجمعية في أحد المعارض
وأضاف: "الجمعية، بصفتها إحدى المؤسسات التعاونية غير الربحية، تعتمد على مبدأ الاقتصاد الاجتماعي؛ أي تنفيذ مشروعات استثمارية ذات عائد اجتماعي وأثر بيئي".
وتعمل الجمعية حالياً من خلال شراكات مع عدة مصانع لإعادة التدوير، كما تدرس افتتاح 3 مصانع خلال خطتها الاستراتيجية الخمسية (2022- 2027) أولها لإعادة تدوير الملابس، والثاني للمواد البلاستيكية، والثالث لإعادة تدوير الورق.
وتهدف الجمعية من افتتاح المصانع، توفير احتياجات فئة اليتامى والأرامل وغيرهم من محدودي الدخل؛ لمساعدتهم على التسوق بأقل التكاليف أو مجاناً، علاوة على إطلاق مشروعات أخرى بهدف ترسيخ ثقافة إعادة التدوير.
الوعي البيئي
وأشار المدير التنفيذي للجمعية إلى الجهود التي قامت بها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية، ووزارة البيئة، والمركز الوطني لإدارة النفايات، وهي الجهات التي نجحت في زيادة الوعي البيئي في المجتمع السعودي، وتنمية إقبال مختلف الفئات على الأنشطة التي تقوم بها الجمعية.
ولتسهيل عمليات جمع النفايات، أطلقت الجمعية تطبيقاً إلكترونياً باسم "عيني"، وهو ما ساهم في تعزيز ثقافة اعتياد الأفراد على الفرز من المصدر، كما يمكن من خلاله إرسال طلبات إلى الجمعية لإرسال مندوب لاستلامها، ثم نقلها إلى المستودعات التابعة لها؛ لإعدادها للتدوير.
وتهدف الجمعية إلى عرض منتجاتها عبر التطبيق الإلكتروني، سعياً إلى مواكبة التطور التقني، وللتركيز على استخدام التكنولوجيا في تنمية القطاع غير الربحي.
وشاركت الجمعية في العديد من المعارض، كان أحدثها "المعرض الدولي للقطاع غير الربحي والأوقاف"، و"معرض صنعتي 2023".