أيام لم نعد نعرفها.. التغيرات المناخية تبدل الفصول الأربعة


فيروز ياسر
الاثنين 18 سبتمبر 2023 | 11:00 مساءً

بتغيير فارق في خريطة فصول السنة، أثَّرت التغيرات المناخية الناجمة عن النشاط البشري في توقيتات ومدد الصيف والشتاء والربيع والخريف.

وقال كيفن ترينبيرث العالم في المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي بالولايات المتحدة، إن تغير المناخ عبث بالمفهوم التقليدي للفصول الأربعة؛ إذ اكتشف العلماء أن استمرار ارتفاع درجة حرارة الكوكب أدى إلى اتساع المناطق المدارية بمقدار 0.1 إلى 0.2 درجة من خط العرض كل 10 سنوات.

ويترتب على ذلك بدء تراجع عدد الفصول في بعض المناطق إلى فصلين فحسب، في الوقت الذي تتغير فيه أنماط الطقس ودرجات الحرارة في المناطق الأخرى، وفق موقع HowStuffWorks.

وأكد ترينبيرث أن تعريف الفصول قد يتغير من حيث التوقيت والمدة، لكن فصول الشتاء والربيع والصيف والخريف ستظل في المناطق الواقعة في خطوط العرض الوسطى.

نهاية القرن

ووفق دراسة نشرتها مجلة Advancing Earth and Space Science، فإن النصف الشمالي من الكرة الأرضية، اختفى فيه تساوي أشهر الفصول الأربعة على مدى الفترة بين عامَي 1952 و2011؛ إذ امتدت فترة الصيف وتراجعت مدة الربيع والخريف والشتاء.

وكشف باحثون عن زيادة فصل الصيف من 78 إلى 95 يوماً خلال العام، ومن ثم أصبحت الشهور بين مايو وسبتمبر أكثر حرارةً، فيما تراجع فصل الربيع من 124 إلى 115 يوماً خلال العام.

بينما انخفضت عدد أيام فصل الخريف من 87 إلى 82 يوماً خلال العام، كما انكمش الشتاء ليصل إلى 73 يوماً بفارق 3 أيام، مع توقعات بأن تقتصر الفترة على أقل من شهرين بحلول عام 2100، وأن يستمر الصيف لما يقرب من 6 أشهر بحلول التاريخ نفسه.

البحيرات وتغير المناخ

وكشف تحليل حديث أن درجة حرارة البحيرات تعكس التغيرات الموسمية بالطقس. وفي الورقة البحثية التي نشرتها دورية Nature Communications فإن بيانات بحيرات نصف الكرة الشمالي، أوضحت أنه منذ عام 1980 بدأ فصلا الربيع والصيف مبكراً بفترة تتراوح بين 2.0 و4.3 يوم لكل عشر سنوات على التوالي، بينما تأخر فصل الخريف 1.5 يوم لكل عقد أيضاً.

ولهذه التغيرات آثار كارثية على الكائنات الحية؛ حيث يتأثر التكاثر وفقس البيض لأنواع من الأسماك بزيادة درجات الحرارة الموسمية وتغيير توقيت حدوث هذه العملية، سواء بوقت مُبكر أو لاحق، كما يمكن للعوالق النباتية مواجهة سوء جودة المياه ونمو البكتيريا الزرقاء السامة.

مشكلات محتملة

كما يواجه البشر تأثيراً سلبياً ناتجاً عن طول فترة الصيف؛ إذ يتوقع العلماء اضطراب في مواسم الزراعة من حيث إزهار مبكر للنباتات وهجرات مبكرة للطيور، في الوقت الذي يتسبب فيه الشتاء الدافئ في إعاقة نمو بعض النباتات؛ الأمر الذي يترتب عليه انخفاض جودة المحاصيل، وفق ما ذكره موقع Now. Powered by Northrop Grumman.

ويدخل سكان العالم في حلقة مفرغة؛ لأن الصيف الطويل يعني امتداد موسم نمو النباتات، وتزايد حبوب اللقاح المسببة لأمراض الحساسية للبشر، وعادةً ما يتحول الطقس الحار إلى نقمة عندما تنتشر الحشرات الحاملة للفيروسات، كالبعوض الاستوائي الذي ينتشر شمالاً ويتسبب في تفشي الأمراض.

أما العاملون في المناطق المكشوفة دون وجود أنظمة تبريد، مثل عمال البناء ورجال الإطفاء، فإن الحرارة الشديدة ترتبط بارتفاع معدل انتشار المشكلات صحية، مثل الإجهاد الحراري.

تأثيرات سلبية

بدوره قال وحيد سعودي خبير الأرصاد والتحاليل الجوية المصري، إن مواعيد فصول السنة لا تتغير؛ لأنها متفق عليها دولياً على مستوى العالم، لكن هناك ما تسمى البداية المناخية التي قد تسبق أو تتأخر عن البداية الجغرافية بأسبوعين أو ثلاثة.

وأشار سعودي، في تصريح لـ"جرين بالعربي"، إلى تأثير ترحيل الفصول على جميع الكائنات، وتضرر النباتات والمحاصيل من هذه الظاهرة؛ فعلى سبيل المثال اختفت بعض الخضراوات الورقية خلال الفترة الماضية من الأسواق المصرية، مثل البقدونس والشبت والجرجير؛ بسبب أنها تزدهر في فصل الشتاء، لكنها واجهت في موسم الشتاء الماضي درجات حرارة مرتفعة، ورطوبة زائدة؛ ما أضر بكميات المحاصيل.

الأمر نفسه ينطبق على الطيور والحيوانات، مع ارتفاع درجات الحرارة تُهاجِر بعض الكائنات من موطنها الأصلي الذي اعتادته إلى مواطن أخرى تتناسب مع طبيعتها؛ هذا بجانب نفوق بعض الحيوانات بسبب الارتفاع في درجات الحرارة، بحسب سعودي.

ويمتد فصل الشتاء من 21 ديسمبر إلى 20 مارس، يليه فصل الربيع من 21 مارس و20 يونيو، ثم فصل الصيف من 21 يونيو إلى 20 سبتمبر، وفصل الخريف من 21 سبتمبر إلى 20 ديسمبر.