مثل قبلة الحياة، تمنح المبادرات والحملات الشبابية البيئية، بارقة أمل لإنقاذ الكوكب من مخاطر آثار التغيرات المناخية.
ويحتاج العالم إلى تضافر جهود العمل التطوعي، باعتبارها من أهم الحلول التي تساهم في تشكيل عقول بيئية مؤمنة بالتغيير.
وفي المملكة المغربية، تأسست جمعية "زلاغ للبيئة والثقافة" عام 2018 بمدينة فاس (شمال شرق)؛ للمساهمة في حماية الأرض من السلوكيات البشرية الخاطئة.
وتهتم الجمعية غير الربحية بخلق وعي بيئي ناضج، وترسيخ الثقافة البيئية باعتبارها مبادئ سامية تنعكس على سلوكيات المواطنين بجميع شرائحهم. الأكثر قراءة
خطوات مستدامة
بدوره قال المسؤول الإعلامي للجمعية إدريسي قبي محمد، في تصريح لـ"جرين بالعربي" إن أنشطة الجمعية حققت نجاحاً فعالاً على المستوى المحلي، ومن بينها برنامج تربوي باسم "بيئتنا مستقبل أطفالنا"، وهو البرنامج الذي يعتمد على تقديم حصص تعليمية للأطفال حول المعارف البيئية الأساسية والتعرف على عالم الأحياء والتبحر في أسراره، وجذب انتباههم إلى عالم جديد من المعرفة، وتسليط الضوء على كيفية التعامل الصحيح مع الطبيعة وحمايتها.
وأضاف قبي أن الجمعية أطلقت تظاهرة بيئية تحمل شعار "نفاياتي منفعتي"، وشملت مجموعة من الأنشطة التوعوية والفنية، كان من أبرزها مسابقات تنافسية بين الأطفال لتقديم مجموعة من الأعمال الحرفية الإبداعية من خلال إعادة تدوير النفايات اليومية إلى أشياء يمكن الاستفادة منها.
وتابع: "اهتمت هذه الأنشطة بإعادة التدوير، واعتبارها من الأمور الأساسية في حياتهم، إضافة إلى عقد ندوات تربوية وإرشادية للشباب والأطفال".
حلم زلاغ
وأطلقت الجمعية مشروعاً باسم "دربنا حياتنا"، يتضمن تنظيف وتزيين مجموعة من الأحياء والأزقة، وكذلك تنظيم رحلات ترفيهية وزيارات ميدانية لمجموعة من المؤسسات التي تهتم بالشأن البيئي، بهدف تعليم الأطفال الأساليب البيئية والسلوكيات المستدامة على أرض الواقع.
وقال إدريسي: "يحتاج الصغار إلى التعلم بأساليب مرئية؛ حتى يتمكنوا من التفاعل بالشكل الصحيح، ويحبوا ما يقومون به، ومن المؤكد أنهم نقلوا إلى عائلتهم ما تعلموه، وأصبحوا يمارسونه بأسلوب بيئي سليم".
وتنظم الجمعية الورش البيئية، بالشراكة مع مؤسسات تعليمي جهة؛ لتزيين المساحات الخالية من النباتات بأيدي الأطفال لترك بصمة بيئية، تُذكر بأهمية الحفاظ على الطبيعة وحمايتها والاعتناء بها، والتوقف عن التهاون مع النفايات الضارة.
وللأطفال دور ملموس في مبادرات وأنشطة جمعية "زلاغ للبيئة والثقافة" لتنمية الوعي البيئي، وتغيير السلوكيات الخاطئة، والتفاعل بشكل إيجابي مع أزمة التغيرات المناخية، وتعزيز العمل التطوعي الخاص بالبيئة.
وسلط قبي الضوء على الخطوات التي تسعى إليها الجمعية، وهي توسيع رقعة نشاطها على مستوى مدينة فاس بأكملها؛ وذلك من خلال إنشاء فروع أو بناء علاقات مع جمعيات ذات أهداف مشتركة، إضافة إلى تأسيس أكاديمية تربوية بيئية؛ لرفع الوعي لدى المواطنين، وبناء أجيال تعرف جيداً أهمية الأرض التي يعيشون عليها.