باستخدام التكنولوجيا في مواجهة ظاهرة التغير المناخي، تسعى العديد من الشركات والمنظمات غير الحكومية إلى إيجاد حلول مبتكرة لتحقيق الاستدامة وخفض انبعاثات غازات الدفيئة التي باتت من أكبر المُهدِّدات لكوكب الأرض.
وفي دولة اليمن، انطلقت مبادرة باسم "يافع لتوثيق الغطاء النباتي"؛ حيث قرَّر مؤسسها ماجد العيسائي استخدام التكنولوجيا في تصميم تطبيق بيئي على الهواتف الجوالة.
ويهدف التطبيق البيئي إلى الوصول لأكبر عدد من الشباب؛ بهدف نشر الوعي بالحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي بطريقة ذكية تُخاطِب عقول الجيل الحالي، وتُحفِّزهم على العمل التطوعي في مجال البيئة.
تطبيق مستدام
بدوره، قال اليمني ماجد العيسائي إن مشروع توثيق الغطاء النباتي يُعَد بمنزلة خُطوة مجتمعية تدور فكرتها حول الاستفادة من التقنيات الحديثة واستخدام الهواتف المحمولة بشكل واسع الآن بين الشباب، بجانب توافر خدمات الإنترنت لدى الجميع.
وأضاف العيسائي، في مقابلة مع "جرين بالعربي": "تم اتخاذ القرار بإطلاق تطبيق (WikiYafa) للحفاظ على التنوع النباتي وحمايته من التغيرات المناخية القاسية التي يصاحبها ارتفاع كبير في درجات الحرارة؛ ما يُسبِّب تلفاً للنباتات
وأوضح أن التطبيق يعمل بنظام "الأندرويد" الصغير الحجم، ويستهلك أقل باقة إنترنت متوافرة، ويعمل من خلال جمع المعلومات المتعلقة بالنباتات بسرعة، وإرسالها على تطبيق الواتساب؛ لتحديد أنواع النباتات المهددة بالانقراض والبحث عن سبل فعالة لزراعتها مرة أخرى في بيئة مناسبة من حيث توافر المياه ودرجة الحرارة، والحرص على غياب المبيدات الحشرية أو الأسمدة الكيميائية التي تُلحق أضراراً بالنباتات وتؤثر على صحة الإنسان في الوقت نفسه.
ومضى قائلاً: "دراسة أنواع النباتات والتعرُّف عليها من الأهداف المرجوة أيضاً؛ حتى يسهل زراعتها، وتعمل على توفير بيئة آمنة لنمو مزيد من النباتات الأخرى بعد ذلك".
يتيح التطبيق جمع أكبر عدد من النباتات، من خلال وضع صور النباتات وكتابة البيانات المطلوبة وإرسالها إلى صاحب المشروع؛ ما يوفر عملية البحث والسفر إلى أماكن بعيدة وتكبُّد تكلفة مالية للتفرغ لإيجاد حلول مستدامة
فرز البيانات
ويفرز ماجد البيانات المرسلة حسب نوع النبات ويراجعها، ويبحث عن المعلومات العلمية المتعلقة بكل نبتة، خصوصاً البيئة المناسبة والمناخ المناسب لتكاثرها، وبعد ذلك يتم تحديد قسم خاص بهذا النوع من النبات على التطبيق يحتوي على معلومات علمية موثقة؛ حتى يكون مرجعاً لمن يفكرون في زراعة النبات مرة أخرى، ويتم الاحتفاظ بكل المشاركات والمعلومات الخاصة بالمبادرة للاستفادة منها في أي بحث أو دراسة مستقبلاً.
وبالنسبة إلى الخطوات المستقبلية، أوضح ماجد أنه يتم حالياً العمل على تنظيم مبادرة طلابية بمشاركة جميع المدارس في المديرية؛ لجمع معلومات حول النباتات عبر تطبيق "WikiYafa"، ويتم تقييم حالة النباتات وطبيعة انتشارها.
ويأمل مؤسس التطبيق أن يكون إحدى الوسائل الفعالة المبتكرة التي تفتح الطريق للشباب للتعرف على ما تعاني منه بيئتهم بطريقة سلسة دون استغراق وقت طويل في عملية البحث، إضافةً إلى ترسيخ أفكار التنوع النباتي والاهتمام بزراعة النباتات وممارسة الأنشطة التي تحافظ على البيئة وتحمي الأرض.