"NGB kids".. مبادرة تونسية لرفع الوعي البيئي لدى الأطفال


سلمى عرفة
الاربعاء 23 اغسطس 2023 | 10:10 مساءً

بعد أن بات مؤثراً على كل طفل في العالم، أصبح تغير المناخ جزءاً من المورد المعرفي للأطفال، سواء في المنزل أو المدرسة أو عبر الإنترنت أو من الأصدقاء.

وغالباً ما يهتم أولياء الأمور بإشراك أبنائهم في أنشطة متنوعة لتنمية وتطوير قدراتهم والاستفادة بأوقات فراغهم.

ومؤخراً انضمت الدورات البيئية إلى قائمة الأنشطة الخاصة بالأطفال التي زاد الإقبال عليها بشكل كبير، بهدف رفع التوعية بكيفية الحفاظ على البيئة، وتجنُّب السلوكيات التي تُفاقِم تداعيات التغيرات المناخية.

نادي الأطفال

وفي عام 2017، أدرك القائمون على جمعية تونسية باسم "أرزاقنا الكبير" بولاية المنستير (شمال شرق)، أهمية تنمية إدراك الأطفال بقضية تغير المناخ، من خلال تأسيس نادي “NGB Kids".

أطفال الجمعية

بملامح يغلفها الحماس، وأيادٍ تبذل قصارى جهدها للتطوير، شارك مجموعة من الأطفال في الورشة التي عقدها النادي مؤخراً بهدف إعادة تدوير كميات من النفايات البحرية، واستغلالها في صناعة أدوات أخرى، بمشاركة الفنانة التشكيلية شيراز مخلوف، ونائب رئيس الجمعية أحمد السوقي، وسامية الزائري مسؤولة إدارة النادي البيئي.

وقالت سامية الزائري مسؤولة نادي الأطفال في الجمعية والمعنية بالبيئة البحرية، إن النفايات التي تدرَّب عليها الصغار هي نفايات بحرية حقيقية عبارة عن مصايد أسماك مصنوعة من البلاستيك تركها البعض في البحار أو ضاعت في المياه.

أطفال الجمعيةوأضافت الزائري، في مقابلة مع "جرين بالعربي"، أن تلك المصايد غالباً ما تتحول إلى "غرف موت" للكائنات البحرية التي تعلق بها وتعجز عن الخروج منها.

وتنظم الجمعية حملات لتنظيف قاع البحر لإخراج المصايد البلاستيكية ومعدات الصيد أو الشباك الضائعة، علاوة على توعية العاملين في مجال الصيد باستخدام مصايد تقليدية قابلة للتحلل، وعقد أنشطة توعوية للتعريف بمخاطر البلاستيك.

وتوضح الزائري أن الهدف الأساسي من نادي الأطفال هو زيادة الوعي البيئي لدى النشء، وتحسين علاقتهم بالطبيعة، والمساهمة في تطوير التفكير العلمي لديهم، من خلال أنشطة متنوعة تشمل ورشاً علمية، ودورات تدريبية، وحملات مختلفة.

أطفال الجمعيةمهارات وأنشطة

ومعظم الأنشطة تعتمد في الأساس على إثارة فضول الصغار، وتوجيه اهتمامهم للتعامل مع الموضوعات العلمية والبيئية عن طريق وسائل مختلفة، مثل الألعاب، وإجراء التجارب التي تشجعهم على التفكير العلمي والمنطقي.

وتضيف الزائري أن "النادي يتناول مفهوماً بيئياً مختلفاً كل شهر ليجري تنظيم عدد من الجلسات المتنوعة، ويصل عدد الأطفال المشاركين إلى 30 طفلاً شهرياً تتراوح أعمارهم بين 6 و13 عاماً".

وتتضمَّن الأنشطة زيارة مناطق طبيعية، ومناطق محمية لها قيمة تاريخية وبيئية، بجانب تشجيع المشاركين على زراعة الأشجار والنباتات.

ولاحظ القائمون على البرامج المخصصة للأطفال إقبالاً شديداً من الصغار على أنشطة بعينها؛ أبرزها الحملات الميدانية، والأعمال اليدوية المتعلقة بإعادة تدوير المخلفات.

أطفال الجمعية

حملات ميدانية

ونظَّم النادي حملة لتنظيف شاطئ الفالاز (شمال شرق) التي شارك فيها الأطفال بعد الاستماع إلى شرح مبسط حول معلومات عن ظاهرة التغيرات المناخية، والسلاحف البحرية التي تواجه تهديدات بفعل التدهور البيئي.

وتروي الزائري لـ"جرين بالعربي" كيف رصدوا تغيرات عديدة طرأت على سلوك الأطفال بمرور الوقت، بدءاً من زيادة الاهتمام بالطبيعة، والحرص على الحفاظ عليها، مروراً برفع الوعي لحماية الكائنات المهددة بالانقراض والتنوع البيولوجي، وصولاً إلى أفكار الاستدامة.

أطفال الجمعيةوترى "الزائري" أن انضمام الأطفال إلى النادي فرصة لمشاركة اهتمامهم مع أقرانهم، وتحفيزهم على اكتساب المهارات العلمية والتحليلية والفكرية والإبداعية؛ ما يُمكِّنهم من اتخاذ القرارات الصحيحة، ويضمن التأثير الإيجابي على المجتمع من خلال تنشئة جيل مسؤول وواعٍ بأهمية الاستدامة.