"بيتنا أخضر".. مبادرة سودانية للتشجيع على الزراعات المنزلية


إسراء محمد
الاثنين 14 اغسطس 2023 | 09:50 مساءً

لتحويلها إلى منازل صديقة للبيئة ومواجهة مخاطر تغير المناخ، انطلقت مبادرة "بيتنا أخضر" في السودان للتشجيع على التحول إلى الزراعة المنزلية دون استخدام أي مواد كيميائية أو مبيدات حشرية.

و"بيتنا أخضر" من المبادرات الواعدة بدولة السودان، التي تهدف إلى توعية العائلات بأهمية الزراعة المنزلية؛ بهدف تخفيف أعباء غازات الدفيئة، ورفع الوعي بمخاطر ظاهرة تغير المناخ.

جهود منزلية

بدوره، قال علي دياب مؤسس مبادرة "بيتنا أخضر" إن المبادرة تعتبر شبابية تطوعية وغير ربحية، بهدف نشر ثقافة الزراعة المنزلية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي للعائلات، وتشجيعهم على زيادة الإنتاج دون الحاجة إلى شراء منتجات مُكلفة على الأسرة.

وتُعَد المبادرة أيضاً صديقة للبيئة؛ حيث تساعد الزراعات المنزلية الخالية من المواد الكيميائية على زيادة نسبة الأكسجين والتقليل من الانبعاثات الكربونية الناتجة من الزراعة غير المستدامة.

وأوضح دياب، في تصريح لـ"جرين بالعربي"، أن توفير غذاء صحي وآمن هو الهدف الأساسي من المبادرة منذ تأسيسها في نهاية عام 2020؛ إذ بدأت أنشطتها من خلال تنفيذ أول مشروع زراعة منزلية لعدد 500 أسرة بمدينة أم درمان (غرب العاصمة الخرطوم).

وتابع: "لم يتوقف الأمر على الزراعة فقط، ولكن تم تدريب النساء والرجال على مهارات الزراعة المنزلية لإنتاج غذاء صحي خالٍ من الأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية التي تسبب أمراضاً خطيرة للبشر، وتؤدي إلى تفاقم الآثار السلبية لظاهرة التغيرات المناخية.

وخلال العامين الماضيين، توسَّعت المبادرة في رقعة المشاريع الخضراء؛ لتشمل ولايات مختلفة بالسودان؛ وذلك لزيادة الوعي المجتمعي بأهمية تناول خضراوات صحية لزيادة المناعة البشرية.

ومشروع "القرية الخضراء" أحد المشاريع التي أسَّستها المبادرة؛ حيث اهتمت بتطوير الغذاء وتحويل الأسر من الاستهلاك إلى الإنتاج من خلال الزراعات المنزلية، خاصةً مع توافر الأراضي الخصبة بمساحات شاسعة تصلح لجميع المزروعات في السودان.

وقال دياب: "بدأت المبادرة بزراعة الأشجار المثمرة (البرتقال، والليمون، والرمان، والجوافة) والخضراوات الضرورية التي يتم استهلاكها بمعدلات مرتفعة، كما تم تنفيذ خمسة مشروعات أخرى؛ جميعها ساعدت الأسر على إنتاج محاصيل زراعية صحية وصديقة للبيئة ومقاومة لتغير المناخ.

أنشطة مستدامة

وبالنسبة إلى دور الأطفال في المبادرة، أوضح أن هناك العديد من الأطفال بمختلف الفئات العمرية، قاموا بزراعة منازلهم، وشاركوا في حملات تشجير وتوعية بالمدارس لترسيخ أهمية الزراعة المستدامة العضوية، وأضاف أن مشاركة الأطفال تجعل فريق المبادرة يشعر بالسعادة، ويحاول في الوقت نفسه غرس القيم والمبادئ البيئية في عقولهم الصغيرة؛ لترسيخ أهمية المساعدة في الحفاظ على البيئة لكي تبقى سليمة ونظيفة.

ووفق دياب، كان للمبادرة نصيب للعمل مع منظمات محلية ودولية تهتم بقضايا الأمن الغذائي ومساعدة المجتمعات لتوفير وإنتاج الغذاء بأنفسهم.

وشاركت المبادرة مع منظمات أخرى تتناول قضايا تغير المناخ المُهدِّد لحياة الإنسان، الذي يعد هو أيضاً أحد أسباب تفشي مشكلة المناخ بفعل أنشطته السامة التي تتسبَّب في حدوث المشاكل المناخية والكوارث الطبيعية؛ لذا يسير العمل على قدم وساق لتخفيف الأعباء المناخية وتنفيذ المشاريع الزراعية المستدامة.

وتحرص مبادرة "بيتنا أخضر" على الاحتفال بالأيام العالمية، مثل يوم الأرض العالمي، ويوم البيئة العالمي، ويوم الغابات العالمي، وعيد الأشجار؛ وذلك في إطار تحقيق أهدافها بنشر المعرفة وتنمية الوعي؛ حيث يتم الاحتفال بتوزيع نباتات وبذور زراعية على المشاركين.

واختتم دياب حديثه قائلاً: "ندرِّب صغار المزارعين والمهندسين الزراعيين على إنتاج الفواكه المستوردة من الخارج، والعمل على زراعتها بعد تقديم المعلومات الكافية عنها؛ وذلك من خلال توفير المرشدين والمهندسين المتخصصين بتوفير خدمة باسم (مستشارك الزراعي) وهي الخدمة التي تربط المزارع أو الهاوي بالمهندس المتخصص مباشرةً للتوجيه وتقديم العلاج للمشاكل التي يواجهها في الزراعة".